من مدينة إلى أخرى، ينتقل "باص السينما" ليعيد الحياة إلى الفن السابع ويوفر فرصة ترفيه لأطفال غزة بعد أشهر من جولة تصعيد مريرة.
وباستخدام هذا الباص الذي يصل طوله إلى 10 أمتار وبعرض 4 أمتار، نفذت مؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابي في قطاع غزة، مبادرة فريدة من نوعها لإدخال البهجة على نفوس الأطفال.
وحولت المؤسسة الباص إلى قاعة عرض سينمائي متنقلة تنثر البهجة من منطقة لأخرى وتعيد الألق للفن السابع في القطاع.
ويوضح محمود الهرباوي منسق مشروع باص السينما أن الفكرة جاءت بعد عرض فيلم أنيميشن على شاشة عرض في الشارع بالتنسيق مع متطوعين، داخل مخيم النصيرات، وهي تجربة حظيت باهتمام وتفاعل كبيرين من الأهالي الذين طالبوا بعروض أخرى لأطفالهم.
وأشار الهرباوي في حديثه لـ"العين الإخبارية": "نظرًا لعدم وجود سينما في غزة قررنا الانطلاق بفكرة باص السينما ليجوب القطاع، وينثر الفرح والبهجة في أماكن متعددة، مع التركيز على الأماكن المهمشة".
وبيّن أن الباص يتجول بين المحافظات ويستهدف مدارس ومؤسسات ليقدم عروضا سينمائية تناسب الأطفال وتعيد البهجة إليهم.
"باص الموسيقى".. مبادرة "أمل وسلام" لتخفيف آلام غزة
وأكد أن الأفلام المعروضة ثقافية وتوعوية ومجازة من وزارتي التعليم والثقافة، مشيرا إلى أنه يجري مراعاة حالة كورونا من حيث تعقيب الأطفال وتوفير أجواء مناسبة داخل الباص الذي جرى تهيئته ليكون قاعة عرض متنقلة.
بدوره يشير حسام وشاح منسق الأنشطة في باص السينما، أن أهمية المبادرة تكمن في عدم وجود سينما في القطاع، مبينا أن الأفلام المعروضة تهدف إلى نبذ العنف وتعزيز قيم التسامح والمحبة والقيم الأخلاقية لدى مختلف الشرائح خاصة الأطفال.
وذكر أن الفكرة طبقت على أيدي مختصين مهرة، بعد أن احتضنت وتبنت جمعية "إنقاذ المستقبل الشبابي المشروع" الذي موله الاتحاد الأوروبي.
وبحسب وشاح، فقد جرى تصميم الباص بتفاهم وتوافق بين فريق المؤسسة، والفريق المصمم والمنفذ من خبراء ومهندسين، بعد وصول الباص كما أي باص من الخارج، وهنا في القطاع جرى تنفيذه بالكامل.
وأوضح أنه جرى توسعة الباص مترا من كل جانب عبر فكرة "الهيدروليك" إلى جانب توفير طاقة شمسية لتشغيله، ومصعد لذوي الإعاقة، وأجهزة إنذار وأمان للأطفال، وكاميرات مراقبة، وباب أمان خلفي في حالات الطوارئ، وأجهزة تكييف، وشاشة عرض داخلية وأخرى خارجية.