الصدارة تنتقل للشرق.. «بي واي دي» تزيح «تسلا» عن عرش السيارات الكهربائية عالمياً
بعد سنوات طويلة من الهيمنة شبه المطلقة، تستعد شركة تسلا للتخلي عن عرشها كأكبر مصنع للسيارات الكهربائية الخالصة في العالم، لصالح منافسها الصيني بي واي دي، فالأرقام لا ترحم.
وقالت صحيفة "كابيتال" الاقتصادية الفرنسية إنه من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول، باعت بي واي دي نحو 1.606 مليون سيارة كهربائية خالصة، مقابل 1.218 مليون سيارة لتسلا، أي بفارق 388 ألف مركبة، وهو رقم يعادل تقريبًا مبيعات شركة بورشه خلال عام كامل.
وأضافت أنه مع نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، تجاوزت مبيعات بي واي دي حاجز مليوني سيارة كهربائية خالصة منذ بداية العام.
في المقابل، حققت تسلا خلال الأرباع الثلاثة الأولى من السنة تسليم 336,681 سيارة في الربع الأول، ثم 384,122 في الربع الثاني، قبل أن تسجل انتعاشًا ملحوظًا في الربع الثالث مع 497,099 سيارة، غير أن هذا التحسن المؤقت يخفي خلفه واقعًا أكثر قسوة.
تأثير الائتمان الضريبي… ارتداد سلبي
والتوقعات الخاصة بالربع الأخير من العام تبدو قاتمة، إذ توقع دويتشه بنك تسليم نحو 405 آلاف سيارة فقط، بينما تشير تقديرات فاكت سيت إلى قرابة 450 ألف سيارة. وفي الحالتين، يعني ذلك تراجعًا يتراوح بين 9% و18% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويرجع جزء كبير من هذا التراجع إلى انتهاء العمل بالائتمان الضريبي الفيدرالي الأمريكي البالغ 7,500 دولار بنهاية سبتمبر/أيلول.
وهذا القرار أدى إلى طفرة مبيعات مؤقتة في الربع الثالث، حيث سارع المشترون إلى الشراء قبل انتهاء المهلة، ثم خلف بعدها ما وصفه المحلل بيير فيراغو بـ"فراغ كبير في الطلب"، فمعظم من كان يرغب في شراء تسلا فعل ذلك بالفعل، بينما يفضل الآخرون الانتظار.
أوروبا تتراجع… رغم نمو السوق
الوضع في أوروبا لا يقل سوءًا. فقد تراجعت حصة تسلا السوقية في الاتحاد الأوروبي خلال عام واحد من 2.2% إلى 1.3% فقط. وفي أكبر سوق أوروبي، انخفضت تسجيلات سيارات تسلا بنسبة 38.8% بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني.
والمفارقة أن مبيعات السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي ككل ارتفعت بنسبة 27% خلال الفترة نفسها، ما يؤكد أن المشكلة ليست في ضعف السوق، بل في فقدان تسلا لموقعها أمام منافسين أكثر شراسة.
بي واي دي… أرقام قياسية واستراتيجية أوسع
في المقابل، تواصل بي واي دي تحطيم الأرقام القياسية. ففي نوفمبر/تشرين الثاني وحده، صدّرت الشركة 131,935 سيارة خارج الصين، بزيادة سنوية هائلة بلغت 326%. وقد ساعدها ذلك على تعويض التراجع الطفيف في السوق الصينية المحلية، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 5.25% بسبب حرب الأسعار المحتدمة.
السر الحقيقي لتفوق بي واي دي يكمن في استراتيجيتها المزدوجة. فبينما تراهن تسلا بشكل شبه كامل على السيارات الكهربائية الخالصة، توزع بي واي دي مبيعاتها بالتساوي تقريبًا بين السيارات الكهربائية الخالصة والسيارات الهجينة القابلة للشحن.
وبهذا النهج، تنجح الشركة الصينية في استقطاب شريحة أوسع من العملاء، خصوصًا أولئك الذين ما زالوا مترددين في الانتقال الكامل إلى السيارات الكهربائية بنسبة 100%.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز
