هل تريد أن تصبح سفيرا بأمريكا؟.. إليك الطريقة
على عكس غالبية دول العالم، فإن معايير اختيار السفراء في الولايات المتحدة مختلفة فأحيانا يكون عامل الخبرة أساسيا وكثيرا ما تكون عوامل الثقة والدعم والتبرع حاسمة، بحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وأوضحت المجلة الأمريكية خلال تقرير أن الطريقة الأولى تتمثل في امتهان السياسة أو الدبلوماسية واكتساب خبرة كبيرة في الشؤون الخارجية، لافتة إلى أن الطريقة الثانية هي امتلاك المال "الكثير والكثير من المال".
يعتبر الترشح إلى الرئاسة أمرا مكلفا حقا، ويحتاج المرشحون للرئاسة من كلا الحزبين آلة جمع أموال ضخمة لتمويل حملاتهم. وقد ظهر اتجاها تحت الإدارات الجمهورية والديمقراطية الحديثة على حد سواء، حيث يعين الرؤساء المانحين الأثرياء للحملات أو "جامعي حزم التبرعات" الذي يتبرعون مباشرة أو يساعدون في جمع مئات الآلاف أو حتى ملايين الدولارات للمرشح الرئاسي الفائز، بمناصب السفراء.
وتجادل إدارات متعاقبة بأن هؤلاء السفراء المانحين يتمتعون بالمهارات والخبرة المطلوبة – حتى إذا كانوا خارج مجال السياسة الخارجية – من خلال عملهم في الأعمال الخيرية، أو المالية، أو التجارية، أو السياسة، أو غيرها من المسارات المهنية.
ويقول منتقدو تلك الممارسات، بينهم دبلوماسيون مخضرمون سابقين، إن ذلك شكل من أشكال الفساد "المستتر".
وواصل الرئيس جو بايدن هذا الاتجاه بتعيين متبرعين سياسيين كبار لشغل مناصب سفراء، وإن كان ذلك بدرجة أقل مما فعله الرئيس السابق دونالد ترامب – بالرغم من دفع مرشح ديمقراطي واحد على الأقل للرئاسة بسباق 2020 لحظر هذه الممارسة كليا.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن 44% من سفراء ترامب تم تعيينهم سياسيا، وكثير منهم كانوا مانحين أثرياء للحملة، مقارنة بحوالي 31% في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، و32% في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش.
وقال بايدن إنه سيبقي عدد السفراء المعينين سياسيا عند نسبة حوالي 30% من الإجمالي. بحسب المجلة الأمريكية، غالبا ما تكون تلك الممارسة مصدرا للغضب والتوتر داخل وزارة الخارجية الأمريكية، حيث يتم تجاوز دبلوماسيين مخضرمين أمضوا عقودا في العمل بالسياسة الخارجية عند وضع تكليفات مناصب السفراء لإفساح المجال أمام أحد رجال الأعمال أو منتج مسلسلات تليفزيونية، أو مالك وكالة سيارات، أو غيرهم.
ولا توجد إجابة واضحة عما إذا كان السفراء المانحين أو السفراء المحنكين أفضل في وظائفهم. وبحسب المجلة الأمريكية، يكون بعض السفراء المانحين السياسيين فعالين للغاية وتبحث حتى عنهم الحكومات الأجنبية بسبب علاقاتهم الوثيقة بالبيت الأبيض والعلاقات السياسية التي يمكن أن يقدمها عدد قليل من سفراء وزارة الخارجية.
وعلى النقيض، يتعثر بعض الدبلوماسيين المحنكين في مناصب السفراء بالرغم من خبرتهم الممتدة على مدار عقود وصولا إلى أكثر المهام العليا طلبا.
وذكرت "فورين بوليسي" أن منح مناصب السفراء إلى المتبرعين للحملات الكبيرة ممارسة لا تقدم عليها أي حكومة غربية أخرى، لافتة إلى أن المتبرعين عادة ما يحصلون على تكليفات السفراء رفيعة المستوى والمرغوبة في دول مثل أوروبا الشرقية، وأمريكا الجنوبية، ودول الكاريبي، بينما كثيرا ما يحصل الدبلوماسيون المحترفون على تكليفات مرغوبة بشكل أقل في أفريقيا جنوب الصحراء، أو الشرق الأوسط، أو آسيا الوسطى.
وبحثت "فورين بوليسي" في ملفات الإفصاح العام وتبرعات الحملات، معظمها من خلال منظمة "أوبن سيكريتس" غير الربحية، لإلقاء نظرة على عدد من الدول عين فيها كبار المتبرعين لبايدن لمنصب السفراء.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض لـ"فورين بوليسي" إن بايدن "يتعامل بجدية كبيرة مع اختيار السفراء الذين يحملون أجندة السياسة الخارجية الخاصة بنا في جميع أنحاء العالم"، واصفا جميع السفراء المختارين "بأفراد على درجة عالية من الخبرة عمل معهم ووثق بهم على مدار سنوات."
واستشهد المتحدث بأمثلة على الدبلوماسيين غير المحترفين الذين عينهم بمناصب السفراء، مثل السيناتور الأمريكي السابق جيف فليك لدى تركيا، وجوليان سميث الخبيرة في الأمن عبر الأطلسي، لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وذكرت المجلة الأمريكية أن سفير بايد في سويسرا، سكوت ميلر، قدم 365 ألف دولار لتمويل المساعدة في انتخاب بايدن في 2020، و54 ألفا و200 دولار مباشرة إلى الديمقراطيين وحملة بايدن بين 2017 و2020.
وإجمالا، تبرع ميلر بحوالي 3.6 مليون دولار للمرشحين الديمقراطيين وقضايا الحزب الديمقراطي منذ عام 2010.
وفي المملكة المتحدة، عين بايدن المانحة الديمقراطية منذ فترة طويلة وسفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى فرنسا، جين هارتلي، لتولي منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى المملكة المتحدة.
وبحسب بيانات التبرعات للحملة من منظمة "أوبن سيكرتس"، تبرعت هارتلي بـ645 ألفا و780 دولارا للديمقراطيين خلال الدورات الانتخابية من 2017 إلى 2020 و11 ألفا و200 دولار إلى بايدن تحديدا خلال نفس الفترة الزمنية.
لكن لا يلخص هذا الرقم بشكل كامل الأموال التي أرسلتها أو تبرعت بها هارتلي للديمقراطيين بشكل عام. وبين عامي 2007 و2012، أفادت تقارير بأنها جمعت حوالي 2.2 مليون دولار لحملات أوباما، عندما كان بايدن نائبا للرئيس.
وفي كندا، كان ديفيد كوهين، وهو مسؤول تنفيذي كبير سابق بشركة "كومكاست" وعضو مجموعة ضغط، عنصرا أساسيا بالمشاهد السياسية والخيرية في فيلادلفيا. وفي الدورات الانتخابية من 2017 إلى 2020، تبرع بـ514 ألفا و378 دولارا إلى الديمقراطيين وبايدن.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز