داعش الإرهابي ودولته المزعومة خسر آخر آماله الخائبة وانتهى الرعب الذي لف العالم
خسر تنظيم داعش الإرهابي ودولته المزعومة آخر آماله الخائبة وانتهى الرعب الذي لف العالم، لينحسر نفوذ التنظيم في البلدان العربية عقب الضربات المتلاحقة التي تلقاها خلال الفترة منذ 2015 وحتى الآن، لا سيما بعد سيطرته على مناطق كبرى من العراق لتنتهي أسطورة الرعب التي روج لها الإعلام شرقاً وغرباً، كل حسب مآربه.
لكن لم تتم خسارة التنظيم الإرهابي إلا بعد أن تلطخت هذه اللحظة من التاريخ بدم الأبرياء، نساء وأطفال ومدنيين، وشوهت صورة الإنسانية في مشهد لا يمكن نسيانه إلى الأبد.
إن قتال التنظيمات الإرهابية عسكرياً دون برنامج طويل الأمد لمراجعة الأفكار الضالة التي تضج بها المقررات والكتب والمراجع لن تأتي بنتيجة فعالة؛ حيث إن الفكرة هي أساس البناء، ويجب هدم البناء الإرهابي من أساسه الهش، حتى لا نطفأ شرارة الإرهاب جزئياً ليعاود الظهور في كل مرة
لا يمكن فهم تنظيم داعش بمعزل عن الأسباب التي أدت إلى تكوينه والأفكار التي تأسست عليه، بغض النظر عن الرأي الذي يزعم ارتباط التنظيم بأجهزة الاستخبارات العالمية، فالجريمة والفساد وفقدان الأمل والفقر والتهميش الطائفي والتخلف الحضاري والبطالة؛ جميعها أسباب أدت إلى ظهور التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، إلا أن الأفكار والآراء الفقهية كانت المحرك الأول للمنضمين تحت لواء هذا التنظيم.
إن الأفكار الدينية والاجتماعية في دول شتى تلامس أفكار الإرهابيين للأسف، لا سيما في مفهوم الخلافة الإسلامية والجهاد والمرأة وغيرها من المفاهيم التي كانت مرتبطة بجدارة بكل متطرف، وهنا وقع عدد من المسلمين في حرج كبير؛ حيث إنهم يرفضون بالفطرة الطيبة ما يقوم به داعش، وفي الوقت ذاته يقرأون ما يبرر لداعش أفعالها في كتب إسلامية اعتادوا اللجوء إليها.
إن الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش ليست كافية وحدها لاجتثاث الإرهاب؛ حيث إن مراجعة جميع المراجع الإسلامية التي استغلتها التنظيمات الإرهابية تصريحاً وتلميحاً هو أمر لا بد منه، لـكونها تشكل أرضاً خصبة لزراعة المتطرفين من كل مكان، فالحرب العسكرية انتهت لكن حرباً فكرية يجب أن تبدأ الآن.
إن قتال التنظيمات الإرهابية عسكرياً دون برنامج طويل الأمد لمراجعة الأفكار الضالة التي تضج بها المقررات والكتب والمراجع لن تأتي بنتيجة فعالة؛ حيث إن الفكرة هي أساس البناء، ويجب هدم البناء الإرهابي من أساسه الهش، حتى لا نطفأ شرارة الإرهاب جزئياً ليعاود الظهور في كل مرة.
وبالتناسب مع مراجعة الأفكار لا بد من زرع بذور التسامح والمحبة في نفوس الأفراد والمجتمعات، وتمكين المرأة لبناء أجيال تتقبل الاندماج وتتعايش مع الأفكار المختلفة في الحياة، وتسعى لتطويرها والإبداع في مجالاتها، والمساواة بين المواطنين، بغض النظر عن أديانهم أو طوائفهم، وتوفير سبل الحياة لهم وبناء دول قوية اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وهذا أنموذج طبقته دول عربية وإسلامية كثيرة، يسهل تتبع خطاها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة