اكتشاف نقطة ضعف لعلاج أورام الرأس والرقبة.. إنزيم قاتل
تمكن باحثون من كلية طب الأسنان بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، من إبطاء نمو وانتشار الأورام في فئران التجارب بشكل كبير، من خلال استهداف إنزيم يلعب دوراً رئيسياً في خلايا سرطان الرأس والعنق.
كما تمكنوا أيضا من تعزيز فاعلية العلاج المناعي، الذي غالباَ ما تصبح هذه الأنواع من السرطانات مقاومة له، وذلك بحسب وكالة الأنباء الآسيوية الدولية "إيه آي إن".
وقالت الوكالة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، الأحد، إن نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة Molecular Cell، العلمية، قد تساعد الباحثين على تطوير أساليب أكثر دقة لمكافحة سرطانات الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة، والتي تؤثر بشكل أساسي على الفم والأنف والحنجرة.
وتابعت: "صحيح أن العلاج المناعي، الذي يستخدم كعلاج سريري لأنواع مختلفة من السرطان، يسخر دفاعات الجسم الطبيعية لمكافحة الأمراض، ولكن بعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة، لا تستجيب لهذا النوع من العلاج كما يستجيب البعض الآخر، ومع ارتفاع معدل الوفيات بسبب هذا السرطان فإنه قد بات هناك حاجة ماسة لإيجاد علاجات فعّالة له".
ووجد فريق بحثي في جامعة كاليفورنيا، بقيادة الدكتور كون يو وانغ، أنه من خلال استهداف نقطة ضعف في عملية تكاثر الورم داخل الخلايا السرطانية، فإنه يمكن التأثير على استجابة هذه الخلايا للعلاج المناعي.
وركز الفريق عمله على الإنزيم KDM4A، وهو جزيء يقوم بتنشيط بعض الجينات في الخلايا، فيما يقوم بتثبيط البعض الآخر، وفي سرطانات الرأس والرقبة الحرشفية، يقوم الإنزيم بتعزيز الإفراط في تكاثر الخلايا السرطانية وانتشارها.
ومن المعروف أن الخلايا السرطانية يمكن أن تنتشر دون أن يكتشفها الجهاز المناعي، وبدون الخضوع لمراقبته، كما يمكن أن تنتقل إلى الغدد الليمفاوية أو أجزاء أخرى من الجسم، وفي هذه الحالة، يمكن أن تصبح الخلايا في الرأس والرقبة لخلايا سرطانية دون اكتشافها من قبل الجهاز المناعي.
وطرح الباحثون السؤال التالي: "إذا تمكنا من تعطيل هذه العمليات وتحديد نقاط الضعف التي تسمح بتكاثر الخلايا السرطانية، فهل يمكننا تغيير استجابة الجسم لمحاربة هذه الخلايا واستجابتها للعلاج المناعي؟.
ونقلت الوكالة عن وانغ، قوله: "نعلم أن الإنزيم KDM4A يلعب دوراً مهماً في تكاثر الخلايا السرطانية وانتشارها، لذلك ركزنا دراستنا على إزالته لمعرفة ما إذا كنا سنحصل على استجابة معاكسة أم لا".
ومن خلال إزالة الإنزيم KDM4A في التجارب على الفئران، وجد الباحثون انخفاضاً ملحوظاً في سرطان الخلايا الحرشفية، وانتقال أقل بكثير للسرطان إلى العقد الليمفاوية، وذلك تمهيداً لانتشار المرض في جميع أنحاء الجسم، كما اكتشفوا أن إزالة الإنزيم قد أدت أيضاً إلى تنشيط الخلايا التائية المقاومة للعدوى في الجسم، والتي تقتل الخلايا السرطانية وتحفز المناعة الكامنة ضد الورم.
ورأى الباحثون أن هذه النتائج تبشر بتطوير مثبطات أكثر تحديداً لإنزيم KDM4A مما يساعد في توفير علاج مناعي أكثر فعالية للسرطان.
ونقلت الوكالة عن الدكتور بول كريبسباخ، عميد كلية طب الأسنان بجامعة كاليفورنيا، قوله: "لقد اجتهد هذا الفريق لاختراق الحواجز الخاصة بمعلوماتنا عن العمليات الخلوية المسببة للسرطان، وسيكون لنتائج هذه الدراسة آثار كبيرة على تطوير علاجات أكثر فعالية ومنقذة للحياة للسرطان".