"قصر الشتاء".. تحفة معمارية شاهدة على تاريخ روسيا العريق
القصر يتميز بتدرج اللون الأخضر الخلاب، والرموز والأشكال الزخرفية المرتبطة بتاريخ روسيا، ويحتوي على 1786 بابا، و1945 نافذة، و1500 غرفة.
على مساحة 17 ألف متر مربع، يمتد "قصر الشتاء" في مدينة سان بطرسبرج الروسية، ليكون شاهداً على تاريخ روسيا العريق.
شُيّد "قصر الشتاء"، الذي يبلغ ارتفاعه 30 متراً، بين عامي 1754 و1762م، على يد المهندس الإيطالي الشهير بارتولوميو راستريللي.
وصُمم القصر على الطراز "الباروكي" المعقد، الذي يجمع بين العظمة واللاواقع الزاخر بالألوان والتشكيلات المعمارية الخداعة.
ويتميز القصر بتدرج اللون الأخضر الخلاب، والأعمدة الكورنثية، والرموز والأشكال الزخرفية المرتبطة بتاريخ روسيا، ويحتوي على 1786 باباً، و1945 نافذة، و1500 غرفة، و117 سلماً.
وبُني القصر للإمبراطورة إليزابيث، ابنة بطرس الأكبر، وهي امبراطورة روسيا الـ10 في الفترة من 1741 وحتى 1762، ثم أصبح مقراً لإقامة القيصر الروسي في ستينيات القرن الـ18 وحتى اندلاع الثورة الروسية عام 1917.
ومرّ القصر على مدار تاريخه بفترات عصيبة عديدة، كان أولها حريق ضخم أضرّه بشدة عام 1837م، ليتم بعدها ترميمه على الفور، ثم اقتحمه جنود الجيش الأحمر (جيش العمال والفلاحين والبحارة) عام 1917، ليتعرض بعدها لعمليات سلب ونهب لمدة شهر من الزمن، وكانت تلك لحظة حاسمة أنهت الحكم القيصري في روسيا، ومهدت لولادة الدولة السوفييتية.
ويضم القصر في الوقت الحالي متحف "الإرميتاج"، الذي افتتح في فبراير/شباط عام 1852، على يد القيصر الروسي نيقولا الأول، وهو واحد من أكبر وأقدم المتاحف والمعارض الفنية في العالم، ويحوي 3 ملايين تحفة فنية، ودخل سجل جينيس لأكبر مجموعة من اللوحات في العالم.
وفي وسط القصر، يقف عمود ألكسندر، الذي تم بناؤه تمجيداً لذكرى القيصر ألكسندر الأول، على يد المهندس المعماري الفرنسي أوجست ريتشارد دي مونتفيراند، الذي صمم كاتدرائية القديس إسحق في سانت بطرسبرج (أضخم وأطول كاتدرائية روسية أرثوذكسية).
ويزن عمود ألكسندر 550 طناً، ويبلغ ارتفاعه 84 قدماً، وهو مصنوع من الجرانيت الأحمر، يعلوه رأس برونزي يقف عليه ملاك وصليب، وبذلك يكون الارتفاع الإجمالي للعمود 154 قدماً.