دعوى قضائية تكشف عن دور قانوني يهودي في العمل لصالح قطر
أستاذ قانون بجامعة هارفارد يوافق، في وقت سابق من العام، على عقد بموجبه يسدي المشورة لأمريكي من جماعات الضغط كان يمثل قطر.
لأكثر من عام، كان الخبير القانوني اليهودي آلان درشوفيتز، يقدم المشورة بشكل غير رسمي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط.
لكن بالتزامن مع عمله على تقديم الاستشارات لترامب، والتحدث خلال مقالاته عن الشؤون السياسية للشرق الأوسط، وافق أستاذ القانون بجامعة هارفارد في وقت سابق من العام على عقد بموجبه يسدي المشورة لأمريكي من جماعات الضغط كان يمثل قطر، طبقا لسجلات المحكمة.
- ناشط أمريكي: قطر تسعى لفرض سرية قضائية على "فضيحة برويدي"
- "أوريدو" القطرية.. بيدق جديد لـ"الحمدين" تخنقه قضية برويدي
وذكرت مجلة "موذر جونز" الأمريكية أن درشوفيتز لم يكشف عن وجود مثل هذا الاتفاق خلال بيان عام أو للبيت الأبيض.
وقال رجل الأعمال الأمريكي جوي اللحام، الذي كان يعمل لصالح قطر، خلال شهادته أمام المحكمة في 19 يونيو/حزيران إنه أبرم عقدا مع درشوفيتز من أجل تقديم خدمات استشارية في كثير من الأمور المتعلقة بالشرق الأوسط، خاصة إسرائيل.
وأضاف أن درشوفيتز عمل معه على قضايا متعلقة بقطر و"المناطق العربية بالشرق الأوسط وأفريقيا"، مشيرا إلى أنه "أيا كان ما أفعله، فقد عمل معي بصفته مستشارا". لكن رفض اللحام خلال الإدلاء بالشهادة الإفصاح عما إن كان دفع أموالا للخبير القانوني.
وخرجت نسخة منقحة من الشهادة للنور في إطار الدعوى القضائية التي رفعها جامع التبرعات الجمهوري إليوت برويدي، ويتهم فيها قطر باختراق رسائل بريده الإلكتروني وتسريبها.
وقال برويدي إن اللحام، الذي تسجل في يونيو/حزيران بصفته وكيلا لقطر من أجل العمل الذي يرجع تاريخه إلى أكتوبر/تشرين الأول 2017، وعضو آخر بجماعات الضغط يدعى نيك موزين، وهو أحد كبار مساعدي السيناتور تيد كروز سابقًا، كانا متورطين في عملية القرصنة من أجل تشويه سمعته.
لكن أنكر أفراد جماعات الضغط وحكومة قطر تلك الاتهامات، فيما سلّطت سجلات حديثة من القضية الضوء على جوانب من جهود الضغط الداعمة لقطر.
وقال كريج إنجل، محامي اللحام، إن العقد الذي أبرم مع درشوفيتز تضمن تقديم المحامي الشهير المشورة في الأمور "الثقافية والعلاقات الدولية والقانون"، لكن اعترض درشوفيتز على هذا التوصيف للاتفاق، مُصرا على أن العقد كان لتقديم المشورة القانونية فقط.
وقال درشوفيتز لـ"موذر جونز" إنه لم يتلق بنسا واحدا عن العمل بمقتضى هذا العقد أو أي عمل آخر مع اللحام، مشيرا إلى أن الاتفاق "لم ينفذ قط".
وأوضح درشوفيتز أنه عقب إجراء مناقشة مع اللحام بداية 2018، قام الأخير بصياغة خطاب لإبقائه يعمل لصالحهم لكن لم يحدث بالفعل، وإن طُلبت أو قُدمت مشورته القانونية، مؤكدا أنه لم يدافع عن أي دولة مثلها اللحام أو تغزل فيها بصفته عميلا من جماعات الضغط، هذا فيما لم يوافق درشوفيتز أو إنجل على إطلاع "موذر جونز" على العقد.
وبدأت علاقة درشوفيتز مع اللحام في خريف عام 2017، عندما تواصل معه الأخير في مانهاتن ودعاه لزيارة قطر، وقال درشوفيتز إن اللحام أخبره بعلاقته بالحكومة القطرية.
في هذا الوقت، كانت قطر تسعى لتنظيم حملة ضغط تجابه بها دول الرباعي العربي التي أعلنت مقاطعتها لها في يونيو/حزيران 2017؛ بسبب دعمها وتمويلها للجماعات الإرهابية، ومن بينها حماس.
وكانت دعوة اللحام لدرشوفيتز بزيارة قطر جزءا من جهود أكبر لإقناع حلفاء أمريكيين لإسرائيل لديهم نفوذ بالبيت الأبيض لإعادة النظر في رؤيتهم الانتقادية لقطر.
وقال اللحام وموزين إنهما عملا على قائمة بنحو 250 شخصا، من بينهم درشوفيتز، الذي ربما يكون قادرا على التأثير في ترامب من أجل عميلهم.
وعمل اللحام وموزين على زيادة أعداد الناس على تلك القائمة، وترتيب رحلات لبعضهم لزيارة الدوحة ودفع أموال لآخرين، على أمل تخفيف حدة الانتقادات القطرية من الأشخاص المدرجين بتلك القائمة.
وفي يناير/كانون الثاني، نظم اللحام رحلة لدرشوفيتز لزيارة الدوحة، بالإضافة إلى حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي، والد سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، وقد التقوا مع تميم بن حمد، أمير قطر، والسفير القطري في غزة محمد العمادي، الذي يلعب دورا رئيسيا في تودد قطر لإسرائيل وواشنطن.
وسافر بعدها درشوفيتز إلى المغرب، في رحلة ساعده اللحام على تنظيمها، وقال المحامي الشهير إنه تناقش مع اللحام بشأن العقد لأول مرة بعد هذه الرحلة.
وبعد عودته من قطر، كتب درشوفيتز في يناير/كانون الثاني 12 مقالا يدعم قطر ويطرح تساؤلات بشأن ما قيل بشأن دعم الدوحة وتمويلها لحماس.
وفي 25 يناير/كانون الثاني 2018، كشفت رسائل "واتس آب" تضمنتها قضية برويدي أن اللحام وبرويدي وصفا خلال محادثاتهما جهود درشوفيتز بالمفيدة لحملتهما لصالح قطر.
aXA6IDE4LjE4OS4xNDMuMSA= جزيرة ام اند امز