الدعم القطري للإرهاب.. القرن الإفريقي لم يسلم
بوابة "العين" ترصد محطة جديدة من محطات دعم قطر للإرهاب وتمويل جماعات مسلحة في القارة السمراء.
محطة قديمة جديدة من الدعم القطري للجماعات والتنظيمات الإرهابية والمشبوهة، وتغذية المعارضة المسلحة، طالت عدة بلدان في القرن الإفريقي، ومن تمويل تنظيمات مسلحة في شمال إفريقيا، إلى دعم جماعات متطرفة في آسيا، وإيواء إرهابيين مدانين على الأراضي القطرية.
بوابة "العين" ترصد محطة جديدة من دعم قطر للإرهاب في القارة السمراء:
إثيوبيا
تنفذ قطر مشاريع في إثيوبيا تحت بند المساعدات الإنسانية لا يمكن إغفال بعدها السياسي، في قبيل المناكفة السياسية والغبة في تسميم الأجواء سعت قطر إلى النفاذ إلى شأن خارجي يرتبط بأمن مصر القومي وهو سد النهضة.
ومع إدارة مصر لأزمة سد النهضة انطلاقا من التعقل السياسي والتحرك الشامل الذي لا يهدر الحقوق التاريخية والجيوسياسية لمصر، سعت قطر للتأثير بشكل غير مباشر في هذا الملف.
الدور القطري المشبوه جاء في وقت لا تزال مفاوضات جارية بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن المسائل الفنية والهندسية المتعلقة ببناء السد الإثيوبي، وخاصة مسألة تخزين امياه لملأا السد بما يعالج المخاوف المصرية من تأثير ذلك على حصتها من مياه النيل.
- بالفيديو.. في سقطة جديدة.. إعلام قطر يفبرك تصريحات لشباب إماراتيين
- في دوحة قتلة السادات ومفجري الكنائس.. ماذا تريد قطر من مصر؟
هذا الدور كشف عنه المتحدث باسم جبهة الأورومو الإثيوبية، جمادا سوتي في تصريحات سابقة قال فيها "إن قطر تدعم بناء السد، من خلال مشروع استثماري وزراعي ضخم تموله الدوحة؛ لزراعة مليون ومائتي ألف فدان في منطقة السد، ودفعت الجزء الأول من قيمة التعاقد، الذي استفادت منه الحكومة الإثيوبية في بناء السد".
ففي إبريل/نيسان 2017 زار أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى أثيوبيا، في زيارة كانت الأولى من نوعها منذ تسلمه السلطة في 2013، وشملت جولة تميم داخل إفريقيا عقب زيارته إلى أديس أبابا، كينيا والسودان جنوب إفريقيا.
لماذا زيارة إثيوبيا؟
وحسب مراقبين ومصادر قطرية فإن زيارة تميم إلى أديس أبابا تأتى ضمن الأجندة القطرية والخطط البديلة التى تنفذها قطر ضد مصر والأمة العربية، فيما بدا أنه خطة ممنهجة للتخل في شؤون الدول الأخرى سيما الشأن المصري، الذي لم تكتف فيه قطر بإيواء عناصر جماعة الإخوان الإرهابية.
خلال زيارته لإثيوبيا اصطحب الأمير القطري ضباط مخابرات ووزراء لديهم سوابق في تكدير الأمن القومي العربي، من بينهم وزير المواصلات جاسم السليطى، المدرج في قائمة الأشخاص والكيانات الإرهابية التي أعلنتها، الجمعة، السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
كانت قطر واجهت أزمة حادة مع أثيوبيا التي قامت بقطع العلاقات مع الدوحة، في إبريل/نيسان 2008 ، حيث كشف تقرير تابع لمعهد الدراسات الأمنية الإفريقية أن قطر كانت مصدرا لعدم الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
وأشارت حينها أثيوبيا إلى العلاقات القوية قطر وأرتيريا ودعم الدوحة لعدد من جماعات المعارضة المسلحة التي تهاجم المواقع الأثيوبية عبر الحدود الإريترية، بالإضافة إلى مخاوف من دعم قطر المالي لأمراء الحرب في الصومال، والذين يقومون بعمليات تهريب بضائع وبشر عبر الحدود الصومالية الإثيوبية.
واشتبهت الحكومة الأثيوبية أيضا في أن قطر استعملت بوقها الإعلامي، قناة الجزيرة الفضائية، للتأثير في الأمن الأثيوبي، حيث قامت الجزيرة بعمل تقرير مفبرك حول اللاجئين الصوماليين في إثيوبيا، وذلك بدعم من "جبهة أوغادين الوطنية للتحرير"، أحد الجماعات التي تمولها قطر في إثيوبيا.
واتهم تقرير الجزيرة حينها الحكومة الأثيوبية تقوم بعمليات اضطهاد وتعذيب للاجئين تدفعهم للانضمام الى جبهة جبهة أوغادين المسلحة.
الرغبة القطرية في استفزاز مصر ومناكفتها سياسيا جعلها تتغاضى عما اتهمت به إثيوبيا عبر أبواقها الإعلامية وتحاول النفاذ وإيجاد موطئ قدم في أزمة سد النهضة لا لشيء سوى أن ذلك قد يضر بالمصالح المصرية والأمن القومي العربي.
