فتاة إيطالية تحارب السرطان بـ"يوتيوب"
المحارِبة إيلينا تأمل أن تصبح خبيرة مكياج وتعمل في مجال صناعة الأزياء، وهذا هو الحلم الذي ستبذل قصارى جهدها لتحقيقه.
"أقول دائماً إنني شفيت منذ أن اكتشفت مرضي، لأنني تقبلته على الفور، وحتى اليوم كثيراً ما يسألني الجميع كيف يمكنني الشعور بهذه الحالة الجيدة وأنا مريضة لهذه الدرجة"، عبارة بدأت بها إيلينا مارتينيانجو حديثها عن قصة مرضها بسرطان الغدد الليمفاوية.
إيلينا مارتينيانجو، مراهقة إيطالية تبلغ من العمر 16 عاماً، تعيش مع حوالي 2000 مواطن في قرية صغيرة بمقاطعة تريفيزو في شمال البلاد، وهي مصابة بسرطان الغدد الليمفاوية من الدرجة الـ4، لكنها قررت التغلب على الورم بقناة على موقع "يوتيوب".
بدأت محنة إيلينا في فبراير/شباط من العام الماضي، عندما شعرت بتعب بسيط وبعض الحمى، لتكتشف إصابتها بالورم، ولكن على الرغم من ذلك، فلم تفقد إرادة العيش والرغبة في مواصلة حياتها بشكل طبيعي، وقبل كل شيء، لم تتوقف عن التفكير في مستقبلها والعمل على تحقيق أحلامها.
وبحسب موقع "فان بيدج" الإيطالي، قررت المحارِبة الصغيرة فتح قناة على موقع الفيديوهات "يوتيوب"، لعمل مقاطع فيديو خاصة بها، تحكي فيها كيف كانت معركتها مع السرطان، ومساعدة جميع من هم في نفس حالتها وظروفها.
وعن تفاصيل إصابتها بالمرض واكتشافها له قالت إيلينا: "كنت دائماً ما أعاني الحمى، لكني لم أعطها الكثير من الأهمية، وكنت في ذلك الوقت بدأت لتوي فترة التدريب في العمل المدرسي، لذا اعتقدت أن هذه الأعراض كانت مجرد إجهاد وتعب".
وتابعت: "لكن كل شهر دائماً ما كانت تعود الحمى، حتى يوم 10 مايو/أيار، في عيد ميلادي، عندما قرر والدي إجراء فحوصات دم لي، وعلى الرغم من أن كل النسب كانت مرتفعة، شعرنا بالقلق وأرسلنا طبيبي على وجه السرعة لأحد مستشفيات مدينة بادوفا".
وأضافت: "هناك أجروا لي سلسلة من الاختبارات، ليتم تشخيصي في يونيو/حزيران الماضي، بإصابتي بسرطان الغدد الليمفاوية (الهودجكين)، وهو مرض خبيث في خلايا الدم، وخاصة الليمفاوية منها، في المرحلة الرابعة".
وعلى الفور خضَعت لدورة أولى من العلاج الكيميائي، بعد 3 أيام من التشخيص، لتتغير حياة إيلينا بشكل كبير، إذ توقفت عن الذهاب إلى المدرسة، لكنها استمرت في متابعة دروسها من المنزل في السنة الـ2 من معهد علم الجمال.
وأخبر الأطباء إيلينا بأنه يجب عليها إجراء 6 دورات كيميائية، لأن سرطان الغدد الليمفاوية كان متقدماً جداً، وقالت: "لذا أقضي أيامي في الدراسة بالمنزل لمواكبة زملائي في الفصل، وعمل مقاطع فيديو أشاركها على قناتي الخاصة على يوتيوب".
وعُندما سئلت عن سبب تفكيرها في قرار إطلاق قناة خاصة بها على يوتيوب ومشاركة هذه الفيديوهات مع الآخرين، قالت إيلينا: "أخبرني طبيبي ألا أبحث عن معلومات عن المرض على الإنترنت، نظراً لوجود الكثير من المعلومات غير الدقيقة ولكنني لم أستمع لكلامه".
وأضافت: "بحثت، لكنني لم أجد أية معلومات عن مرض الهودجكين، سوى مقطعين فيديو قصيرين، لذا قررت فتح القناة لمساعدة الآخرين، في محاولة للإجابة على أسئلتهم عن طريق إخبارهم القليل من قصتي".
وعن شعورها بعد اتخاذ خطوة فتح القناة، قالت: "مشاركة يومياتي وتفاصيل حياتي مع المرض مع الآخرين أمر يجعلني سعيدة حقاً، فأنا أود أن أجعل الذين في نفس ظروفي يفهمون أنه عليهم النظر إلى نصف الكوب الممتلئ، وأن يواجهوا الصعوبات بابتسامة، فإذا قبلت المرض عقلياً، يبدأ الجسم أيضاً بالشفاء".
وتأمل المحارِبة إيلينا أن تصبح خبيرة مكياج، وتعمل في مجال صناعة الأزياء، وهذا هو الحلم الذي ستبذل قصارى جهدها لتحقيقه.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg جزيرة ام اند امز