لتخفيف آلام السرطان.. القنب بديل آمن لمسكنات الأفيون
توصّل باحثون إلى دلائل تؤكد أن القنب يسكن بشكل كبير آلام مرضى السرطان من دون آثار جانبية تذكر، خاصة أن الأفيون يسبب الإدمان.
وذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن دراسة نشرتها مجلة "Frontiers in Pain Research"، توصلت إلى أن القنب يمكنه أن يكون بديلاً واعداً للأفيون لتسكين آلام مرضى السرطان، خصوصاً أن الأفيون يمكن أن يسبب الإدمان، إضافة إلى آثار جانبية أخرى.
وأضافت الدراسة: "رغم أن استخدام القنب الطبي يترافق مع آثار جانبية كالغثيان والضعف والذهان، فإن مرضى السرطان يستطيعون تحملها بشكل جيد، وبشكل عام تعد هذه الآثار خفيفة إلى معتدلة".
ويحتوي القنب على مركبات تسمى "cannabinoids"، وهي المادة النشطة في كل من القنب والماريجوانا وتحتوي على "THC" وهو المركب الذي يؤثر في الشق النفسي للشخص، و"CBD" الذي لا يحمل تأثيرات نفسية لكنه يساعد في تخفيف الآلام، بحسب الدراسة.
وتوصلت الدراسة إلى استنتاجاتها بناء على مراقبة مجموعة من 404 مرضى، إذ تم وصف جرعة من القنب لمرضى السرطان من قبل اختصاصي الأورام عبر طريقين: التدخين أو الاستنشاق و/أو المستخلصات الزيتية (تحت اللسان). وكانت الجرعة الأولية المعطاة 20 جراماً (0.7 أونصة) شهرياً بغض النظر عن كيفية تناولها.
وذكرت الدراسة أن المرضى قاموا بملء بيانات حول الأعراض التي يعانون منها خلال علاج السرطان، وشملت الأعراض الألم، والقلق، والاكتئاب، والأرق، وصعوبة في الحركة وآثاراً سلبية في الحياة الجنسية.
وأضافت: "في مراحل مختلفة خلال الأشهر الستة الماضية كان المرضى يقومون بتعبئة البيانات مراراً، وأظهرت النتائج تحسناً وتغيرات في هذه الأعراض".
ووفقاً للباحثين، معظم الأعراض المصاحبة للسرطان تحسّنت بشكل ملحوظ خلال فترة العلاج بالقنب الطبي، مع انخفاض أعراض السرطان بمعدل 18 في المائة، وتخفيف الألم بمتوسط 20 في المائة.
كما وجد الباحثون أن استخدام القنب في علاج مرضى السرطان كان "آمناً"، ولم يحتاج المرضى على مدار الأشهر الستة إلى زيادة جرعاتهم للحفاظ على فاعليته كما يحصل عادة مع مسكنات الأفيون.
والسرطان عبارة عن مجموعة كبيرة من الأمراض التي يمكن أن تبدأ في أي عضو أو نسيج من الجسم تقريبًا عندما تنمو الخلايا غير الطبيعية بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وتتجاوز حدودها المعتادة لتغزو الأجزاء المجاورة من الجسم أو تنتشر إلى أعضاء أخرى، فيما يعرف باسم "النقيلة".
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن سبب ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان يعود إلى تعاطي التبغ، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم، وتعاطي الكحول، وانخفاض تناول الفاكهة والخضراوات، وقلة النشاط البدني.
وسنويا، يموت نحو 10 ملايين شخص بسبب السرطان، وهذا أكثر من فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا والسل مجتمعين، كما أنه السبب الرئيسي الثاني للوفاة في جميع أنحاء العالم.
ويعد التأثير الاقتصادي للسرطان كبيرا ومتزايدا، إذ قدرت التكلفة الاقتصادية الإجمالية للسرطان في عام 2010 بنحو 1.16 تريليون دولار. وذكرت منظمة الصحة أنه يمكن منع بين 30 و50% من السرطانات عن طريق تجنب عوامل الخطر وتنفيذ استراتيجيات الوقاية القائمة على الأدلة.
أيضا يمكن تقليل عبء السرطان من خلال الكشف المبكر عن السرطان والعلاج المناسب والرعاية للمرضى المصابين بالسرطان. كما تتمتع العديد من أنواع السرطان بفرصة كبيرة للشفاء إذا تم تشخيصها مبكرًا وعلاجها بشكل مناسب.