أرض غنية لشعب فقير.. بلد أفريقي أدماه الإرهاب

تعد بوركينا فاسو إحدى دول التناقضات التي يتعايش فيها الفقر جنبا إلى جنب مع ثروة ذهبية، لم تكن بمنأى عن أطماع الإرهابيين أيضا.
فمع اختيار الشعب البوركيني لرئيسهم المقبل، في انتخابات انطلقت اليوم الأحد، تتوجه أنظار العالم إلى هذا البلد الأفريقي الذي تتوقف فيه "العين الإخبارية" مع ست محطات.
جيب في الساحل
أولى هذه المحطات تبدأ من الجيب الواقع في منطقة الساحل والذي يعد من أفقر دول العالم الذي أنهكته أوكار الإرهاب منذ 2015.
وبوركينا فاسو التي لا منفذ لها على البحر، تقع على حدود مالي والنيجر وساحل العاج وبنين وتوغو وغانا.
أما سكانها البالغ عددهم 20,3 مليون نسمة (أرقام البنك الدولي في 2019) فيتألفون من ستين مجموعة عرقية في مقدمتها "الموسي" صاحبة الأغلبية، و60٪ مسلمون وربعهم من المسيحيين.
"أبو الثورة"
قبل استقلال المستعمرة الفرنسية السابقة، عام 1960، كانت بوركينا فاسو تعرف باسم "جمهورية فولتا العليا".
بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بأول رئيس موريس ياميوغو، عام 1966، قبل سلسلة من سبعة انقلابات عسكرية، تولى ضباط ثوريون، السلطة بقيادة توماس سانكارا، سنة 1983.
وبعد توليه السلطة أعاد سانكارا، تسمية "بوركينا فاسو" التي حاول أن يقودها على طريق التنمية الاقتصادية، لكنه اتبع سياسة قبضة من حديد.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 1987، تولى بليز كومباوري السلطة، بعد انقلاب اغتيل فيه "أبو الثورة" والذي ما زال موضع تقدير كبير في البلاد والقارة السمراء.
كومباوري
عام 1991، أعاد كومباوري نظام التعددية الحزبية بعد حكم عسكري دام أحد عشر عاما، وفي السنة نفسها تم انتخابه رئيسا قبل أن يحصل على عهدة جديدة في 1998 و2005 و2010.
وبعد أربع سنوات، طُرد بليز كومباوري من السلطة، إثر مظاهرات احتجاجية على تعديل الدستور من أجل البقاء في السلطة.
وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2015، تم انتخاب روش مارك كريستيان كابوري، رئيسا للبلاد.
هجمات إرهابية
منذ 2015، تشهد بوركينا فاسو، هجمات إرهابية مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، ناهيك عن عمليات الخطف.
وخلال خمس سنوات، أوقعت الهجمات الإرهابية التي تداخلت مع نزاعات بين مجموعات سكانية المحلية، أكثر من 1200 قتيل، ودفعت بأكثر من مليون شخص للنزوح من ديارهم.
متلازمة الثروة والفقر
على الرغم من ثروة الذهب الذي يشكل 13,13 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي لبوركينا فاسو، إلا أن البلد يسجل تباطؤا في النمو، حسب تقديرات يطغى عليها التشاؤم لبنك التنمية الأفريقي.
وتقول الأمم المتحدة إن هذا البلد الذي يعد من أفقر دول العالم، معرض لخطر مجاعة.
وحسب منظمة أوكسفام غير الحكومية، تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ليصل إلى 3,3 ملايين شخص.
وانخفض إنتاج الذهب البوركيني في 2019 إلى 50,3 طنا بسبب الهجمات الإرهابية، إلا أن عائداته ارتفعت بفضل ارتفاع الأسعار العالمية.
وإلى جانب الذهب، يعتمد البلد الذي كان وجهة سياحية انقرضت بفعل الهجمات الإرهابية، على الزراعة حيث ينتج الذي ينتج السورغم، والذرة والأرز.
وجه السينما
وجه آخر يميز بوركينا فاسو، وهو مهرجان واغادوغو للسينما والتلفزيون في عموم أفريقيا (فيسباكو)، والذي ينظم كل سنتين ويعتبر أكبر تجمع للفن السابع في القارة السمراء.