تتبع الخلايا السرطانية بالذكاء الاصطناعي.. طفرة في التشخيص المبكر
أظهرت دراسة رائدة إمكانات الذكاء الاصطناعي في تتبع أصول الخلايا السرطانية النقيلية في الجسم.
وتسلط الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في مجال السرطان من مؤسسات متعددة في الصين، بالتعاون مع زملاء من الولايات المتحدة، ونُشرت في دورية "نيتشر ميدسين"، الضوء على فاعلية تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحديد وتوصيف الخلايا السرطانية الموجودة في عينات سوائل الجسم.
ويشكل السرطان النقيلي تحديات كبيرة في التشخيص والعلاج، وغالبا ما يتهرب من الكشف حتى يصل إلى مراحل متقدمة، ولمعالجة هذه المشكلة، يقوم الأطباء بجمع عينات من سوائل الجسم للاختبار، بهدف تحديد موقع الورم الأصلي وتصميم العلاج وفقًا لذلك.
وتقليديًا، يقوم فنيو المختبرات بفحص هذه العينات بصريا للتعرف على الخلايا السرطانية النقيلية وتحديد نوعها، ومع ذلك، فإن الخطأ البشري والتباين يمكن أن يحد من دقة هذه العملية.
وفي دراستهم، بحث فريق البحث فيما إذا كانت تقنية الذكاء الاصطناعي يمكن أن تتفوق على الأداء البشري في اكتشاف وتحديد الخلايا السرطانية.
وقام الفريق البحثي بتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي باستخدام مجموعة بيانات مكونة من 30 ألف صورة لخلايا سرطانية منتشرة من مرضى لديهم مواقع أورام معروفة.
وكشف الاختبار اللاحق على 27000 صورة إضافية عن دقة الذكاء الاصطناعي المذهلة، حيث حقق معدل نجاح بنسبة 83% في اكتشاف وتحديد أنواع الأورام، وأظهر التحليل المقارن مع فنيي المختبرات البشرية الأداء المتفوق للذكاء الاصطناعي عبر مختلف الفئات.
والأهم من ذلك، وجدت الدراسة أيضا وجود علاقة بين المرضى الذين تلقوا علاجا مخصصا للسرطان يعتمد على تحديد الخلايا النقيلية بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.
ويشير هذا إلى أن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحديد وتتبع الخلايا السرطانية في الجسم يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل لمرضى السرطان، مع إمكانية إطالة العمر وتحسين نوعية الحياة.
ويقول انج تشون لي، من معهد تيانجين للسرطان في الصين، والباحث الرئيسي بالدراسة "تسلط هذه الدراسة الضوء على التأثير التحويلي للذكاء الاصطناعي في تشخيص السرطان وعلاجه، ومن خلال تسخير قوة الذكاء الاصطناعي، نحن على استعداد لإحداث ثورة في نهجنا لمكافحة السرطان النقيلي وتحسين نتائج المرضى".