بعد قرار أمريكا بالانسحاب.. أفغان يأملون في الهجرة خشية طالبان
أثارت شبكة أمريكية المخاوف التي تساور الأفغان الذين عملوا لصالح الولايات المتحدة، بعد إعلان الرئيس جو بايدن موعدا نهائيا للانسحاب.
فعائلة خان، على سبيل المثال، باتت تشعر بتهديد متزايد منذ إعلان بايدن انسحاب القوات الأمريكية بحلول 11 سبتمبر/ أيلول المقبل، إذ لم يعد رب الأسرة يذهب إلى عمله، ويتبادل مواعيد النوم مع زوجته الحامل لمراقبة المكان.
ووفق شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، فإن هذا هو الواقع الجديد بالنسبة للأفغان الذين يعملون لصالح الولايات المتحدة في أفغانستان، والذين يمكن أن تستهدفهم حركة طالبان بمجرد انسحاب القوات الأمريكية من هناك.
ونقلت الشبكة عن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية أن هناك نحو 18 ألف أفغاني تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات هجرة خاصة إلى الولايات المتحدة، ولازالوا ينتظرون الموافقة.
لكن من غير الواضح مدى السرعة التي يمكنهم بها تجاوز الإجراءات الروتينية الخاصة ببرنامج الهجرة، بالنظر إلى عمليات التدقيق والفحص التي غالبا ما تستغرق سنوات قبل منح التأشيرة.
وبالنسبة للكثيرين من المتعاقدين الأفغان، يمكن أن يكون الوقت مسألة حياة أو موت، وفق الشبكة ذاتها.
وقال خان في تصريحات لشبكة "سي إن إن": "نظرًا للخطر الكبير من طالبان وعمليات القتل المستهدف، أخبرتني الشركة التي أعمل معها أنه لا يجب عليّ الذهاب إلى موقع العمل الخاص بي لفترة قصيرة".
وتابع "بدلًا من ذلك، أبقى مستيقظًا طوال الليل أراقب ما إذا كان هناك أي شخص يحاول زرع قنبلة حول مني، وتفعل زوجتي نفس الأمر طوال فترة النهار بينما أكون نائمًا".
وأضاف خان الذي نشرت "سي إن إن" اسمه الأوسط فقط حفاظا على سلامته: "لا يمكنني الذهاب إلى المدنية من أجل التسوق أو المستشفى لتلقي العلاج. وإن ذهبت، أرتدي عمامة وكمامة ونظارة لأكون في مأمن من الاستهداف".
وعمل خان في شركتين أمريكيتين مختلفتين لأكثر من ستة أعوام، وتقدم بطلب للحصول على تأشيرة هجرة للولايات المتحدة منذ ثلاثة أعوام..
ووفقا للشبكة الأمريكية، خاطر كثير من الناس في أفغانستان بكل شيء لمساعدة الولايات المتحدة في القتال من أجل الديمقراطية، ومن بينهم مترجمون وفروا رابطا رئيسيا لآلاف المتعاقدين العسكريين والتابعين للحكومة الأمريكية.
من جانبها، قالت بيتسي فيشر، المديرة الاستراتيجية في المشروع الدولي لمساعدة اللاجئين: "نتوقع تدهور الوضع الأمني بسرعة لأي شخص ينظر إليه باعتباره معارضا لطالبان. وهذا بالتأكيد سيتضمن المترجمين والموظفين الآخرين بالحكومة الأمريكية."
عبدول، أفغاني هرب من بلاده خوفا من تعرضه للقتل بسبب عمله مهندسا للحكومة الأمريكية في أفغانستان. قال لـ"سي إن إن": "تركت كل شيء. تركت عائلتي، وزملائي، كان أمرًا مؤلمًا للغاية بالنسبة لي".
وطلب عبدول من "سي إن إن" استخدام اسم مستعار لحماية هويته؛ لأنه يرى أن حياته في خطر بسبب المتمردين الذين يخشى أنهم لا زالوا يطاردونه.
وقال دبلوماسيون أمريكيون إن المهمة الدبلوماسية الأمريكية في أفغانستان ستكون مستحيلة بدون الشركاء المحليين والمترجمين، مضيفًا: "إنهم أعيننا وآذاننا. لديهم معارف يمكننا الاستفادة منهم. يعقدون الاجتماعات ويعرفون أصحاب النفوذ".
وأضاف الدبلوماسيون أن الكثير من المترجمين لديهم عائلات يقلقون بشأنهم، ما دفع بعضهم للتقدم أخيرًا بطلبات هجرة للولايات المتحدة.
فيما قال متحدث باسم الخارجية إن الوزارة على دراية تامة بالمخاطر التي تواجه المترجمين وآخرين، مشيرًا إلى أن "كل شخص مشارك في هذه العملية، سواء في واشنطن أو في سفاراتنا بالخارج، مدرك تمامًا بمساهمات زملائنا الأفغان والمخاطر التي يواجهونها".
وتابع: "كما قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، لدينا التزام تجاه أولئك الذين عملوا معنا وساعدونا، سواء كان ذلك مع الجيش أو الدبلوماسيين، ونحن ملتزمون بالمضي قدمًا في برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة لهم".
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA== جزيرة ام اند امز