سؤال الساعة.. هل يمكن توحيد الجهود لانبعاثات صفرية وأمن الطاقة معا؟
أكثر من 1.1 تريليون دولار تم إنفاقها عالميا على مصادر الطاقة المتجددة خلال العام الماضي، لكن أقل من 4% خصص لاحتجاز الكربون والهيدروجين.
هذه الأرقام التي قدمها، الأحد، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر، تدق جرس الإنذار إزاء الاستثمارات في توليد الطاقة المتجددة، دون أن يرافقها استثمار في الطاقة التقليدية، ومحاربة الكربون في الجو.
قال الناصر في مؤتمر في الرياض، أمس الأحد، إن التوازن بين تمويل مصادر الطاقة الجديدة والاستمرار في دعم الطاقة التقليدية هو التحدي الأكبر أمام أسواق المال في قطاع الطاقة، مشيرا إلى أن اختلال التوازن الاستثماري الحالي "خطير".
أمن الطاقة والحياد الكربوني
مسألة أمن الطاقة والحياد الكربوني ستكون واحدة من جلسات مهمة ومرتقبة في القمة العالمية للحكومات التي تنطلق اليوم الإثنين، في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتكمن المخاطر في توجه دول العالم نحو الطاقة النظيفة، دون ضخ مزيد من الاستثمار في الطاقة التقليدية، لتعزيز أمن الطاقة العالمي، والذي كشفت أزمة روسيا أن العالم لليوم غير جاهز للتحول في مجال الطاقة.
وقبل بضع سنوات، في عصر وفرة إمدادات الطاقة كان تركيز العالم على الحد من استخدام الوقود الأحفوري لتحقيق انبعاثات كربونية صافية صفرية.
لكن اليوم، تغيرت الأولويات وسط تهديدات العرض وزيادة الأسعار منذ الحرب الروسية الأوكرانية، والتي يمكن أن يؤدي التدافع على تأمين طاقة موثوقة وميسورة التكلفة إلى تعريض العمل المناخي للخطر.
هنا، كيف تدير الدول وقادتها الفجوة بين الاحتياجات العاجلة للطاقة والأهداف الخضراء طويلة المدى؟
في مقال له نهاية العام الماضي، كتب رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، أنه من المغالطة أن العالم يجب أن يختار بين أمن الطاقة والعمل المناخي.
وحذر بيرول من استخدام الأزمة الحالية كذريعة لتعميق الاعتماد على الوقود الأحفوري؛ لكن ما لم يلتفت له مدير وكالة الطاقة الدولية، أن إجمالي الطاقة المتجددة والجديدة في العالم حتى اليوم، لا توفر إلا 30% من مزيج الطاقة العالمية.
اضطراب اقتصادي
فانتقال الطاقة يحتاج إلى تخطيط دقيق، بل إنه سيفقد الدعم العام إذا جاء على حساب الاضطراب الاقتصادي، لا سيما في البلدان النامية التي تتصارع مع أولويات أخرى متنافسة مثل الصحة والفقر والنمو الاقتصادي.
لكن التحدي الذي تواجهه أوروبا بشأن المعروض هو الآن، يشرح أندريا بيسكاتوري من صندوق النقد الدولي ومارتن ستويرمر الاختلافات الهيكلية بين أسواق النفط والغاز، بينما يضعان أزمة الطاقة في منظور أوسع.
يحث جيرومين زيتيلماير من مركز الأبحاث الأوروبي Bruegel والمؤلفون المشاركون دول الاتحاد الأوروبي على إبرام "صفقة كبرى" لتقليل الطلب على الطاقة وتعزيز العرض مع الحفاظ على أسواق الطاقة الداخلية مفتوحة وتعويض المستهلكين المعرضين للخطر.
بالنسبة للاقتصادات الناشئة والنامية يوفر التحول إلى الطاقة النظيفة فرصة لزيادة النمو، كما يقول ريكاردو هاوسمان من جامعة هارفارد، ويجادل بأن الاستثمار في التقنيات الخضراء يخلق قيمة ووظائف، مما يمكّن هذه الدول من فعل المزيد لإزالة الكربون.
لا يزال الأمن طويل الأمد يعتمد على مزيج من التقنيات النظيفة، من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى المركبات النووية، والمركبات الكهربائية الهيدروجينية الخضراء، واحتجاز الكربون.
تشير بيانات منظمة أوبك إلى أن دول العالم بحاجة إلى إضافة 5 ملايين برميل يوميا في كل عام، بينما بدأ ضعف الاستثمار في الطاقة التقليدية يفقد السوق فعليا متوسط 3 ملايين برميل يوميا في كل عام.
اليوم.. تشير تقديرات بنوك الاستثمار العالمية إلى أن سعر برميل النفط سيعاود الصعود إلى متوسط 110 دولارات للبرميل في 2023، بسبب ضعف الاستثمار في الطاقة التقليدية، وعودة الطلب العالمي إلى وضعه الطبيعي، بعد رفع الصين قيود كورونا.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuMTQwIA== جزيرة ام اند امز