معرض القاهرة للكتاب.. نزهة عائلية وأنشطة تخاطب الجميع
بعد أسبوع من انطلاقه عدد زوار معرض القاهرة للكتاب يكسر حاجز المليون، ومن المتوقع تضاعف الرقم الأسبوع المقبل مع بدء إجازات منتصف العام
حافظ معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51 المنعقدة حاليا بمقره في التجمع الخامس، على طابعه الاجتماعي وصورته الراسخة كنزهة تقصدها عائلات كثيرة في مصر.
وبعد عام من انتقاله للمقر الجديد البعيد عن قلب القاهرة (30 كيلومترا) تراجعت المخاوف بشأن قلة أعداد مرتاديه، لتعلن وزارة الثقافة المصرية الثلاثاء أن عدد زوار المعرض كسر حاجز المليون زائر بعد أسبوع واحد من انطلاق فعالياته. ومن المتوقع تضاعف هذه الأعداد الأسبوع المقبل مع بدء إجازات منتصف العام.
هالة حسن، ربة منزل، تقول لـ"العين الإخبارية": "اعتدت المجيء إلى المعرض مع عائلتي، المكونة من زوج وطفلين، لقضاء يوم في مكان غير تقليدي ولتشجيع أطفالي على القراءة حيث يمكن العثور على كتب بأسعار معقولة".
وتشير إلى أنها تتمكن من قضاء ساعات طويلة تسمح بانخراط أطفالها في ورش عمل مجانية خصصتها وزارة الثقافة المصرية في أجنحة كتاب الطفل أو قاعة الفنون التشكيلية وتقدم الألوان وكراسات الرسم بالمجان، وتأمل حسن في أن تكون هذه الأجنحة غير معزولة عن أجنحة العرض الرئيسية.
وتساعد الهيئة المنظمة للمعرض في إرشاد الرواد من خلال فريق مدرب من المتطوعين ينتشرون في مختلف الساحات والأجنحة.
وتقول آية محمد، إحدى زائرات المعرض: "على الرغم من بعد المسافة من بيتي في السيدة زينب والمعرض (23 كيلومترا) فإن المواصلات العامة متوفرة وبأسعار معقولة تسمح لي بالمجيء مع عائلتي وجيراني أكثر من مرة".
وكربة منزل مدبرة، تشير آية إلى أنها تحمل معها احتياجات أسرتها من الماكولات الخفيفة تفاديا لأسعار المطاعم والكافتيريات المنتشرة بين أجنحة المعرض، وتتابع: "الأسعار مرتفعة نوعا هنا، لكن إدارة الأمن تسمح لنا بإدخال الطعام وهذا جيد"، وتضحك وهي تؤكد أنها تأتي خصيصا لرؤية نجوم المسلسلات في الندوات الجماهيرية والتقاط الصور معهم كعادة سنوية.
ويسرد مجدي عبدالحافظ، موظف بمصلحة الضرائب المصرية، تجربته اليومية في المجيء للمعرض بحب شديد، مؤكدا أن عائلته حين تأتي معه فإنها تقضي يوما ممتعا بفضل تنوع الأنشطة.
وبالإضافة إلى أجنحة عرض الكتب تنشر إدارة المعرض نقاطا لعرض انشطة الفرق الموسيقية والعازفين الأفراد عبر منصات مجهزة، بالإضافة إلى مسرح متخصص يستضيف فرق الفنون الشعبية التابعة لهيئات الوزراة المختلفة.
وفي الشوارع المؤدية إلى أجنحة العرض الرئيسية تقوم الموسيقات العسكرية التابعة لفرق الشرطة والقوات المسلحة المصرية بعزف الأغاني الوطنية المحببة للجمهور وأفرادها يرتدون الأزياء الفرعونية والعسكرية ما يضفي نوعا من البهجة خارج قاعات العرض، حيث تصطف على الجانبين مقاعد خشبية منسقة بشكل جمالي لافت.
وتنظم عروض للأفلام الروائية والتسجيلية والقصيرة التي نالت جوائز في مهرجانات عربية ومحلية، في قاعات مخصصة ويرى عبدالحافظ أن الأفلام المعروضة جيدة جدا.
مسؤولو المعرض يؤكدون أن الحفاظ على الطابع الاجتماعي المصري لمعرض القاهرة للكتاب، يمثل تحديا إذ يرى البعض أن الأنشطة تقلل من الاهتمام بالكتاب الذي يفترض أن يكون "البطل الرئيسي". وترى د.فاطمة البودي، صاحبة دار "العين" للنشر، أن توافد الجمهور أمر جيد جدا لكن الضروري هو الاهتمام بالكتاب فلا تتعرض مساحات عرضه أو بيعه للتآكل والتراجع أمام زحف الأنشطة الأخرى.