القاهرة للكتاب الـ48.. بين شائعات الإلغاء واستعدادات الافتتاح

3 أسابيع فقط على انطلاق الفعاليات الرسمية للدورة الـ48 من معرض القاهرة الدولي للكتاب.

3 أسابيع فقط على انطلاق الفعاليات الرسمية للدورة الـ48 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، المقرر انعقادها خلال الفترة (26 يناير - 10 فبراير 2016)، وتحل دولة المغرب ضيف شرف هذه الدورة، ويحل الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور شخصية المعرض، تقام دورة هذا العام تحت شعار "الشباب وثقافة المستقبل"، بمشاركة اتحاد الناشرين المصريين والعرب، وعدد كبير من دور النشر الأجنبية والعربية والمصرية.

وقبل انطلاق الحدث الثقافي الأبرز الذي تنتظره مصر والعالم العربي من العام إلى العام، ارتفعت وتيرة الشائعات التي تتردد حول إلغاء هذه الدورة لأسباب أمنية أو اقتصادية أو كليهما معًا... فالظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر حاليا دفعت بقوة في اتجاه تغذية هذه الشائعات، خصوصًا مع الارتفاعات الجنونية للدولار مقابل الجنيه، والتبعات التي ترتبت على هذا الارتفاع.

ارتفاع سعر الدولار وتأثيراته بعيدة المدى على صناعة النشر وطباعة الكتب، ضرب سياجا من الإحباط الشديد في أوساط عدد كبير من الناشرين، الكل يشكو، الكل يتخوف، الكل يترقب ما ستسفر عنه الأيام القادمة. عدد كبير من المشتغلين بصناعة نشر الكتاب وتداوله في مصر، أكدوا أن أسعار الكتب العربية وصلت لمعدلات فلكية وغير مسبوقة، تقريبًا توقفت حركة شراء الكتب الآتية من الخارج، بعد قفزات الدولار من 8 جنيهات إلى 19 جنيها في أشهر عديدة.

ووصل سعر بعض الكتب الواردة من الخارج إلى 300 و400 جنيه! ومحليا، تراوح متوسط سعر الكتاب في مصر من 50 جنيها إلى 200 جنيه! هذه المؤشرات ربما كانت وراء الشائعات التي انتشرت الفترة الماضية بوجود اتجاه لإلغاء هذه الدورة من معرض القاهرة للكتاب.

لكن الواقع حتى الآن، ومن خلال متابعة الصفحة الرسمية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يؤكد عكس ذلك، فالاستعدادات للدورة الحالية تجري على قدم وساق، ونشرت الصفحة بتاريخ 28 ديسمبر 2016 ما يفيد بذلك: "تقام الدورة الـ48 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، يوم 26 يناير المقبل، في أرض المعارض بمدينة نصر، على أن يستمر حتى 10 فبراير 2017. صلاح عبد الصبور شخصية المعرض. والمغرب ضيف الشرف. شعار هذه الدورة الشباب وثقافة المستقبل".

كما أعلنت الجهة المنظمة للمعرض؛ الهيئة المصرية العامة للكتاب، في اليوم ذاته، عن أحدث إصداراتها من الكتب والأعمال الأدبية المشاركة في دورة العام الحالي من معرض الكتاب، منوهة بأنها ستواصل الإعلان عن المزيد من الكتب الجديدة والإصدارات المنتظر ظهورها في المعرض. أيضا، أعلنت دار الكتب والوثائق القومية المصرية، على لسان رئيسها الدكتور محمود الضبع، عن مشاركتها في دورة هذا العام من معرض القاهرة الدولي للكتاب بجناحين كاملين؛ أولهما مخصص للعرض، والثاني مخصص للبيع، مع تقديم خصومات تصل إلى 30% على إصداراتها من الكتب والحوليات والدوريات المتخصصة والمطبوعات الأخرى التي تتولى نشرها وطباعتها.

على صعيد الناشرين المصريين، ورغم كل الظروف السابقة، ورغم هذه الأزمات العنيفة وغير المسبوقة التى يتعرض لها الكتاب الورقي، ما زالت عجلة المطابع تدور، وهناك كتب كثيرة تستعد للصدور والظهور في معرض هذا العام، وبدأ عدد من دور النشر في الإعلان عن أحدث إصداراته على صفحاته الرسمية، منها الكتب الفكرية والدراسات في كل المجالات فضلا عن الإبداع الأدبي؛ رواية وقصة وشعر.

في السياق، من بين أبرز المشكلات التي قد تواجه الناشرين المصريين في دورة هذا العام ارتفاع الإيجارات المقررة لقاعات العرض والبيع داخل المعرض، البعض أبدى تخوفه من عدم القدرة على سداد هذه القيمة الإيجارية، لكن في المقابل وفي تصريحات لرئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور هيثم الحاج علي، أكد أن الهيئة قد بدأت فعليا في تلقي حجوزات الناشرين داخل أرض المعارض، استعدادا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ48.

وشدد الحاج علي، في تصريحاته الصحفية، على أن الهيئة العامة للكتاب تعمل على تسهيل سبل المشاركة بمعرض هذا العام، وذلك لمراعاة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ولرفع المعاناة عن الناشرين، وفي سبيل ذلك أعلن الحاج علي عن أنه تم تثبيت سعر المتر داخل المعرض كما كان في دورة العام الماضي، مؤكدا أن الهيئة لم تضف نسبة الزيادة لهذا العام، لتشجيع الناشرين على المشاركة.