معهد كارنيجي: الأزمة افتعلتها قطر ولن تستطيع تحمل الضغوط
مركز كارنيغي لأبحاث الشرق الأوسط يقول إن حل الأزمة القطرية هو مجرد وقت بسبب قوة التكتل العربي في المنطقة.
تحتل الأزمة القطرية عدداً من افتتاحيات الصحف الدولية حول تعنتها في الوصول إلى حل مع جيرانها في منطقة الشرق الأوسط بشأن التعهد بوقف تمويل ودعم الإرهاب، إلا أن مركز كارنيغي لأبحاث الشرق الأوسط يرى أن حل الأزمة القطرية هو مجرد وقت بسبب قوة التكتل العربي في المنطقة.
وأشار حسين عبيش، خبير الشؤون الخليجية بمعهد "كارنيغي" الأمريكي لدراسات الشرق الأوسط والكاتب في صحيفة "ذا ناشونال" الناطقة بالإنجليزية بأبو ظبي، إلى عدة نقاط حول الأزمة التي افتعلتها قطر، حيث قام بتحليل أسباب صعود الأزمة وكيفية حلها بشكل جذري.
ويقول عبيش إن الأزمة مع قطر والدول العربية هي أزمة طويلة الأمد، حيث شدد على أن السياسية الخارجية القطرية، وخصوصا توجهاتها الإعلامية والدبلوماسية، تعمل على تقويض الاستقرار في دول المنطقة، بالإضافة الى دعمها لحركات ذات توجهات متطرفة وإرهابية ساهم بشكل كبير في عمل قلاقل أدت الى إشعال الأوضاع في عدد من الدول التي لاتزال تعاني حتى اليوم من تبعات تلك السياسات القطرية.
وأضاف أن قطر تساند وتدعم عددا من الأفكار والأيديولوجيات التي تعد خطرا على منطقة الشرق الأوسط ككل، مثل تنظيم الإخوان، وحماس والمليشيات المتطرفة في كل من ليبيا وسوريا، بالإضافة الى عملية نشر الأخبار الكاذبة التي تقوم بها قناة الجزيرة بشكل ممنهج، والتي تعد امتدادا للذراع الإعلامية القطرية التي تخدم على سياستها الخارجية.
وشدد الباحث في معهد "كارنيغي" على أن التوجه القطري بمحاولة "تدفئة" العلاقات مع إيران بسبب حقول الغاز المشتركة بينهما ساهم بشكل كبير في توتر العلاقات بينها وبين العديد من الدول العربية، بالإضافة إلى أن دعمها لتنظيمات موالية لإيران، جاء على حساب وحدة الصف الخليجي والعربي المضاد للتوسع الإيراني في المنطقة.
وأكد أنه لابد من محاولة منع قطر من الاستمرار في النهج الذي تتبعه والذي تسبب في أزمة كان من الممكن تجنبها إذا ما وقفت في صف الدول العربية لتحقيق مصالح المنطقة المشتركة.
وفيما يخص الحلول، أكد عبيش أن هناك احتمالا كبيرا أن قطر ستقوم بالعودة إلى الصف العربي كما حدث في عام 2014، عندما قطعت عدد من الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، مما أجبرها على الجلوس على طاولة المفاوضات لتوقيع تعهد بالتوقف عن دعم الحركات والفصائل المتطرفة والإرهابية.
وشدد على أن قطر لن تستطيع تحمل عزلة عربية جديدة، خصوصا مع وجود اتفاقيات تجارية وعسكرية حيوية بينها وبين جيرانها.
وعن ذهاب قطر إلى أحضان تركيا وإيران، أكد عبيش أن هذا الوضع هو مؤقت وقصير المدى، حيث ستحاول إيران مساومة قطر على المساعدات الغذائية مما سيدفعها إلى الرجوع إلى الصف العربي بسبب رغبة إيران تحويل قطر إلى ما يشبه دولا أخرى قامت بالتدخل فيها وإثارة الفتن داخلها.
ويرى عبيش أن الطلبات العربية منطقية، حيث إن مطالبات وقف دعم التطرف والإرهاب تصب في مصلحة المنطقة ككل، من ضمنها قطر، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة ستقوم بدور حاسم في وقف أي محاولة إيرانية لاستغلال الوضع القائم الآن.
لذلك تعد الطلبات التي قدمتها دول المنطقة إلى قطر بمثابة التهدئة العملية التي ستمنع حدوث المزيد من التوتر في منطقة تشهد كثيرا من التوتر بسبب التدخل الإيراني المستمر في الأوضاع العربية والإقليمية.
وفيما يخص الدعم التركي، أكد عبيش أن ذلك الدعم لن يستمر طويلا، حيث إن تركيا لها أزماتها الداخلية مع الوضع السياسي المتأجج، بالإضافة إلى معركتها المستمرة مع الأكراد والأزمة الحالية مع أوروبا والناتو، لذلك لن يمكنهم إنقاذ القطريين من الوضع الذي وضعوا أنفسهم به.
وشدد الخبير على أن قطر سوف ترجع عن سياساتها التي أدت الى تلك الأزمة، حيث إن ذلك مسألة وقت نظرا للضغوط الكبيرة التي قامت دول المنطقة وضعها على قطر بسبب السياسات الداعمة لأطراف تثير عدم الاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى عدم قدرة إيران مواجهة تكتل عربي كبير في المنطقة.
aXA6IDMuMTM2LjI1LjI0OSA= جزيرة ام اند امز