دبي.. إطلاق برنامج "الزراعة المتجددة" لتحويل الأبحاث المبتكرة إلى مشاريع واقعية
شهدت دبي، اليوم الخميس، إطلاق برنامج مشروع الزراعة المتجددة.
وذلك كما أعلنت "غومبوك" - مؤسسة مجتمعية لدعم الاستدامة والعمل المناخي - بالشراكة مع بنك "إتش إس بي سي الشرق الأوسط" و"ساب"، وبدعم من المعهد الأوروبي للابتكار والتكنولوجيا “EIT” للأغذية.
ويهدف البرنامج إلى تمكين الباحثين والطلاب الذين يشاركون بنشاط في إيجاد حلول للتحديات الزراعية الأساسية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا.
ويسهم البرنامج في إخراج المشاريع البحثية المبتكرة في المجال الزراعي للطلاب والباحثين من مكتبات الجامعات إلى الواقع مجدداً لتكون نواة لمشاريع وشركات تقدم حلولاً للتحديات الزراعية في المنطقة.
ويمنح البرنامج المتقدمين ليكونوا من ضمن 20 بحثاً أو مشروعاً يمكن أن يجذبوا التمويل من البنوك والقطاع الخاص، ومن 3 مشاريع ستفوز بمنحة مباشرة بقيمة 10 آلاف دولار.
ويمكن للطلاب والباحثين الذين يركزون على الحلول المبتكرة والقابلة للتطبيق في مجال الزراعة المتجددة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا تقديم طلباتهم للبرنامج عبر الإنترنت بحلول 18 ديسمبر/كانون الأول 2023.
- أكسفورد للأعمال: أبوظبي تشهد نموا متسارعا بفضل الرؤية الاستراتيجية للمستقبل
- وزير الإيكولوجيا والبيئة الصيني: ندعم الإمارات في استضافة ناجحة لمؤتمر COP28
ووفق المؤسسة يسعى البرنامج إلى رسم مسار مستدام نحو مستقبل أكثر اخضراراً من خلال دعم الحلول المبتكرة في أساليب المعالجة والتكنولوجيا لمواجهة مجموعة واسعة من التحديات بما في ذلك قضايا الجوع والتغذية، التخفيف من تغير المناخ، التكيّف، وغيرها من الأمور الأخرى.
من شروط قبول الحلول المقترحة من قبل المشاركين أن يؤدي تطبيقها إلى آثار اقتصادية، بيئية واجتماعية مفيدة للمزارعين والمجتمعات المحلية، وأن تكون مصممة خصيصاً للظروف الزراعية الفريدة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا لدفع التغيير المستدام على المدى الطويل.
وتكشف أبحاث حديثة أن الأرض لم يتبق لديها سوى 60 عاماً من التربة السطحية المغذية، أي ما يعادل حوالي 60 محصولاً، نتيجة للممارسات الزراعية التقليدية، ويزيد من خطورة الأمر أن طبقة رقيقة من التربة السطحية مسؤولة عن 95% من إجمالي الأغذية المنتجة للاستهلاك البشري.
وتشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أيضاً إلى أن الزراعة التقليدية مسؤولة عن عمليات سحب 72% من إجمالي المياه السطحية والجوفية على مستوى العالم، وذلك لأغراض الري في بشكل أساسي، وهو ما يجهد ويستنزف إمدادات المياه في العديد من المناطق.
وتُعتبر الزراعة المتجددة، من خلال مبادئها الأساسية واعتمادها على أصناف المحاصيل المرنة التي تتطلب كميات أقل من المياه، المبيدات، والمدخلات الكيميائية، مقاربةً ضرورية لمعالجة التحديات الزراعية والمناخية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا. أيضاً تعزز الزراعة المتجددة من قدرة التربة على تخزين وعزل ثاني أكسيد الكربون، مما يجعلها حلاً للتخفيف من آثار تغير المناخ، بل والتكيف معه.
ويتبع برنامج مشروع الزراعة المتجددة نهجاً متعدد الأوجه يهدف إلى تعزيز دعم اقتصاد المعرفة من خلال التركيز على البحث، العلوم والحلول القائمة على البيانات.
وقالت تاتيانا أبيلا، المؤسسة والمديرة الإدارية لشركة غومبوك.. “ تهدف المبادرة إلى دعم المشاريع الزراعية المبتكرة في المنطقة” لافتة إلى أن الأبحاث الطلابية في الجامعات وبعد نشرها من قبل الجامعة توضع في المكتبة.
وأضافت " الهدف من المبادرة أو المشروع هو إخراج تلك الدراسات من المكتبة حتى لا تبقى حبيسة الأدراج، ومنح الحلول المبتكرة منها الفرصة لتكون حل حقيقي ومشروع واقعي يجعل الباحث يصبح رائد أعمال".
وأشارت إلى أن الفرصة مفتوحة أمام الجميع للمشاركة، وبعد دراسة المشاريع المشاركة سيتم اختيار أفضل 20 منهم، ليحصلوا بعد ذلك على مدار عدة أشهر على إرشاد وتدريب كامل ليصبحوا محاسبين ورواد أعمال ورجال أعمال.
ولفتت إلى أن 3 مشاريع من ضمن العشرين مشروع ستفوز بمنحة مالية عبارة عن 10 آلاف دولار لكل منهم، فيما ستبقى الفرصة متاحة أمام جميع المشاريع ليكونوا مشاريع واقعية من خلال الشراكة مع القطاع الخاص الذي يمكن أن يرى في هذه المشاريع أفكاراً مجدية.
وقالت " نحن نمتلك علاقات قوية مع القطاع الخاص والشركات الكبيرة، ونعتبر أنفسنا وسطاء، وبالتالي ستكون العديد من الأفكار والمشاريع نواة لشركات رائدة بدعم من القطاع الخاص".
وأكدت أبيلا، الحاجة الملحة إلى الابتكار وزيادة كفاءة الموارد إلى أقصى حد، خاصة في الظروف الزراعية القاسية في منطقتنا، لافتة إلى أن الزراعة المتجددة، بنهجها الشامل الذي يعزز صحة التربة، التنوع البيولوجي ويقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة، توفر إمكانات هائلة.
من جانبه قال ديفيد راموس، رئيس قسم الاستدامة في بنك إتش إس بي سي الشرق الأوسط.. " هذا برنامج مهم نأمل أن يساعد في دعم الزراعة المتجددة، تعزيز الأمن الغذائي والمائي والمساعدة في التخفيف من آثار تغير المناخ".
وأفادت مي بن دايل، رئيسة قسم الاتصالات المؤسسية والبيئة والحوكمة في بنك ساب، أن البرنامج يمثل تقارباً بين البحث العلمي والتطبيق العملي، وهو يهدف إلى تعزيز حيوية التربة، الحفاظ على المياه، وتأمين الموارد الغذائية في عالم متأثر بالمناخ.