كاميرا بحجم شعرة الإنسان لتصوير الأوعية الدموية أثناء جراحات المخ
فريق بحثي يبتكر كاميرا بحجم شعرة الإنسان، تتخذ شكل الإبرة، يمكنها اكتشاف الأوعية الدموية بدرجة عالية من الدقة
يستخدم الجراحون إبرة رفيعة لا يزيد حجمها عن تلك التي تستخدم للحقن العادية، لسحب عينات الخلايا أو ما يطلق عليه "الخزعات"، حيث يتم غرزها في الأماكن المصابة لسحب العينة، غير أن هذا الإجراء يبدو أكثر صعوبة عندما يتعلق الأمر بالمخ، لأن أي خطأ بسيط يؤدي إلى التأثير على الأوعية الدموية، بما يؤدي إلى إصابات قاتلة مثل حدوث نزيف المخ.
وللتغلب على هذه المشكلة، أنتج فريق بحثي مشترك من مركز التميز التابع لشركة ARC للنظارات الحيوية، ومعهد جامعة أدلايد للضوئيات والاستشعار المتقدم بأستراليا، كاميرا بحجم شعرة الإنسان، تتخذ شكل الإبرة، بحيث يمكنها اكتشاف الأوعية الدموية بدرجة عالية من الدقة، والحصول على العينات في الوقت ذاته.
ووفق الدراسة المنشورة في 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بدورية العلوم المتقدمة Science Advances، فإن هذه الإبرة التي في حجم الشعرة، تسلط ضوء الأشعة تحت الحمراء على نسيج الدماغ، ويحدد نظام الكمبيوتر المتصل بها الأوعية الدموية، وينبه الجراح لتجنبها أثناء أخذ العينات.
وخضعت إبرة التصوير الجديدة لاختبار مع 11 مريضاً في مستشفى السير تشارلز جايردنر (Sir Charles Gairdner) غرب أستراليا، وهي الخطوة الأولى في عملية طويلة مطلوبة لإدخال هذه الأداة في الممارسة التطبيقية.
وكشف الدكتور روبرت ماكلولين، الباحث الرئيسي في الدراسة في تقرير نشره موقع جامعة أدلايد، قصة هذا الاختبار قائلاً: "كان المرضى يخضعون لأنواع من جراحات الأعصاب، ووافقوا على السماح لنا بإجراء اختبار آمن لمعرفة مدى قدرة إبرة التصوير على الكشف عن الأوعية الدموية أثناء الجراحة، وهذا هو أول استخدام لمثل هذا الأداة للتحقيق في الدماغ البشري أثناء الجراحة الحية".
وأعطت "الإبرة التصويرية" خلال التجربة على المرضى درجة عالية من الدقة وصلت إلى 97%.
ويضيف ماكلوين: "حتى نتمكن من رؤية الأوعية الدموية على سطح الدماغ لكل مريض، اخترنا عدة أوعية دموية، ونقلنا الإبرة فوق الوعاء لمعرفة ما إذا كان سيتم الكشف عنها، ثم قمنا بنقل الإبرة فوق مناطق بدون أوعية دموية للتأكد من عدم اكتشاف أي شيء، وهكذا تمكنا من حساب دقتنا".
ويحتاج ظهور هذه الأداة في الأسواق إلى المزيد من الاختبارات على نطاق واسع، ويتوقع ماكلوين أن يستغرق الأمر من 5 إلى 10 سنوات، قبل أن تكون هذه الأداة متاحة سريريًّا.
وحول الدافع للتفكير في هذه الأداة يقول: "كنا في الأصل نطورها لأمراض أخرى، لكننا أدركنا أن هناك إمكانات كبيرة للمساعدة في جعل جراحة الأعصاب أكثر أمانًا، وتوصلنا لها بعد 9 سنوات من البحث والتطوير".
aXA6IDEzLjU4LjIwMC43OCA= جزيرة ام اند امز