المتحف المصري.. 115 عاما على قصة حضارة
115 عاما مرت على إنشاء المتحف المصري بالتحرير في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1902.. تعرف على قصة إنشائه.
تحتفل مصر بمرور 115 عاما على إنشاء المتحف المصري بالتحرير، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1902، وهو المتحف الثالث من نوعه عالميا في عرض وتخزين الآثار.
هجوم "الروضة" الإرهابي يؤجل احتفالات المتحف المصري
بداية القصة
يعود تاريخ المتحف إلى القرن الـ19 مع بداية الولع الغربي، وخاصة القناصل الأجانب المعتمدين في مصر، بالحضارة المصرية القديمة وفنها القديم، وجمعهم للآثار المصرية، وإرسالها إلى المدن الأوروبية الرئيسية، وكانت الهدايا من تلك القطع النادرة منتشرة بين الطبقة الأرستقراطية، وهنا فكّر محمد علي باشا، والي مصر حينها، في إنشاء هيئة الآثار المصرية، ومتحف لمنع سرقتها وسفرها لخارج البلاد.
في عام 1835 أنشئ مبنى صغير في حديقة الأزبكية في قلب القاهرة لحفظ وتجميع الآثار، وأُصدر قرار في 15 أغسطس/آب 1835 بمنع التهريب والاتّجار في الآثار المصرية، ثم تعرض المتحف بعد ذلك للانتقال 4 مرات ليستقر فى التحرير أخيرا.
وفي عام 1848 نقل المتحف ومحتوياته إلى قاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين في صالة واحدة، وتولى الدوق مكسميليان النمساوي مسؤولية المحتويات، وفي عام 1858 نقل إلى "بولاق" حيث أسسه عالم المصريات ومدير قسم الآثار الفرنسي "أوجست مارييت"، ولكن وبسبب فيضان النيل عام 1878 تعرض كثير من القطع الأثرية للغرق، وبسبب الفوضى سُرق الكثير منها، ولذلك سعى "مارييت" لإنشاء متحف جديد دائم لحفظ الآثار المصرية.
لتفادي مسار فيضان النيل نقل المتحف عام 1891 إلى مبنى ملحق بقصر الخديوي إسماعيل بالجيزة في المكان الذي تقع به حديقة الحيوان الآن، وتم تعيين عالم الآثار "دي مورجان" رئيسا للمتحف.
وأخيرا نقل المتحف بعد ذلك إلى موقعه الحالي بالتحرير عام 1902، وتنافس على تشييد مبنى المتحف بالتحرير 73 مشروع تصميم، وفي النهاية اختير تصميم المعماري الفرنسي "مارسيل دورنو" عام 1897، وفي 1897 احتُفل بوضع حجر الأساس بحضور الخديوي عباس حلمي الثاني، وفي نوفمبر 1903 عينت مصلحة الآثار المهندس المعماري الإيطالي "أليساندرو بارازنتي" رئيسا للمتحف.
مبنى أثري
خضع المتحف للعديد من مراحل التطوير؛ نظرا لتعرض مبنى المتحف طوال سنوات لعدة تشوهات معمارية أخفت كثيرا من جماليات تصميمه الأصلي بسبب عوامل خارجية مثل التلوث والكثافة المرورية؛ ففي عام 1983 تم تسجيل مبنى المتحف كمبنى أثري باعتباره قيمة معمارية فريدة من نوعها، وفي أغسطس/آب 2006 أجريت أكبر عملية تطوير للمتحف بهدف جعله مقصدا علميا وثقافيا، عن طريق إنشاء مركز ثقافي وملحق إداري تجاري على الجانب الغربي للمتحف.
وفي مايو 2012 أطلقت وزارة الآثار مبادرة لوضع خطة لإعادة تأهيل المتحف بصورة شاملة أسهمت فيها وزارة الخارجية الألمانية بتمويل الدراسات اللازمة والأبحاث العلمية، كما شاركت جمعية “نوعية البيئة الدولية” في تنفيذ المبادرة لإعادة المتحف لحالته الأصلية، والتي تضمنت أعمال ترميم هندسية ومعمارية وأعمال تطوير منطقة التحرير المحيطة بالمتحف، على أن يتم الانتهاء من المشروع بحلول عام 2016 بعد ترميم الجناحين الشرقي والشمالي ومعالجة المشكلات الخاصة بالإضاءة وإعادة عرض القطع الأثرية القيمة، وفي يوليو 2016 قامت وزارة الآثار بتطوير منظومة الإضاءة الداخلية والخارجية للمتحف، بهدف فتحه أمام حركة الزيارة ليلا.
ويضم المتحف المصري في ميدان التحرير، نحو 200 ألف قطعة أثرية، وأكثر من 43 ألف كتاب يحكي المراحل المختلفة لتاريخ مصر القديم، على مساحة 28 ألف متر مربع وعرضه أكثر من 10 آلاف متر مربع.