أقدم رئيس وزراء في العالم يتقاعد.. المنصب لم يذهب بعيدا
تستعد كمبوديا لأول انتقال للسلطة ونهاية عهد أطول رؤساء الوزراء خدمة في العالم بعد الفوز الكاسح لحزب الشعب في انتخابات 23 يوليو/ تموز.
وأعلن رئيس الوزراء هون سين، وزعيم حزب الشعب الكمبودي، 70 عامًا، أنه سيتخلى قريبًا عن رئاسة الوزراء لابنه الأكبر، الجنرال هون مانيه، خريج أكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
ماذا حدث في انتخابات كمبوديا؟
أحد أسباب فوز هون سين الكاسح في الانتخابات هو ترشحه فيها بمفرده ومنعه أبرز خصومه من خوض الانتخابات، حيث جرى استبعاد حزب ضوء الشموع المعارض الرئيسي. كما قامت المحاكم المحلية في عام 2017 بحل حزب الإنقاذ الوطني الكمبودي، الذي شارك في تأسيسه سام رينسي منافسه منذ فترة طويلة، ويقبع زعيم المعارضة كيم سوخا قيد الإقامة الجبرية.
وتجاهل الرجل القوي هون سين، الذي حكم كمبوديا لمدة 38 عامًا، مخاوف الغرب بشأن مصداقية الانتخابات، وقرر تذليل العقبات أمام انتقال الحكم إلى خليفته المعين وابنه الأكبر، هون مانيه.
ولم يعلن هون سين عن إطار زمني لانتقال السلطة، عندما أشار إلى أن هون مانيه الذي تلقى تعليمه في الغرب قد يكون رئيسًا للوزراء الشهر المقبل.
ومن شأن فوز هون مانية بمقعد في الجمعية الوطنية جعله مؤهلاً للفوز برئاسة الوزراء، لكن هون مانيه لم يقدم أي أدلة على رؤيته لكمبوديا وسكانها البالغ عددهم 16 مليون نسمة.
من هو هون مانيه رئيس وزراء كمبوديا المحتمل؟
هون مانيه، 45 عاما، هو جنرال ذو أربع نجوم وقائد الجيش الملكي الكمبودي. وهو متزوج من ابنة أبرز السياسيين الكمبوديين.
تخرج هون مانيه في الأكاديمية العسكرية الأمريكية عام 1999 وقد ارتقى بسرعة في صفوف القوات المسلحة الكمبودية وشغل منصب رئيس مكافحة الإرهاب ونائب رئيس وحدة الحراسة الشخصية لوالده وقائد الجيش ونائب القائد العسكري.
وحصل أيضًا على درجة الماجستير دراسات عليا في الاقتصاد من جامعة نيويورك ودكتوراه في نفس الموضوع من جامعة بريستول في إنجلترا. وعلى عكس والده، يتحدث الإنجليزية بطلاقة ولديه أسلوب دبلوماسي أكثر، وفقًا للمراقبين.
أجرى خلال العامين الماضيين لقاءات متزايدة مع القادة الأجانب ونواب البرلمان ومسؤولي الدفاع، وفقًا لتحليل أجراه معهد لوي، وهو مركز أبحاث مقره سيدني.
وبدأ هون مانيه في تولي سلطات والده تدريجياً عبر وظائف أوكلها إليه والده، فهو عضو في اللجنة الدائمة التي تتمتع بنفوذ كبير ورشح للمرة الأولى على لائحة حزب الشعب الكمبودي في بنوم بنه، وهي الخطوة الأولى اللازمة ليصبح رئيس الوزراء.
وذكر الخبير السياسي أو فيراك أن "هون مانيه ولد بملعقة فضية في فمه"، مضيفاً أن توليه السلطة خلفاً لوالده "سيشكل تحدياً كبيراً".
من هو رئيس الوزراء هون سين
ويشغل هون سين منصب رئيس الوزراء منذ عام 1984، مما يجعله، أطول من خدم في منصب رئيس وزراء في العالم. ورئيس الحكومة الأطول خدمة في كمبوديا وواحداً من القادة الأطول خدمة في العالم.
كان ذات يوم جزءًا من الخمير الحمر، النظام الشمولي الذي صعد إلى السلطة في أعقاب حرب فيتنام، والتي شهدت معاناة كمبوديا جراء دمار واسع نتيجة القصف الذي شنته الولايات المتحدة على أراضيها.
وارتكب الخمير الحمر إبادة جماعية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص بسبب الجوع والمرض والإعدامات، في وقت كان عدد سكان كمبوديا حوالي 7 ملايين.
وتولى هون سين رئاسة الوزراء في يناير/ كانون الثاني 1985 عندما عينه المجلس الوطني ذو الحزب الواحد خلفاً لچان سي، الذي توفي في المنصب في ديسمبر/ كانون أول 1984.
وبعد فشل حزبه في الفوز في الانتخابات التي أجرتها الأمم المتحدة عام 1993، رفض هون سين التنحي، وتوصل بدلاً من ذلك إلى اتفاق لتقاسم السلطة ليصبح رئيسا ثانيا للوزراء. وبعد عدة سنوات، قاد انقلابًا ناجحًا ضد رئيس الوزراء الأول.
وكان هون سن في الثانية والثلاثين من عمره عندما أصبح رئيساً للوزراء، مما يجعله في ذلك الوقت أصغر رئيس حكومة. ويوصف هون سن كواحد من القادة الأطول خدمة في العالم، ويلقب "بالسياسي المراوغ الذي يدمر خصومه السياسيين".
وللحفاظ على قاعدته في السلطة، قتل آلاف من الناشطين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان المعارضين.
كيف سيغير هون مانيه السياسة الكمبودية؟
يشير الخبراء إلى أن كبار الضباط في حزب الشعب الكمبودي قد يسلمون على الأرجح مناصبهم الحكومية إلى أبنائهم في انسجام تام، مع احتفاظهم في الوقت ذاته بمناصب عليا داخل الحزب.
ويرى الخبراء أنه سيمنح أعضاء مجلس الوزراء الشباب نوعًا من الاستقلالية في اتخاذ القرار، لكن الكثير من القرارات الرئيسية ستظل بحاجة إلى موافقة آبائهم.
وتشمل أكبر تحديات هون مانيه مواجهة الفساد الحكومي والتعامل مع تغير المناخ، بما في ذلك دورات الفيضانات والجفاف الشديدة، في بلد تمثل فيه الزراعة حوالي خمس اقتصاد البلاد، وفقًا لبيانات البنك الدولي.