مالي
المظلة المالية القطرية لتمويل الإرهاب امتدت إلى مالي، رغم أن دور الدوحة ظل غامضا وغير معروف لدى كثير من المراقبين للوضع الأمني في المنطقة، لكن في يونيو/حزيران 2012 نقلت أسبوعية "لوكانار أنشينه" الفرنسية، عن مصادر استخباراتية فرنسية أن أمير قطر منح مساعدات مالية للجماعات الإرهابية المسلحة التي احتلت شمال مالي، دون أن تذكر قيمة هذه المساعدات وطريقة منحها.
وفي الشهر ذاته بدأ الجدل يحتدم في فرنسا حول الدور الذي تلعبه قطر في بزوغ نجم الجماعات المتطرفة بمالي.
بعد نحو شهر من هذا التاريخ وجه سادو ديالو، عمدة مدينة غاو في شمال مالي، اتهامات لقطر بتمويل المتشددين عبر مطاري غاو وتنبكتو، وتمويلهم تحت غطاء المساعدات الإنسانية والغذائية.
وقال عمدة "غاو" في حديث لإذاعة "ار تي إل" آنذاك إن الحكومة الفرنسية تعلم ذلك، مضيفا أن السلطات الفرنسية كانت على علم بتصرفات القطريين في شمال مالي.
وفي 2013، نقلت صحف فرنسية عدة عن الاستخبارات العسكرية (DRM)، التي تقدم تقاريرها إلى رئيس أركان الجيوش الفرنسية، أن أكثر من حركة في مالي تستفيد من الدعم المالي القطري، سواء بالحصول على مساعدات لوجستية أو مساهمات مالية مباشرة تحت غطاء جمعيات خيرية وإنسانية تنشط هناك.
ومن بين المستفيدين من هذه المساعدات القطرية على وجه التحديد، بحسب التقارير، حركة "التوحيد والجهاد" في غرب إفريقيا، والتي تعتمد أيضا في مصادر تمويلها على تجارة المخدرات والسلاح والاختطاف، وقد احتجزت لعدة أشهر 7 دبلوماسيين جزائريين وطالبت بفدية لكن السلطات الجزائرية رفضت ذلك.
الصومال
قدمت الدوحة من خلال كيانات مصنفة إرهابية، الدعم للمتمردين في الصومال من جانب، ومن جانب أخر أعلنت انها ترعى المصالحة الوطنية بين الطرفين.
وقال وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تصريحات له مطلع العام الجاري، إن بلاده ستدعم الحكومة الصومالية لتحقيق المصالحة الوطنية.
السودان
تحت المظلة الإنسانية، قامت الشيخة موزة المسند، والدة أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، بزيارة في مارس/آذار الماضي إلى السودان، زيارة أثارت جدلًا كبيرًا ولم يرى كثير من المراقبين لها أي غرض أو مصلحة سوى استفزاز مصر ومحاولة إظهار السودان الجارة لمصر كبديل سياحي خاصة في سياحة الآثار لمصر.
قامت الشيخة موزة خلال حينها بزيارة ما يعرف بأهرامات "البجراوية" في السودان، وبعد الزيارة بدأت حالة من الجدل بين مصر والسودان، بعد أن أعلنت الأخير بأن الحضارة المصرية مستمدة من الحضارة السودانية في أرض النوبة، وأن الفراعنة في السودان هم الذين سادوا المنطقة قبل ظهور مصر على وجه الحياة.
زيارة تحت شعار المظلة الإنسانية والعمل المجتمعي، ولكن باطنها الفتنة بين الجارتين حيث تزامنت مع تصعيد سوداني ضد مصر، شمل قرار الحكومة السودانية حظر استيراد منتجات من مصر.
ويبدو أن الأحلام القطرية بإفساد العلاقة بين مصر والسودان تبددت بعد زيارة وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، إلى القاهرة في الثالث من يونيو/حزيران الجاري والتي قال فيها تصريحات قوية بشأن العلاقات بين البلددين.
وقال غندور خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري إن العلاقة بين السودان ومصر علاقة "مقدسة"، مشددا على قدرة الشعبين على التغلب على كل ما يزعزعها أو يفصل بين شعب مصر والسودان.
الدور المشبوه
استعملت الدوحة بشكل مكثف مصادرها المالية للتربح من الصراعات الدائرة في منطقة القرن الإفريقي لبسط نفوذها في تلك المنطقة.
وأشار تقرير معهد الدراسات الأمنية الإفريقية إلى أن دخول قطر إلى إفريقيا ومنطقة القرن الإفريقي تحديدا كان من أجل بسط السيطرة على أحد أهم المناطق التي تؤثر على الملاحة البحرية في المنطقة، حيث قامت بالتدخل في صراعات بين كل من السودان وأريتريا، والصومال وإثيوبيا، وأريتريا وجيبوتي.
التدخل القطري القطري المشبوه في القرن الإفريقي أجج صراعات عديدة في الفترة بين 2007 وصولا إلى 2012، وذلك بسبب دعم قطر للأطراف المتنازعة للدخول تحت ستار الوسيط لحل الأزمة، في محاولة قطرية لأداء دور أكبر من حجمها والظهور كقوة إقليمية تعمل على فض النزاعات.
aXA6IDE4LjIyMS41OS4xMjEg
جزيرة ام اند امز