عسكر بورما يسعون لتبييض صفحتهم.. تميمة الفيل "الأمهق"

سعت المجموعة العسكرية الحاكمة في بورما لتوظيف ولادة فيل "أمهق" (أبيض) سياسياً في إطار محاولاتها المستمرة لإسباغ المشروعية على سلطتها.
المجموعة العسكرية الحاكمة، المنبوذة دولياً، والتي تواجه مقاومة داخلية شرسة، أعربت عن ارتياحها لولادة هذا الفيل الأبيض في يوليو/ تموز الماضي، إذ أن المسؤولين في جنوب شرق آسيا يخصّون بالتبجيل هذا النوع من الفيلة.
وطغت صورة الفيل الصغير على أخبار العنف والواقع اليومي الدامي في بورما التي تشهد مواجهات بين الجيش ومليشيات معارضة للانقلاب منذ سيطرة الجيش على السلطة قبل نحو عامين، ويتهم كل من الطرفين الآخر بقتل مئات المدنيين.
وأفادت وسائل الإعلام الحكومية الثلاثاء أن طابعاً بريدياً خاصاً يحمل صورة الفيل الذكر المولود في ولاية راخين (غرب بورما) سيصدر هذا الأسبوع بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال عن بريطانيا.
كذلك يجري الإعداد لإصدار مجموعة من العملات الذهبية التذكارية في المناسبة نفسها تحمل نقش الفيل.
ولاحظ الخبراء الذين عاينوا الفيل ميدانياً أنه يمتلك سبعاً من ثماني خصائص يتسم بها هذا النوع النادر، من بينها "العينان اللؤلؤيتا اللون".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عُرض الفيل وسط ضجة واسعة على رئيس المجموعة العسكرية مين أونغ هلاينغ.
ويعود احترام السكان للأفيال البيضاء واعتبارهم إياها فأل خير إلى مئات السنين، إذ يُروى أن قادة الممالك البوذية التي تشكل الآن تايلاند ولاوس وبورما، كانوا يتنافسون على امتلاكها.
ويُستخدم في اللغة العامية وصف "فيل أبيض" للإشارة إلى إنجازات فائقة اقتصادياً، ويعود أصل هذه العبارة إلى التكلفة الباهظة للاعتناء بهذا الحيوان الذي يرمز إلى المكانة.
ويبدو أن ولادة الفيل حصلت خلال عطلة نهاية الأسبوع نفسها التي شهدت إعدام اثنين من المنشقين المشهورين، وأثار هذا الإعدام، وهو الأول في بورما منذ عقود، ردود فعل دولية غاضبة.
ورأى الخبير في شؤون بورما في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد هورسي في تصريح لوكالة فرانس برس، أن الجيش أراد من الربط بين تاريخ الحدثين "التلميح ضمناً بوقاحة" إلى أن الإعدامات كانت "عادلة نوعاً ما".
وسيبقى الفيل الصغير في نايبيداو مع أفيال أخرى ذات خصائص غير عادية، لكي يتمكن من مشاهدته زوار الموقع.
ويوجد أيضاً في موقع آخر في رانغون، العاصمة الاقتصادية لبورما، فيلان أبيضان آخران احتفلت بهما مجموعة عسكرية حاكمة سابقة.
إلا أن ولادة "راتا نانداكا" ("الفيل الأبيض الثمين الذي تحبه البلاد والذي سيجلب الرخاء والسعادة للأمة") في نايبيداو، قوبل بالتحفظ وحتى بتشكيك البعض في صحة كونه أمهق.
ونشر أحد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي تعليقاً ساخراً بعد حضوره احتفال تعميد الفيل في نايبيداو جاء فيه: "يبدو أنهم نسوا وضع واقٍ من الشمس له".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTIyIA==
جزيرة ام اند امز