كاميلا زوجة ملك بريطانيا الجديد.. الهروب من "ظل ديانا"
أصبح الابن البكر للملكة إليزابيث الثانية، تشارلز (73 عاما)، ملكا بعد وفاة والدته؛ الأطول جلوسا على العرش البريطاني باسكتلندا.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن تشارلز يرث اللقب السيادي كملك ودوره كرئيس للكومنولث، بالإضافة إلى الأصول الأخرى مثل واجباته تجاه الأرض.
وفي حين أن زوجة الملك عادة ما تحصل على لقب الملكة، كان من المعروف منذ سنوات، أن زوجة تشارلز الثانية، كاميلا، التي تزوجها عام 2005، لن تحصل على هذا اللقب.
وعند زواج تشارلز وكاميلا قبل سنوات طويلة، أعلن البلاط الملكي أنها لن تعرف بصفة ملكة عندما يصبح زوجها ملكا، لكن بصفة "أميرة قرينة"، وذلك في وقت كانت فيه مشاعر البريطانيين تجاهها أكثر فتورا.
لكن خلال بيان في الذكرى السبعين لتوليها عرش بريطانيا، أعلنت الملكة إليزابيث الثانية أنها أرادت أن تعرف كاميلا بـ"عقيلة الملك" أو "الملكة القرينة" عندما يصبح تشارلز ملكا.
وقالت الملكة إليزابيث الثانية في بيانها الصادر في فبراير/شباط، والذي خططت فيه للفترة بعد رحيلها، "وعندما يصبح ابني تشارلز ملكا، أعلم أنكم ستقدمون له ولزوجته كاميلا نفس الدعم الذي منحتوني إياه، وإنها أمنيتي الصادقة أنه، عندما يحين الوقت، تعرف كاميلا بعقيلة الملك مع مواصلتها لخدمتها المخلصة".
وتوجه تشارلز، الذي اضطلع بمزيد من الواجبات الملكية مؤخرا مع تدهور صحة الملكة، بالشكر لوالدته، وقال إنه "مدرك تماما لقيمة هذا الشرف" لزوجته "العزيزة".
وعندما تزوج تشارلز بكاميلا باركر باولز، رأى حوالي 7 بالمئة فقط من البريطانيين أنها يجب أن تصبح ملكة. وكان ذلك بعد حوالي تسعة أعوام من طلاقه من الأمير ديانا وحوالي ثمانية أعوام من وفاتها.
وكما الحال مع الأميرة ديانا، ألقى بعض البريطانيين باللوم على كاميلا في انهيار زواج الأميرة الراحلة بتشارلز. وهناك مقابلة شهيرة تعود إلى عام 1995، قالت فيها ديانا: "كان هناك ثلاثتنا في هذه الزيجة، لذلك كان الزواج مزدحما بعض الشيء."
وبالرغم من أنها لم تتمتع بنفس النجومية مثل ديانا، سعت كاميلا لتحسين صورتها بعدما انضمت إلى العائلة الملكية. وترأست عشرات الجمعيات الخيرية وانتقدت العنف المنزلي، بين قضايا أخرى.
من هي كاميلا؟
ولدت كاميلا شاند في يوليو/تموز عام 1947 لعائلة ثرية، ونشأت في الريف الإنجليزي، وكانت شغوفة بالخيل. وكان والدها ضابطا وتاجر نبيذ.
كما تلقت كاميلا تعليمها في لندن قبل الذهاب إلى مدرسة "موت فيرتل" في سويسرا ثم المعهد البريطاني في فرنسا.
ويقال إنها قابلت تشارلز في مباراة بولو في وندسور عام 1970، وأصبحا أصدقاء. وفي العام التالي انضم تشارلز إلى البحرية الملكية.
وبينما كان تشارلز بعيدا في الخدمة، تزوجت كاميلا بضابط سلاح الفرسان أندرو باركر بولز، وأنجب الزوجان طفلين في السبعينيات.
فيما تزوج تشارلز ليدي ديانا سبنسر عام 1981 في حفل خيالي على ما يبدو شاهده الملايين حول العالم. لكنه اعترف عام 1994 أنه كان على علاقة غرامية بكاميلا، وأكدت ديانا ذلك.
وحصلت كاميلا على الطلاق من أندرو باركر باولز عام 1995. وانفصل تشارلز وديانا في العام التالي، قبل أن تختفي كاميلا عن الأنظار مع تزايد الدعم الإعلامي والرأي العام وراء الأميرة ديانا.
وتزايدت المشاعر الداعمة لديانا، والمناهضة لكاميلا، مع تدفق التعاطف مع الراحلة بعدما لقت مصرعها خلال حادث سيارة في باريس عام 1997.
عودة إلى المشهد
وفي عام 1999، شرع "كلارنس هاوس" في برنامج لإعادة تقديم كاميلا إلى الرأي العام بظهور أول منظم بعناية مع تشارلز أمام فندق ريتز في لندن. وانتقلت السيدة إلى كلارنس هاوس لتكون مع تشارلز وبدأ اسمها يظهر بالأوراق الرسمية.
وبعد 6 أعوام هذا الحدث، وصلت قصة حبهما التي امتدت لعقود إلى ذورتها عندما تزوج الاثنان في وندسور، بموافقة الملكة. وتأكد أن كاميلا، التي عرفت باسم صاحبة السمو الملكي دوقة كورنوال، القرينة الرسمية لتشارلز.
ودفعت الدوقة بنفسها في الحياة كعضو بارز بالعائلة الملكية، حيث دعمت تشارلز خلال مهامه الرسمية بالمملكة المتحدة وفي جولاته الخارجية، بالرغم من خوفها من الطيران. وسرعان ما أصبحت مصدر قوة للعائلة الملكية والحكومة البريطانية بفطنتها وقدرتها على تبديد التوتر في المكان.
ورسمت كاميلا دورها الملكي الخاص، من خلال الدفاع عن القضايا القريبة من قلبها مثل محو أمية الأطفال، ودعم ضحايا العنف المنزلي. كما عملت الدوقة على رفع الوعي حول هشاشة العظام، وهو المرض الذي أصاب والدتها وجدتها.