بريجيت ماكرون رجلا؟ الزوجة الأولى تطعن في البراءة وتلاحق مروّجي الشائعة

رفعت بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي، طعنًا أمام محكمة النقض الفرنسية اليوم الإثنين 14 يوليو/ تموز 2025، بعد أن برّأت محكمة الاستئناف في باريس سيدتين اتهمتاها علنًا بأنها وُلدت ذكرًا باسم "جان ميشيل ترونيو"، وهو اسم شقيقها الحقيقي.
وتعود بداية القضية إلى ديسمبر/ كانون الأول 2021، حين ظهرت أماندين روا، التي تقدّم نفسها كوسيطة روحية، في لقاء مسجل على يوتيوب مع ناتاشا ري، الموصوفة بأنها "صحافية مستقلة". استغرق اللقاء أربع ساعات، زعمت فيه ري أنها اكتشفت "خدعة دولة"، مفادها أن بريجيت ماكرون كانت رجلًا وتحولت جنسيًا، لتتزوج لاحقًا من إيمانويل ماكرون.
هذه المزاعم انتشرت سريعًا عبر الإنترنت، وتداولها منظّرو المؤامرة داخل فرنسا وخارجها، خصوصًا في الولايات المتحدة، رغم أنها اعتمدت على تطابق في الأسماء فقط.
في سبتمبر/ أيلول 2023، قضت محكمة في لِزيو، نورماندي، بإدانة السيدتين بالتشهير، وفرضت عليهما غرامات بلغت 8 آلاف يورو لبريجيت ماكرون، و5 آلاف لشقيقها. إلا أن محكمة الاستئناف في باريس ألغت الحكم الخميس الماضي، معتبرة أن "المقاطع الثمانية عشر محل الجدل" لا ترقى إلى مستوى التشهير، بل تمثّل "تعبيرًا نابعًا من حسن نية"، وفق منطوق الحكم.
محامي بريجيت، جان إينوكي، أكّد أن موكلته "منهكة نفسيًا"، وأنها "تتمسك بحقها القانوني في الملاحقة حتى النهاية"، مشيرًا إلى أن شقيقها أيضًا انضم إلى الطعن أمام محكمة النقض.
أما المتهمتان، فقد اعتبرتا القرار انتصارًا لما تصفانه بـ"حرية التعبير"، وتحدثتا عن "ترهيب من السلطة"، في حين نفى محامو ماكرون أن تكون القضية متصلة بـ"تصفية حسابات سياسية".
تزامن هذا التصعيد القضائي مع جدل جديد أطلقه كتاب بعنوان "أن تصبح بريجيت" للصحافي كزافييه بوسار، وتغريدات من المؤثرة الأمريكية كانديس أوين، حيث تجددت نظريات التشكيك في هوية بريجيت الشخصية والعائلية.
كما تُعقد هذا الصيف محاكمة أربعة رجال أمام محكمة الجنح في باريس بتهمة التحقير الإلكتروني والتحريض، بعدما وصفوا ماكرون على الإنترنت بمصطلحات مهينة وادعوا أنها "مرتبطة بانتهاكات ضد أطفال". وتواجه التهم عقوبات قد تصل إلى السجن لمدة عامين. أحد المتهمين، أورليان بوارسون-أتلان، يُعرف على الإنترنت باسم "زوي ساغان"، ويُعد من أبرز مروّجي نظريات المؤامرة في فرنسا.
الملف يكتسب بعدًا شخصيًا لبريجيت التي فقدت شقيقتها الكبرى، آن-ماري ترونيو، عن عمر 93 عامًا الأسبوع الماضي، ما أثر في مظهرها خلال الزيارة الرسمية الأخيرة إلى المملكة المتحدة رفقة زوجها.
العلاقة بين الرئيس الفرنسي وزوجته ظلت لسنوات محل تساؤلات إعلامية، نظرًا لفارق السن بينهما البالغ 24 عامًا. تعود علاقتهما إلى عام 1992، حين كان إيمانويل ماكرون تلميذًا في المرحلة الثانوية، وبريجيت أستاذته في المسرح ومتزوجة ولديها ثلاثة أطفال، أحدهم كان زميلًا لماكرون في الصف ذاته.
ورغم الجدل الذي أحاط بالبدايات، تزوجا رسميًا عام 2007، ليصير إيمانويل ماكرون بعد عقد من الزمان رئيسًا للجمهورية. أما بريجيت، فتجد نفسها اليوم مرة أخرى وسط دائرة من الاتهامات والملاحقات، لا علاقة لها بالسياسة أو الأداء العام، بل بمزاعم تلاحق جسدها وتاريخها العائلي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTczIA== جزيرة ام اند امز