بيزنس أقنعة كورونا.. من الصين إلى إيرباص
الصين صدرت ما يقرب من 4 مليارات قناع وجهاز تنفس وبزات واقية إلى أكثر من 50 بلدا حول العالم في شهر مارس الماضي
مع كل حدث تاريخي، يشهد العالم رابحين وخاسرين، وفي أزمة تفشي وباء كورونا فرض بيزنس الأقنعة الواقية والمستلزمات الطبية نفسه على الساحة بقوة، وجاء في مقدمة القطاعات الرابحة، التي درت مكاسب كبيرة للشركات المصنعة لهذه المستلزمات.
وشهد مارس/آذار الماضي أكبر عبور للأقنعة الواقية من دولة واحدة إلى عدد من الدول الموبوءة بفيروس كورونا، وتمكنت الصين من تصدير ما يقرب من 4 مليارات قناع وجهاز تنفس وبزات واقية إلى أكثر من 50 بلدا حول العالم.
وبلغ إجمالي صادرات الصين من هذه المستلزمات في مارس/آذار نحو 10.2 مليون يوان (1.33 مليار دولار).
وأعلنت الحكومة الصينية، الأحد، أنها شجعت المصانع على زيادة إنتاجها من المستلزمات الطبية، لسد العجز والنقص الذي تواجهه العديد من الدول التي شهدت تفشي الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 65 ألف شخص حول العالم.
وقالت جين هاي المسؤولة في دوائر الجمارك بالصين، إن بلادها صدرت مستلزمات طبية إلى نحو 50 دولة، منها 3.86 مليار قناع طبي، و16 ألف جهاز تنفس، و2.84 مليون جهاز كشف إصابات كورونا.
ولم تكن شركة "إيرباص" الأوروبية المصنعة للطائرات بعيدة عن بيزنس المستلزمات الطبية، وحاولت تعويض خسائرها في قطاع الطيران بتحويل نشاطها، من خلال نقل نحو 4 ملايين قناع من الصين إلى أوروبا.
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن غالبية الشحنة موجهة للسلطات الصحية في الدول المؤسسة للشركة لمساعدتها في مكافحة فيروس كورونا المستجد، بحسب ما أكده متحدث باسم المجموعة.
وأكدت إيرباص في بيان أن الأقنعة ستوزع على فرنسا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة، مشيرةً إلى أن هذه العملية هي الثالثة بين أوروبا والصين التي تنفذها الشركة.
ووصلت، الأحد، طائرة إيرباص إيه (350-100) إلى مطار تولوز في جنوب غرب فرنسا حيث مقر المجموعة لتسليم الشحنة بحضور عناصر الشرطة.
ومساء السبت، توقفت الطائرة قادمة من تيانجين (الصين) في هامبورج التي تضم أيضاً موقعاً هاماً تابعاً للمجموعة في ألمانيا، حيث سلمت الشحنة الأولى من الأقنعة.
ومنذ منتصف مارس/آذار، أجريت مهمتان مماثلتان بواسطة طائرة من نوع (إيه 300-800) وأخرى من نوع (إيه 330 إم آر تي تي) - ناقلة متعددة الأدوار.
كما أجّرت الشركة طائرة إيرباص من نوع (إيه 400 إم) من أسطولها لنقل شحنات أقنعة بين مواقعها الأوروبية.
وأشارت إيرباص أيضاً إلى أن الشركة تقدم خبراتها خصوصا في إطار "العمل على تصميم وإنتاج أجهزة تنفس وأقنعة بتقنية الطبع الثلاثي الأبعاد ومعدات أساسية للمستشفيات".
وفي ظل الارتفاع اليومي في إصابات فيروس كورونا لجأت العديد من الشركات العالمية إلى صناعة الأقنعة الواقية بمصانعها، كان من بينها شركة لامبورجيني الإيطالية، التي أوكلت مهمة تصنيع الكمامات للمسؤولين بقسم التصميمات عن تصميمات طرازي Huracan وAventador، وهدف الشركة تصنيع 1000 كمامة في اليوم الواحد.
ولم تكن لامبورجيني وحدها التي دخلت في سوق المستلزمات الطبية، حيث بدأت شركة فورد موتور ثاني أكبر منتج سيارات في أمريكا إنتاج أجهزة التنفس الاصطناعي، باستخدام متطوعين من عمالها في مصنعها بولاية ميشيجان.
وحولت شركة فيات كرايسلر للسيارات أحد مصانعها في آسيا، لإنتاج أقنعة طبية للتبرع بها للعاملين الصحيين الذين يعملون على مكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد
الواقع يؤكد أن العالم يشهد الآن سباقا للحصول على أقنعة واقية في ظل اشتداد الكفاح ضد فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد-19)، وهو ما دفع العديد من الشركات العالمية لدخول السوق لتلبية احتياجات المناطق الموبوءة.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zIA==
جزيرة ام اند امز