«الزراعة الذكية مناخياً».. زيادة للإنتاجية وتقليل للانبعاثات الكربونية
مزارعون: المدارس الحقلية ساعدتنا على تعلم الممارسات المستدامة
في قرية "الشهامة" بمركز إدفو بأسوان، شاركت المزارعة "سعدية محمّد" لأول مرة في المدارس الحقلية، وتعلمت ممارسات الزراعة الذكية مناخياً، التي ساعدتها على زيادة إنتاج محصولها والتكيف مع تغير المناخ.
المدرسة الحقلية التي شاركت فيها سعدية جزء من مشروع تحسين إنتاجية المحاصيل والإنتاج الحيواني "سيل" الذي أطلقته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في عام 2015 مع وزارة الزراعة المصرية، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد"، ومرفق البيئة العالمي، لمساعدة المزارعين المصريين من أصحاب الحيازات الصغيرة على تعزيز ممارسات الزراعة الذكية مناخيًّا، في أربعة محافظات هي كفر الشيخ، وبني سويف، والمنيا، وأسوان، بتمويل إجمالي يصل إلى 94.6 مليون دولار أمريكي.
وخلال مؤتمر صحفي الأحد 26 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت الفاو اختتامها المشروع الذي استهدف تحسين الإنتاج الزراعي، ورفع وكفاءة الإنتاجية الزراعية لـ 3440 من أصحاب الحيازات الصغيرة من الإناث والذكور من الأسر الريفية المهمشة، عبر إنشاء وتنفيذ مدارس المزارعين الحقلية بشكل فعال لتعزيز ممارسات الطرق المبتكرة للزراعة الذكية مناخياً، وكذلك ممارسات وتقنيات إدارة الموارد الطبيعية.
ويهتم مؤتمر الأطراف COP28 بشكل كبير بملف الزراعة الذكية مناخياً، واستدامة النظم الغذائية، كما يحتل هذا الملف اهتماما كبيراً بين المناقشات الدائرة حاليا في مدينة إكسبو في دبي.
تقول سعدية لـ"العين الإخبارية": "لم يكن من المعتاد مشاركة النساء في المدارس الحقلية في قريتي، ولكن من خلال المشروع أصبحت أشارك وتعلمت الكثير عن طرق الزراعة الجديدة، والبدائل الطبيعية التي يمكنني استخدامها للتسميد، وطرق الري، وبفضل هذه الممارسات زادت إنتاجية الفدان من القمح فبد أن كان الفدان ينتج 12 إردباً من القمح، أصبح ينتج نحو 25 إردباً، في الوقت نفسه أصبحت أنقل هذه الخبرات الجديدة إلى جيراني".
وتعرف "الفاو" الزراعة الذكية مناخيًّا بأنها نهج لإعداد الإجراءات اللازمة لتحويل النظم الزراعية إلى دعم الأمن الغذائي في ظلّ تغيرات المناخ، ساعيةً إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، هي زيادة الإنتاجية بشكل مستدام، والتكيُّف مع تغيُّر المناخ والصمود في وجهه، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تنتجها ممارسات الزراعة.
أمّا هدى حسن، تعمل كمزارعة في قرية الإيمان في أسوان، تعلمت العديد من الممارسات الزراعية التي ساعدتها على زيادة الإنتاجية، وتقليل الهدر من المحصول.
تقول لـ"العين": "تعلمت كيف أستخدم البدائل الطبيعية لتغذية المحصول بدل من السماد، على سبيل المثال، أصبحنا نستخدم خليط من العسل الأسود والخميرة" لتغذية محصول الكركديه، وتكلفته قليلة، كما تعلمت استخدام "رماد النار" للقضاء على دودة الحشد الخريفية في محصول الذرة الشامية، وأحياناً أخرى نستخدم خليط الشطة والثوم، كما تعلمت معالجة أمراض الأغنام بالمواد الطبيعية".
وفي دراسة حالة أجرتها "الفاو" في عام 2021 في عدد من البلدان حول الزراعة الذكية مناخيًّا، قالت إن الموارد الطبيعية الزراعية في مصر تتعرض لتهديد مستمر؛ بسبب تغيُّر المناخ وتزايُد الضغوط البشرية، كما أشارت إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر سيؤدي إلى تقليل المساحة المزروعة حول نهر النيل، كما أظهرت التوقعات انخفاضًا كبيرًا في إنتاج القمح، في الفترة ما بين عامي "2012 و2040" بنسبة تتراوح من 11 إلى 12%، ومن 26 إلى 47% للأرز، ومن 40 إلى 47 % للذرة.
دنيا سلامة، ميسرة بمشروع "الفاو" في قرية "غرب الفاشون" بمحافظة بني سويف، عملت على مساعدة المزارعين في المدارس الحقلية على تعلم الممارسات الزراعية المستدامة والتي ساعدتهم على تحسين الإنتاجية، تقول لـ"العين": "هناك مزارع حقلية للرجال أو للسيدات أو مختلطة، وساعدت بشكل كبير على التقليل من تهميش النساء، ومنحتهم القدرة على العمل والمشاركة، ومن خلال عملي، ساعدت المزارعين على التغلب على التحديات الاجتماعية من خلال استخدام بدائل طبيعية لدعم الزراعة في مواجهة التغيرات المناخية".
الدكتور نصر الدين الحاج، ممثل منظمة "الفاو" في مصر، قال إن الزراعة الذكية مناخياً ليست بالضرورة مكلفة، لكنها تعود بنتائج اقتصادية وفوائد عديدة على المزارعين، مضيفاً أن مشروع sail حقق نتائج مهمة أيضاً في تقليل البصمة الكربونية للأنشطة الزراعية.
وأضاف: "المدارس الحقلية زادت من خبرات المزارعين ويمكن العمل بها كنمط إرشادي".
من جانبه، قال الدكتور عماد إسماعيل، مدير المشروع، إن هناك 248 جهة شاركوا في المشروع، كما تضمن 25 مدرب رئيسي، و66 ميسّر، كما مثلت السيدات ثلث العاملين في المشروع، بحوالي 1102 سيدة.
aXA6IDE4LjExOS4xNjcuMTg5IA== جزيرة ام اند امز