مكالمات وضغوط.. كواليس تحركات واشنطن تجاه أزمة غزة
مكالمات ومباحثات وتحركات من وراء الكواليس من جانب الإدارة الأمريكية لوقف التصعيد المستمر بين إسرائيل وحركة حماس.
وتمثل ذلك في سعي أمريكي للضغط من أجل وقف إطلاق النار، وسط ضغوط مستمرة على الرئيس الديمقراطي جو بايدن من جانب المشرعين من حزبه للقيام بدور أكثر ظهورا في تلك الأزمة.
من جانب أخر أكد مسؤولون أمريكيون أن بايدن وفريقه اختاروا نهجا أكثر هدوءا، حيث يتحدثون مع المسؤولين الإسرائيليين وحلفاء الولايات المتحدة في العالم العربي.
وأمس الإثنين تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هاتفيا وذلك للمرة الثالثة منذ بدء العملية الإسرائيلية العسكرية " حارس الأسوار" في قطاع غزة قبل 9 أيام.
وعبر بايدن لنتنياهو، عن دعمه للتهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتأييده وقفا لإطلاق النار.
وأشار بيان للبيت الأبيض، إلى أن بايدن أدان هجمات حماس الصاروخية العشوائية على البلدات الإسرائيلية.
ولفت إلى أن الاتصال الهاتفي، ناقش انخراط الولايات المتحدة مع مصر وشركاء آخرين للتهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين.
محادثات خلف الكواليس
وعلى وقع التصعيد المستمر لليوم التاسع شنت إسرائيل ضربات جوية على قطاع غزة، فيما استأنف الفلسطينيون إطلاق الصواريخ عبر الحدود بعد فترة هدوء قصيرة الليلة الماضية.
وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحفيين، إن "تقديراتنا في الوقت الحالي هي أن إجراء تلك المحادثات خلف الكواليس .. هو أفضل نهج بناء يمكننا تبنيه".
وقال البيت الأبيض، في بيان، أمس الإثنين، إن بايدن "شجع إسرائيل على بذل كل الجهود الممكنة لضمان حماية المدنيين الأبرياء".
وأضاف أنهما ناقشا أيضا "التقدم في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حماس والجماعات الإرهابية الأخرى في غزة".
من جانبه قال لوجان بايروف، المتحدث باسم جماعة "جيه ستريت"، وهي جماعة ضغط ليبرالية مؤيدة لإسرائيل، إنه: "نشعر في الحقيقة بخيبة أمل لعدم تحرك الإدارة بشكل أكثر إلحاحا".
كما أصدر 28 عضوا بمجلس الشيوخ بيانا الأحد الماضي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار "لمنع فقد أي أرواح أخرى من المدنيين ومنع تصعيد الصراع".
وقال تشاك شومر زعيم الأغلبية بالمجلس إنه أيضا يريد التوصل سريعا إلى وقف إطلاق النار.
وترغب الإدارة في الدخول على مسار لوقف التصعيد في الأيام المقبلة، يفضي إلى ما وصفه مصدر مطلع بـ"توقف إنساني للعنف" للسماح بدخول مساعدات الإغاثة إلى غزة والوصول إلى تهدئة مستدامة.
وقال المصدر حسب وكالة رويترز، إنه:" من المعتقد أن الولايات المتحدة تجهز مبادرات مهمة بخصوص إعادة إعمار غزة".
اتصالات مكثفة
وعلى صعيد الأزمة أيضا كثفت الولايات المتحدة الأمريكية الأيام الماضية، من جهودها الدبلوماسية لمنع التصعيد ووقف العنف.
ففي وقت سابق اليوم الثلاثاء، بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظيره بحثت هاتفيًا مع نظيري المغربي أهمية التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
كما أشادت الولايات المتحدة الأمريكية، بالجهود المصرية لدعم إنهاء العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره المصري سامح شكري مساء الأحد الماضي.
وفي اتصال هاتفي آخر ناقش وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، المخاوف المشتركة حيال العنف القائم في إسرائيل والضفة الغربية وغزة.
استعادة الهدوء
دافع بايدن بقوة عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بسبب تكرار الهجمات الصاروخية لحماس التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
لكن الإدارة لم تؤيد تدمير إسرائيل لبرج في غزة كان يضم مكاتب إعلامية.
وقال مصدر أمريكي إن إدارة بايدن تعتبر الضربة على المبنى خطأ استراتيجيا كبيرا، لأسباب من أهمها أنه حول بعض الرأي العام في الولايات المتحدة ضد إسرائيل.
وقال العضو الديمقراطي بمجلس النواب واكين كاسترو، إن "زيادة الخسائر في الأرواح بين المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين غير معقولة وغير مقبولة".
وأضاف: "أنا منزعج بشكل خاص بالقصف غير المتناسب لقطاع غزة، بما في ذلك مقتل ما لا يقل عن 92 امرأة وطفلا واستهداف مبنى وكالة أسوشيتد برس الأمريكية".
ومع اليوم التاسع للتصعيد تحولت معظم مباني غزة ومنشآتها إلى ركام، ورفع حصيلة خسائرها إلى مستويات صادمة.
وفي بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أكد المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع، أن أكثر من 1174 وحدة سكنية تعرضت للتدمير الكلي أو البليغ، فضلاً عن تضرر ما لا يقل عن ٧٠٧٣ وحدة سكنية بشكل جزئي أو متوسط جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
ووفق البيان، جرى قصف 156 من الأبراج السكنية والمنازل وهدمها كليا، إضافة لهدم ٣٣ مقراً إعلاميا بشكل كامل، فضلا عن أضرار لحقت مئات المؤسسات والجمعيات والمكاتب الأخرى، وقد بلغت الخسائر الأولية المباشرة في قطاع الإسكان ما مجموعه ٥٤ مليون دولار.