سر تلف أوعية الدم القلبية في حالات كورونا الشديدة.. هذا البروتين السبب
أظهرت دراسة جديدة كيف يمكن لفيروس كورونا المستجد المساهمة في تلف الأوعية الدموية الدقيقة الحاد الذي لوحظ في مرضى "كوفيد -19" المصابين بأمراض خطيرة عن طريق تحويل خلايا الأوعية الدموية في القلب البشري إلى خلايا التهابية، دون إصابتها.
ويشير البحث، الذي قادته جامعة بريستول، والذي نُشر في" كلينكال ساينس"، إلى أن حجب الأجسام المضادة يمكن أن يمثل علاجًا جديدًا للتخفيف من مضاعفات القلب والأوعية الدموية.
وفي هذه الدراسة الجديدة، سعى فريق بحثي متعدد التخصصات من معهد بريستول للقلب التابع للجامعة، للتحقيق في كيفية تفاعل فيروس كورونا المستجد مع خلايا القلب، مما تسبب في تلف عضلة القلب الذي لوحظ في مرضى "كوفيد -19".
ولم يتضح ما إذا كانت خلايا القلب مصابة بالفيروس أو تضررت بسبب الاستجابة الدفاعية السامة للخلايا، وتأتي هذه الاستجابة المعروفة أيضًا باسم "عاصفة السيتوكين''، من خلايانا المناعية، التي تطلق بروتينات تسمى السيتوكينات، وسعى الفريق أيضًا إلى التحقق مما إذا كانت خلايا القلب تساهم في إنتاج السيتوكينات الزائدة.
وقام فريق بحثي بقيادة البروفيسور باولو ماديدو من بريستول بتعريض خلايا القلب البشري، التي تلتف حول الأوعية الدموية الصغيرة في القلب، إلى متغيرات "ألفا" و"دلتا"، إلى جانب النسخة الأصلية من فيروس كورونا، التي ظهرت في ووهان، والمثير للدهشة أنهم وجدوا أن حبيبات القلب غير مصابة.
لفت ذلك انتباه الباحثين، فقاموا في تجربة ثانية في أنبوب الاختبار، بتعريض الخلايا القلبية لبروتين "سبايك" وحده، بدون الفيروس، فوجدوا أن بروتين "سبايك" جعل الخلايا المحيطة غير قادرة على التفاعل مع الخلايا البطانية المصاحبة لها وحفزها على إفراز السيتوكينات الالتهابية، مما يشير إلى أن بروتين سبايك ضارا بخلايا القلب البشرية.
ومن المثير للاهتمام، أن الفريق وجد أن الأجسام المضادة التي تحجب مستقبل بروتين سبايك (CD147)، تحمي خلايا القلب من التلف.
وأخيرًا، حدد الفريق وجود بروتين "سبايك" في عينات الدم التي تم الحصول عليها من مرضى "كوفيد -19"، مما يفتح إمكانية وصول جزيئات البروتين التي تنتقل عبر الدورة الدموية إلى موقع بعيد عن الجهاز التنفسي .
ويقول البروفيسور باولو ماديدو، أخصائي أمراض القلب وقائد الدراسة من كلية الطب بجامعة بريستول، إن "مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة متكررة وضارة لدى مرضى (كوفيد -19)، مع وجود ما يصل إلى 11% من أولئك الذين يدخلون المستشفى في وحدات العناية المركزة يعانون من تلف في عضلة القلب أو عانوا بعد ذلك من نوبة قلبية، علاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية الموجودة مسبقًا هم أكثر عرضة للوفاة من "كوفيد -19".
ويضيف: "تشير النتائج التي توصلنا إليها مؤخرًا إلى أن الفيروس يمكن أن يتلف خلايا الأوعية الدموية دون أن يصيبها بالعدوى، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لجزيئات البروتين الشائكة المشقوقة أن تضخم الضرر الناجم عن ارتباط الفيروس الكامل بخلايا الأوعية الدموية".