بوركينا فاسو بعد يوم من "الانقلاب".. إطلاق نار وانقسام عميق داخل الجيش
بعد يوم من "الانقلاب" الذي قوض جهود تسعة أشهر وأعاد البلد الأفريقي إلى نقطة الصفر من جديد، كانت واغادوغو على موعد مع أحداث "مثيرة".
فالبلد الواقع في غرب أفريقيا، شهد يوم السبت دوي إطلاق نار في أنحاء العاصمة، واندلاع حريق في السفارة الفرنسية، في الوقت الذي اتهم فيه إبراهيم تراوري الذي أعلن نفسه زعيما للبلاد الرئيس بول هنري داميبا بشن هجوم مضاد بعد الإطاحة به قبل يوم.
وتقول وكالة "رويترز"، إن المواجهة تشير إلى انقسام "عميق" داخل الجيش وتأذن بفصل جديد مثير للقلق في بوركينا فاسو، بعد أن أدى تفشي الأعمال "الإرهابية" إلى تقويض الثقة في السلطات وتشريد ما يقرب من مليوني شخص.
البيان الأول
وفي أول بيان له عن الأزمة نشره على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على فيسبوك، قال قال داميبا يوم السبت: "أدعو الكابتن تراوري ورفاقه للعودة إلى رشدهم لتجنب نشوب حرب بين الأشقاء لا تحتاجها بوركينا فاسو".
ودعا رئيس أركان جيش بوركينا فاسو الفصائل المتناحرة إلى وقف الأعمال القتالية ومواصلة المحادثات، مشيرًا إلى أن الوضع "أزمة داخلية داخل القوات المسلحة الوطنية".
وفيما شجبت وزارة الخارجية الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة الاضطرابات، قال المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيرتش في بيان "إنه يدين بشدة أي محاولة للاستيلاء على السلطة بقوة السلاح ويدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن العنف والسعي إلى الحوار".
وقال تراوري، في مقابلات يوم السبت إنه ورجاله لم يسعوا لإيذاء داميبة، مضيفًا: إذا أردنا، كنا نأخذه في غضون خمس دقائق من القتال. لكننا لا نريد أن نؤذيه، لأنه ليس لدينا أي مشكلة شخصية معه. نحن نقاتل من أجل بوركينا فاسو".
وقال لاحقاً لراديو أوميغا: "ليس لدينا نية لتقديم داميبة إلى العدالة. نتمنى فقط أن يرتاح لأنه متعب، أما بالنسبة لنا فإننا سنواصل القيام بالعمل".
هجوم مضاد
وظهرت القوات الموالية لتراوري على التلفزيون الحكومي، مؤكدة أن داميبا لجأ إلى قاعدة للجيش الفرنسي ينظم منها الهجوم المضاد.
إلا أن وزارة الخارجية الفرنسية ردت ببيان لاحق، أكدت فيه أن القاعدة لم تستضف قط داميبا الذي استولى على السلطة في انقلاب في 24 يناير/كانون الثاني، وهو ما نفاه داميبا أيضا قائلا إن هذه التقارير "تلاعب متعمد بالرأي العام".
ورغم ذلك، إلا أن مئات المؤيدين لاستيلاء تراوري على السلطة نظموا احتجاجا أمام السفارة الفرنسية يوم السبت، وتجمع أيضا متظاهرون مناهضون لفرنسا أمام المركز الثقافي الفرنسي في بلدة بوبو ديولاسو الجنوبية ورشقوه بالحجارة.
وشب حريق في ساعة مبكرة من مساء السبت في السفارة الفرنسية كما سُمع دوي عدة أعيرة نارية، فيما قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تدين العنف ضد سفارتها.
وأصبحت الدولة الواقعة في غرب إفريقيا والمحمية الفرنسية السابقة بؤرة لأعمال عنف نفذتها جماعات مرتبطة بتنظيمي "القاعدة" و"داعش" بدأت في مالي المجاورة عام 2012 وامتدت إلى دول أخرى جنوب الصحراء الكبرى.
aXA6IDMuMTQ3Ljg5LjUwIA== جزيرة ام اند امز