"مليونية السيارات".. شلل بالطرق وجرحى جنوبي لبنان
محتجون دعوا إلى إغلاق الطرق بالسيارات وشهدت كل الطرق الرئيسية اللبنانية شللا مروريا، فيما تواصل غلق المصارف والمدارس
شهدت غالبية الطرق الرئيسية في لبنان شللا تاما بالتوازي مع دعوات، الإثنين، إلى "مليونية السيارات"، فيما أصيب 3 أشخاص خلال فتح الجيش اللبناني أحد الطرق شمال مدينة صيدا (جنوب) في اليوم الـ12 للاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
ودعا لبنانيون إلى تعطيل حركة السير في الطرقات العامة ومنع مرور الناس، بعد الإعلان عن قرار أمني سياسي حاسم بفتحها بدءا من أول الأسبوع، إضافة إلى دعوة تلقاها الموظفون في المؤسسات العامة والخاصة للعودة إلى أعمالهم.
ومنذ مساء الأحد، بدأ اللبنانيون بالتجاوب مع الدعوة التي تهدف إلى انتشار مليون سيارة في طرقات لبنان، بحيث أعلن عن تحول بعض الطرقات إلى مواقف مفتوحة للسيارات وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي وهاشتاقات تدعو إلى إغلاق الطرق، على غرار منطقة جبيل وجل الديب في بيروت وغيرهما.
فيما تواصل غلق المصارف والمدارس بقرار من جمعية المصارف ووزارة التربية والتعليم العالي.
حزب الله عكس التيار
ورغم قرار غلق جميع المدارس اللبنانية، أعادت مدارس خاصة فتح أبوابها ببعض المناطق المحسوبة على مليشيا حزب الله، وتحديدا في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب (باستثناء صيدا) وبعلبك.
وتأتي هذه الخطوة من قبل مليشيا "حزب الله" بعدما شن أمينه العام حسن نصرالله، هجوما على الثورة اللبنانية، متهما المشاركين فيها بالتمويل من السفارات، رافضا الخضوع لمطالبها المتمثلة في إسقاط الحكومة والعهد وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
وانعكس موقف مليشيا حزب الله سلبا على كل الحلول السياسية التي كانت مقترحة، وذلك على خلاف موقف "نصر الله" في الأيام الأولى للاحتجاجات التي كان قد قال إنها عفوية ومطالبها محقّة.
ميدانياً، تمسك متظاهرون بالتواجد عند نقطة جسر الرينغ ومنقطة الصيفي عند مدخل وسط بيروت، حيث افترشوا الطرقات مانعين السيارات من المرور فيما سُجل تواجد للقوى الأمنية في المحيط.
وقد سجل عند جسر الرينغ بعض التصادم بين محتجين ومارة لإصرارهم على اجتياز الطريق، معبرين عن استيائهم من هذا الأمر، وهو ما يرى فيه محتجون محاولات من أحزاب السلطة وأنصارها لإظهار خلافات بين اللبنانيين عبر إرسال "مندسين" لهم وافتعال مشكلات.
وعند مدخل بيروت الجنوبي بقيت الطرقات مغلقة، خاصة عند مثلث خلدة - أتوستراد المطار ومداخل دوحة عرمون وبشامون، وصولا إلى الشويفات حيث قطعت بالعوائق والأحجار إلا للحالات الطارئة.
وغابت حركة السيارات والمواطنين على الطرق والعديد من المحال والمؤسسات التجارية لا تزال مغلقة.
أما طريق (أوتوستراد/جل الديب) فتم غلق الاتجاهين لليوم الثاني عشر على التوالي، وقضى عدد كبير من المعتصمين ليلتهم في الخيم والسيارات منعا لأي محاولة لفتحه ويسمح بالمرور فقط للحالات الإنسانية والسيارات العسكرية.
ولم يختلف الحال على طريق أوتوستراد الزوق في الاتجاهين؛ حيث تم غلقه بأرتال من السيارات والمتظاهرين.
جرحى بصيدا
وفي صيدا، عاصمة الجنوب، أكدت الوكالة اللبنانية الرسمية أن قطع الطرقات الذي بدأ منذ الصباح الباكر شل الحركة؛ حيث استمر إغلاق المدارس والمعاهد والجامعات والمصارف، وبقيت أبواب المحال التجارية داخل سوق صيدا التجاري أيضاً مغلقة.
ومنع محتجون الموظفين في سنترال صيدا من الدخول إلى المبنى ومزاولة عملهم بعدما قطعوا الطريق أمام مؤسسة كهرباء لبنان.
وشهدت شوارع صيدا كرا وفرا بين المحتجين وعناصر الجيش وقوى الأمن على خلفية قطع الفريق الأول الطرقات وعمل الفريق الثاني على فتحها، وإن بقي الطريق مغلقاً عند "تقاطع إيليا" حيث الاعتصام المفتوح.
ووقع إشكال بين المحتجين وعناصر الجيش، خلال محاولة إعادة فتح الطريق، أعقبه تدافع وكر وفر نجم عنه إصابة 3 أشخاص.
أما في صور، فكانت الأجواء في ساحة الاعتصام عند دوار العلم في المدينة هادئة، واقتصر الحضور على عدد من المعتصمين الذين باتوا ليلتهم في الخيم المنصوبة وطرقات صور وقرى القضاء مفتوحة في وقت فتحت معظم المدارس الخاصة أبوابها.
وفي الشمال، ظل الطريق الذي يربط طرابلس بقضاء الضنية مقطوعا عند مدخل بلدة "ارده" في قضاء زغرتا، حيث يحتفظ المعتصمون بالخيمة التي نصبوها وسط الطريق، وإن بقي مفتوحا جزئيا للقوى الأمنية وبعض الحالات الخاصة.
وعلى الأوتوستراد، ركن المحتجون سياراتهم عند الساعة الرابعة فجرا، وأقفلوا الأوتوستراد بالاتجاهين أمام السيارات.
وعلى خلاف المناطق الأخرى، فقد فتحت الطرقات في بعلبك بكاملها وشهدت حركة سير عادية، بينما فتحت كذلك معظم المدارس الخاصة أبوابها.
كما فتحت معظم المدارس الخاصة أبوابها واستأنفت التدريس، باستثناء ثانوية خليل مطران الأسقفية، راهبات القلبين الأقدسين، والمدرسة الوطنية المارونية، حيث لم يصدر المجلس الأعلى للمدارس الكاثوليكية أي قرار يتيح فتحها.
كما التزمت المدارس الرسمية بقرار الإقفال، بانتظار ما يقرره وزير التعليم اللبناني أكرم شهيب في هذا الشأن.
aXA6IDMuMTQ0LjExNC44IA== جزيرة ام اند امز