خطوة لها ما بعدها.. بايدن يضم مدير الـCAI إلى مجلس الوزراء
في خطوة تعكس دوره في السياسة الخارجية للإدارة وكمبعوث لروسيا، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن "وليام بيرنز" مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية الـCAI للانضمام إلى مجلس وزرائه.
الخطوة، الرمزية إلى حد كبير، لن تمنح بيرنز أي سلطات جديدة، لكنه تؤكد تأثير بيرنز في الإدارة وسيُقرأ على أنه انتصار لوكالة المخابرات المركزية، التي كانت من بين وكالات مجتمع الاستخبارات الأمريكية التي تنبأت بدقة بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عام 2022، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
وسيشارك بيرنز في اجتماعات مجلس الوزراء المعني بتقديم المشورة للرئيس الأمريكي، إلى جانب وزيري الخارجية والدفاع، وكذلك مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز، التي أشادت في بيان بـ"ذكاء وخبرة وتجارب وموهبة" بيرنز.
وبرر بايدن، في بيان، الخطوة التي سيكون لها ما بعدها بأن الرجل "دأب على الدوام على تزويدي بتحليلات واضحة ومباشرة تعطي الأولوية لسلامة وأمن الشعب الأمريكي، مما يعكس الدور الأساسي الذي تلعبه وكالة المخابرات المركزية في اتخاذ قرارات الأمن القومي في هذا الوقت الحرج".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن بيرنز الذي يؤكد بشكل دائم أنه لا يشارك في العمل الدبلوماسي، ظهر كـ"سكرتير للمشكلات الصعبة".
سوابق تاريخية
هذه الخطوة ليست بالجديدة في السياسة الأمريكية، فقد طلب الرئيس السابق دونالد ترامب من مديري وكالة الاستخبارات المركزية السابقين مايك بومبيو، ثم جينا هاسبل الانضمام إلى مجلس الوزراء.
كما ضم الرئيس الأسبق بيل كلينتون مديري الاستخبارات جون دويتش، وجورج تينت لمجلس وزرائه، وضم الرئيس الأسبق رونالد ريغان مدير الاستخبارات المركزية وليام كيسي إلى إدارته.
وأرجعت الصحيفة عدم توجيه بايدن الدعوة لبيرنز لحضور اجتماعات مجلس الوزراء، إلى تواجد مديرة الاستخبارات الوطنية بالمجلس.
ويرى ديفيد برييس، ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية، أن إحجام معظم رؤساء الولايات المتحدة عن دعوة مدراء وكالة الاستخبارات المركزية للانضمام لمجلس الوزراء عائد إلى "إدراكهم أن دور الاستخبارات ليس سياسيا".
رجل المهام الصعبة
وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن بيرنز، الذي أكد مرارا أنه لا علاقة له بالدبلوماسية، ظهر كنوع من "رجل المهام الصعبة". فقبل فترة طويلة قبل العملية الروسية في أوكرانيا كان بيرنز محاور البيت الأبيض الرئيسي مع موسكو، حيث كان يتمتع بعلاقات قوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر من أي شخص في الإدارة.
وسبق أن أرسله بايدن إلى موسكو في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 لتحذير الرئيس الروسي من العواقب الوخيمة حال مهاجمته الأراضي الأوكرانية، كما التقى بيرنز أيضا نظيره في المخابرات الروسية لتحذير البلاد من استخدام الأسلحة النووية في ساحة المعركة، ولإيضاح العواقب المترتبة على ذلك. وقام بعدة رحلات إلى كييف للقاء القادة الأوكرانيين الذين يعتبرونه حليفاً موثوقاً به.
يعد مجلس الوزراء الأمريكي هيئة استشارية للرئيس الأمريكي، ويتألف من نائب الرئيس ورؤساء الوزارات التنفيذية الفيدرالية الـ15 (التي تضم الخارجية والدفاع والداخلية والعدل.... إلخ)، ومسؤولي الوكالات الأمريكية الكبرى.
ويحق للرئيس الأمريكي الذي يترأس الجلسات لكنه ليس عضواً رسمياً في مجلس الوزراء، دعوة رؤساء الوكالات الأخرى للانضمام لمجلس الوزراء كأعضاء.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuOTgg جزيرة ام اند امز