الطريق إلى قرطاج.. مناظرات تاريخية بين المرشحين لرئاسة تونس
اليوم الأول للمناظرات يشارك فيه 9 مرشحين أبرزهم عبير موسى ومحمد عبو وناجي جلول ومهدي جمعة وعمر منصور وعبدالفتاح مورو
تنطلق، مساء السبت، ولأول مرة في تاريخ تونس، مناظرات تلفزيونية بين مرشحي الانتخابات الرئاسية التونسية المقررة 15 سبتمبر/أيلول الجاري.
- تحالف الشاهد والإخوان.. ابتزاز ومؤامرات للسطو على رئاسة تونس
- رسميا.. 26 مرشحا للانتخابات الرئاسية في تونس
وتستمر المناظرات على مدى 3 ليال، ويفترض مشاركة المرشحين الـ26 في المناظرات، لكن كرسي المرشح ورجل الأعمال نبيل القروي الموجود في السجن حاليا سيبقى فارغا.
المناظرات التي عنوانها "الطريق إلى قرطاج - تونس تختار" ستبث على 11 قناة تلفزيونية بينها قناتان عامتان، وعبر أثير نحو 20 إذاعة.
وترى عهد الجمعاوي خبيرة سياسية تونسية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن هذه المناظرة مفيدة جدا، وستكون فرصة ليعزز كل مرشح حظوظه أو يقضي على أحلامه في الفوز بكرسي الرئاسة.
ويشارك في اليوم الأول للمناظرات 9 مرشحين أبرزهم: عبير موسى "الحزب الدستوري الحر"، ومحمد عبو "التيار الديمقراطي"، وناجي جلول "مستقل" ومهدي جمعة "حزب البديل"، وعمر منصور "مستقل"، وعبدالفتاح مورو "النهضة".
وقال إلياس الجراية مدير الاتصال في التلفزيون التونسي: "نقل الحدث المهم مباح للجميع، وسنسمح لكل القنوات الراغبة في نقل الحدث التاريخي بالبث المجاني على قناتين".
وأضاف في تصريحات، لـ"العين الإخبارية"، أن المناظرات ستبدأ في تمام الساعة الثامنة (بتوقيت جرينتش)، وتحت إشراف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.
وأوضح رضا عثماني المدير التقني بالتلفزيون التونسي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تكلفة الإعداد للمناظرات وصل 4 ملايين دينار تونسي (نحو 2 مليون دولار) والتحضيرات بدأت منذ أغسطس/آب الماضي، وهناك 4 قنوات جديدة ستكون مخصصة للانتخابات التشريعية والرئاسية.
وأشار إيهاب الشاوش رئيس فريق الإعداد للمناظرات إلى أن مدة المناظرة ساعتين ونصف مقسمة على 3 مجموعات وفق القرعة التي أجريت الأسبوع الماضي، وستتناول العديد من المحاور من بينها، الأمن القومي والدبلوماسية والمبادرات، وسيمنح المرشح دقيقتين للإجابة على السؤال.
انسحابات مرتقبة
ومن المتوقع أن تشهد المناظرات غياب عدد من المرشحين من بينهم نبيل القروي عن حزب قلب تونس الموقوف في السجن منذ 23 أغسطس/آب والمرشح سليم الرياحي عن "الوطن الجديد" الذي يتواجد في العاصمة الفرنسية باريس بعد صدور حكم ضده بالسجن.
ويواجه المرشحان اتهامات بالتهرب الضريبي وتبييض الأموال، في حين يرى أنصارهما أنها مؤامرة تحركها النهضة والشاهد لإقصائهما من السباق الرئاسي.
وتعتبر يسرى ميلي القيادية في حزب سليم الرياحي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هذه المناظرات غير متكافئة وغياب أحد المرشحين يلغي جدواها، وكان بالإمكان إشراك سليم الرياحي من باريس عبر التقنيات الحديثة.
من جانبهم، يتهم قيادات "قلب تونس" يوسف الشاهد بالوقوف وراء سجن المرشح نبيل القروي، وحرمانه من عرض برنامجه الانتخابي.
وعبرت بعض الشخصيات المرشحة عن نيتها الانسحاب من المناظرة لغياب جدواها، وأبدت عبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر نيتها عدم خوض المناظرة دون توضيح الأسباب.
سلاح ذو حدين
ويرى خبراء سياسيون في تصريحات، لـ"العين الإخبارية"، أن هذه المناظرات ستكون فرصة جيدة ليعزز كل مرشح حظوظه في الفوز أو يقضي على أحلامه نهائيا.
وقالت عهد الجمعاوي إن المناظرات ستكون ذات جدوى أكثر في الدور الثاني عندما ينحصر عدد المرشحين، مشيرة إلى أن غياب الفوارق الخطابية بين 26 مرشحا سيخلق "رتابة"، خاصة وأن أغلبهم ينتمون لنفس العائلة السياسية الليبرالية باستثناء المرشحين الإخوان.
وأضافت: "أن الزمن المسموح للمرشحين للرد على الأسئلة ضيق ولا يسمح للمرشحين لشرح برامجهم، خاصة فيما يتعلق بموضوع هام مثل العلاقات الدولية والأمن القومي".
وأشار أستاذ علم الاجتماع التونسي صابر الربعاوي، إلى ضرورة إضافة سؤال للمرشحين حول قدرتهم على الكشف عن حقيقة الاغتيالات لأنها في صميم اختصاص الرئيس، والغموض الذي يطوق ملف الاغتيالات يعيق التعايش الديمقراطي في تونس.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg جزيرة ام اند امز