بوش يعود للواجهة بانتقاد موقف "الجمهوري" بشأن الهجرة
انتقد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش حزبه الجمهوري بشأن موقفه من الهجرة إلى أمريكا، عائدا بذلك إلى الواجهة السياسية من جديد.
وأظهر الرئيس 43 لأمريكا، الذي عادة ما يبتعد عن الأضواء، حنينا واضحا إلى الشأن العام عبر إصداره كتابا سماه "واحد من عديدين" يضم 43 لوحة زيتية خاصة به للمهاجرين الذين عرفهم.
وتأتي عودة الرئيس الأسبق البالغ 74 عاما والمتحدر من تكساس، إلى الأضواء مجددا بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.
واستعرض بوش الابن كتابه في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأسبوع الماضي، قال فيه إنه جمع كتابا يضم صورا للمهاجرين الذين احتضنوا بلدهم الجديد في مسعى منه لخفض التوتر و"إضفاء الطابع الإنساني على النقاش بشأن الهجرة" في الولايات المتحدة.
وأطلق بوش الابن، الذي شغل منصب حاكم ولاية لطالما كانت في الخطوط الأمامية للنقاش المحتدم بشأن مفهوم أمن الحدود، انتقادات شديدة لحزبه وموقفه المناهض للمهاجرين.
وقال الرئيس الأسبق هذا الأسبوع في مقابلة مع شبكة "إن بي سي توداي" إن الحزب الجمهوري أصبح "انعزاليا وحمائيا، ومعاديا للهجرة".
ويدعم بوش الأبن منهجا ليحصل ملايين العمال غير المسجلين على الجنسية في حال سددوا الضرائب وتبين عدم ارتكابهم جرائم.
ويدافع كذلك عن إصلاح نظام التأشيرات ويدعم برنامج "الإجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة" (داكا) الذي يوفر الحماية من الترحيل ويسمح بعمل الأشخاص الذين وصلوا البلاد من دون أوراق وهم أطفال.
ووضعت هذه المواقف بوش في ضفة مقابلة لقاعدة حزبه، وتتماشى بشكل أكبر مع مُثُل الهجرة التقدمية للديمقراطيين الذين كان كثير منهم أعداء شرسين لبوش عندما كان في البيت الأبيض.
ويرى مراقبون أنه قد يكون كتاب بوش، بالإضافة إلى ظهوره المتكرر على شاشات التلفزيون الصباحية والبرامج الحوارية والإذاعية في وقت متأخر من الليل، جزءا من استراتيجية أكبر.
وتهدف هذه الجهود إلى تغيير صورته من مهندس حربي العراق وأفغانستان، والتي كلفت دماء وأموالا طائلة وأدت إلى ظهور جماعات متطرفة مناهضة للولايات المتحدة، إلى رجل الدولة الموقّر.
مع بداية حكمه، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، على قرارات جديدة تهدف إلى "إصلاح سياسات الهجرة"، مشيرا إلى أنه يسعى لإصلاح سياسات الإدارة السابقة.
وقال بايدن في مؤتمر صحفي: إن "القرارات التي وقعها تهدف لإصلاح سياسات الإدارة السابقة الخاصة بالهجرة، وحظر السفر على الدول ذات الغالبية المسلمة، مشددا على أن بلاده بحاجة إلى نظام هجرة ملائم.
واتسمت السياسات الأمريكية خلال عهد الرئيس السابق ترامب بالتشدد تجاه المهاجرين، إذ سعى في 2017 لإلغاء برنامج "داكا"، بحجة أنه غير قانوني، و"باراك أوباما تجاوز سلطته في إقراره"، لكن المحاكم الدنيا رأت أن الأشخاص الذين يتمتعون بوضع الحماية سيتمكنون من تجديده حتى تصدر المحكمة العليا حكما نهائيا.
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjI1MiA= جزيرة ام اند امز