القاهرة قبلة السياحة الرمضانية.. وخبراء يطالبون باستثمارها اقتصاديا
الأجواء الرمضانية تختلف في القاهرة عن غيرها من المدن.. ومراقبون يطالبون ببرامج سياحية خاصة بشهر رمضان.
الأجواء الرمضانية في القاهرة تختلف عن غيرها في العالم الإسلامي، خاصة أن الظواهر والعادات الرمضانية المتعارف عليها، التي طبعت على الشهر الكريم، بدأت في العصر الفاطمي بين جنبات المدينة التاريخية بنت المعز.
الليالي الرمضانية تنوعت في قلب القاهرة بين الخيمات التي خصصتها الفنادق للسائحين، أو التي خصصتها المطاعم الشهيرة لروادها لقضاء وقت ممتع تميزه اللوحات الفنية الفلكلورية مع وجبات السحور.
واعتبر خبراء ومراقبون أن رمضان فرصة جيدة لرواج نوع مهم من السياحة في مصر، حيث إن كثيرا من السياح يفضلون تغيير برامجهم مع شهر رمضان لينتقلوا من المدن السياحية إلى القاهرة للتجول بين ربوعها خاصة منطقة الأزهر والحسين وشارع المعز ليلا.
وقال عاملون في قطاع السياحة، إنه لا مانع من استحداث برامج خاصة بشهر رمضان للسياح الذين يفضلون قضاءه في القاهرة على اختلاف دياناتهم، لتستحدث مصر نوعا جديدا من السياحة تحت اسم "السياحة الرمضانية".
يقول الخبير السياحي عماري عبدالعظيم، رئيس شعبة السياحة والطيران السابق بالغرف التجارية المصرية لـ"العين الإخبارية"، إن السياحة بيئة خصبة لاستغلال كل الأفكار من أجل تطويرها وإدخال برامج جديدة عليها من شأنها تعزيز التنوع وتلبية رغبة السائحين.
وأضاف أن الأجواء الرمضانية في المناطق الشعبية والتاريخية في مصر تختلف عنها في كل بلاد العالم، ومن هنا يجب أن تأتي المبادرة باستغلالها بشكل أكبر.
ويقترح عماري عبدالعظيم أن تلجأ شركات السياحة لتعريف السائحين بمواعيد حلول شهر رمضان حتى تتمكن من تعديل برامجها، وفقا لرغبات السائحين أو تدشن برامج خاصة برمضان.
وفي سياق متصل، قال محمد مندور، مستشار وزير الثقافة السابق، إن رمضان فرصة ذهبية أيضا لقضاء لياليه في المناطق السياحية التي تزخر بالآثار، فضلا عن الحفلات الفلكلورية التي تنظمها بيوت المسرح والفنون الفلكلورية وليالي الإنشاد في بيت السحيمي بشارع المعز وقصر الأمير طاز وبيت السناري.
وأشار مندور إلى أن هذا النوع من السياحة له رواده ومعجبوه، وهم يكثرون في شهر رمضان المعظم.
وتابع أن مزارات سياحية عمدت إلى تخفيض أسعار تذاكرها في رمضان لاستقطاب الزوار مثل شركة مصر للصوت والضوء في الأهرامات وأبوسمبل وإدفو وفيلة والكرنك، حيث منحت العائلات المصرية والعربية تخفيضات على تذكرة الزيارة.
وعلى النقيض يكشف عاطف عبداللطيف، رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر، وعضو جمعيتي مستثمري جنوب سيناء ومرسى علم، عن صعوبة تطبيق الفكرة، خاصة أن السياحة الرمضانية لا تبرز على مستوى المجموعات بل يقصدها أفراد يفضلون التمتع بالأجواء الرمضانية في الأزهر والحسين والغورية وشارع المعز.
وأضاف عبداللطيف، أن السياح الخليجيين بحكم طبيعتهم يفضلون قضاء رمضان مع عائلاتهم في بلادهم، وذلك وفقا للتجربة، حيث تشير الأرقام السياحية إلى انخفاض الأعداد في رمضان هذا العام.
وبين متحمس وغير متحمس لفكرة الترويج للسياحة الرمضانية، تبقى شوارع القاهرة وأحياؤها تعج بالزوار من بعد الإفطار وحتى وجبة السحور طوال أيام الشهر الكريم.