كيف تواجه الشركات ضربات الكوارث المناخية؟.. تقرير يكشف تراجع الاستعدادات
وفقًا لأحدث تقرير لجمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين اللندنية ACCA بعنوان "التغلب على العاصفة: بناء المرونة ضد الاضطرابات المناخية"، فإن هناك العديد من الشركات والمنظمات حول العالم غير مستعدة للكوارث المرتبطة بالطقس.
ووفقاً للتقرير، فإنه غالباً ما ستتعرض هذه الشركات لفشل خطط استمرارية الأعمال الخاصة بها، في مواجهة تواتر الاضطرابات الناجمة عن الأحداث المرتبطة بالمناخ.
ويرسم هذا التقرير الجديد صورة مثيرة للقلق حول استعداد المنظمات، ويقول التقرير أن 20% فقط من الشركات والمنظمات التي شملها الاستطلاع خصصت استعدادات للمخاطر المرتبطة بالمناخ في جميع عملياتها.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن 17% فقط يتدربون بانتظام على استجابتهم للاضطرابات المناخية الكبرى، في حين أن 25% ليس لديهم آليات لبناء المرونة المناخية على الإطلاق.
وقال محمد ساجد خان، مدير جمعية ACCA في الهند، "إن الفيضانات الأخيرة في جميع أنحاء الهند من آسام وتاميل نادو إلى بنغالورو تذكرنا بشكل مروع بأن تغير المناخ ليس تهديدًا بعيدًا، وإنه يعيد تشكيل حياتنا ومجتمعاتنا الآن".
وأضاف: "يجب على المنظمات أن تجعل التكيف مع المناخ أولوية، ليس فقط لحماية عملياتها ولكن لحماية الأشخاص والأماكن المعرضة للخطر".
وتابع: "إن ارتفاع درجات الحرارة، وهطول الأمطار الغزيرة، وارتفاع مستويات سطح البحر، يجعل الأدلة لا لبس فيها، يجب علينا أن نتحرك الآن لبناء القدرة على الصمود والتخفيف من الضرر الإضافي".
وذكر ساجد خان: "إن التهديدات البيئية المتصاعدة تتطلب تدابير إعداد شاملة، ومع ذلك، يكشف مسحنا أن التخطيط للتكيف مع المناخ لا يزال لا يحظى بالاهتمام العاجل الذي يتطلبه، وأن الوقت قد حان لكي تتخذ المنظمات إجراءات حاسمة لحماية مستقبلها والمجتمعات التي تخدمها".
ومع ذلك، فإن المرونة ليست أولوية للمنظمات حيث لا يستثمر ثلثا المشاركين في الدراسة بشكل كافٍ لمعالجة المخاطر المادية التي يفرضها تغير المناخ، ويخطط 37٪ فقط لزيادة الإنفاق في هذا المجال.
ولا يمكن للمنظمات التي تتبنى نهجًا رقميًا أولاً تجاهل المخاطر المناخية التي تؤثر على قوتها العاملة عن بعد، وفقًا لمؤلفة التقرير إيميلين سكيلتون، رئيسة الاستدامة في ACCA.
ولضمان المرونة، تحتاج المنظمات للتفكير المستقبلي ودعم العاملين عن بعد بشكل استباقي بتدابير مثل النسخ الاحتياطي للطاقة ومراقبة الصحة للبقاء على الاستعداد اللازم في مواجهة المناخ، والذي لا يمكن التنبؤ به بشكل متزايد.
وجاءت بيانات التقرير من مسح للظروف الاقتصادية العالمية قامت به جمعية ACCA وشارك به أكثر من 600 متخصص في التمويل حول العالم وتتضح من خلاله هذه المخاوف بشكل واضح.
وتصدرت انقطاعات التيار الكهربائي قائمة الاضطرابات المتعلقة بالمناخ في أفريقيا (54٪ من المشاركين)، في حين تضمنت المخاوف الرئيسية في أمريكا الشمالية انهيار سلسلة التوريد (41٪) وقضايا صحة الموظفين (39٪).
ويعد المديرون الماليون وفرق التمويل ضروريين لبناء المرونة المناخية من خلال التخطيط القائم على المخاطر واستراتيجيات الأعمال المستدامة.
ومن خلال الدفاع عن الشفافية في أهداف الانبعاثات وخطط التحول، يلعب المتخصصون الماليون دورًا حاسمًا في الحد من البصمات الكربونية وتعزيز أهداف صافي الانبعاثات الصفرية، ودعم مستقبل عادل وشامل وقادر على التكيف مع المناخ في نهاية المطاف.
وستشارك جمعية ACCA نتائج هذا التقرير، وغيره من الأبحاث والإرشادات التي أنتجتها حول مجموعة من قضايا الاستدامة، في قمة المناخ COP29 في أذربيجان.
ويتضمن التقرير مجموعات أدوات لفرق التمويل لبناء مهارات المرونة في مجالات اختبار السيناريوهات وتخطيط إدارة الأزمات وخطط استمرارية الأعمال.
كما يسرد الإجراءات الرئيسية التي يجب على الشركات والحكومات اتخاذها لبناء المرونة ومعالجة المخاطر المتعلقة بالمناخ.
aXA6IDE4LjIyNC41NC42MSA= جزيرة ام اند امز