دراسة: ثاني أكسيد الكربون يصبح أكثر قوة مع تغير المناخ
وجد فريق من العلماء أن ثاني أكسيد الكربون يصبح أحد غازات الدفيئة الأكثر فعالية مع إطلاق المزيد منه في الغلاف الجوي.
ونُشرت الدراسة الجديدة، التي أجراها علماء في كلية روزنستيل للعلوم البحرية والغلاف الجوي وعلوم الأرض بجامعة ميامي الأمريكية، في مجلة "ساينس"، وتأتي في الوقت الذي يجتمع فيه قادة العالم في دبي بالإمارات العربية المتحدة لحضور مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28).
ويقول برايان سودن، كبير مؤلفي الدراسة، وأستاذ علوم الغلاف الجوي في كلية روزنستيل: "النتيجة التي توصلنا إليها تعني أنه مع استجابة المناخ للزيادات في ثاني أكسيد الكربون، يصبح ثاني أكسيد الكربون نفسه غازا دفيئا أكثر قوة، وهذا تأكيد إضافي على ضرورة الحد من انبعاثات الكربون عاجلا وليس آجلا لتجنب أشد آثار تغير المناخ."
وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون نماذج مناخية حديثة وأدوات أخرى لتحليل تأثير زيادة ثاني أكسيد الكربون على منطقة من الغلاف الجوي العلوي، والتي تُعرف باسم " الستراتوسفير"، والتي عرفها العلماء منذ فترة طويلة بأنها تبرد مع زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون.
ووجدوا أن تبريد الستراتوسفير هذا يتسبب في أن يكون للزيادات اللاحقة في ثاني أكسيد الكربون تأثير احتجاز للحرارة أكبر من الزيادات السابقة، مما يجعل ثاني أكسيد الكربون أكثر فعالية كغاز دفيئة.
ويعتقد منذ فترة طويلة، أن كمية الحرارة المحتبسة في الغلاف الجوي نتيجة الزيادة المتناسبة في ثاني أكسيد الكربون، والتي يسميها العلماء التأثير الإشعاعي، ثابتة لا تتغير بمرور الوقت.
ويقول ريان كرامر، عالم فيزيائي في مختبر ديناميكيات الموائع الجيوفيزيائية التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) وخريج جامعة كاليفورنيا: "يُظهر هذا الاكتشاف الجديد أن التأثير الإشعاعي ليس ثابتا ولكنه يتغير مع استجابة المناخ للزيادات في ثاني أكسيد الكربون".
ويؤدي ثاني أكسيد الكربون إلى ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق حبس الطاقة الحرارية في النظام المناخي.
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، هاوز هي، إن " الزيادات المستقبلية في ثاني أكسيد الكربون ستوفر تأثيرا أكثر قوة على الاحترار على المناخ مقارنة بالزيادة المكافئة في الماضي، وهذا الفهم الجديد له آثار مهمة على تفسير التغيرات المناخية الماضية والمستقبلية ويعني أن المناخات المرتفعة لثاني أكسيد الكربون قد تكون في جوهرها أكثر حساسية من المناخات المنخفضة لثاني أكسيد الكربون."
وتم إجراء الدراسة باستخدام مجموعة من عمليات محاكاة نماذج المناخ التي قدمتها مشاريع مقارنة النماذج المزدوجة (CMIP)، والتي توفر سلسلة من التجارب المنسقة التي أجرتها العشرات من النماذج المناخية الأكثر شمولاً في العالم والتي تدعم تقييمات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
ولجعل عملهم قاطعا خارج عالم محاكاة النماذج المناخية، أجرى فريق البحث أيضا العديد من حسابات التدفق الإشعاعي "غير المتصلة بالإنترنت" باستخدام نماذج نقل إشعاعي دقيقة للغاية بالإضافة إلى نماذج تحليلية.