أوروبا تنتفض ضد انفصال كتالونيا.. وأمريكا والناتو في صف مدريد
الدول الكبرى في أوروبا انتفضت مع قرار انفصال كتالونيا مؤكدين وحدة إسبانيا
في هذه الساعات، يخيم لأول مرة منذ عقود، شبح الحرب الأهلية في القارة الأوروبية العجوز، ويبدو أن البداية كالعادة تكون من إسبانيا، التي كان فيها أقوى حرب أهلية في القرن الماضي، في ظل الصدام بين الحكومة المركزية في مدريد والكتالونيين منذ عهد القائد العسكري فرانكو الذي انتهت أسطورته في عام 1975.
بالفعل مع إعلان الانفصال من قبل برلمان الإقليم في عصر اليوم الجمعة، انتفضت الدول الكبرى في أوروبا مع هذا الأمر، مؤكدين وحدة إسبانيا، وأن ما حدث اليوم من دواعٍ للانفصال ليس أكثر من أمر داخلي إسباني، وهو ما يشير إلى أن لندن وباريس وبرلين وحلف الناتو، ستلتزم بمقعد المتفرج خلال الأيام القادمة، مع ردود فعل "مدريد" تجاه من جاء من الإقليم الواقع في الشمال الإسباني.
ألمانيا تتجه لدعم إسبانيا
برلين كانت من أوائل دول الاتحاد الأوروبي تحركاً تجاه الانفصال المسمى بأحادي الجانب من البرلمان الإقليمي لكتالونيا، عندما قال المتحدث الرسمي لحكومة "ميركل"، شتيفن زايبرت، إن برلين لا تعترف بإعلان الاستقلال، وذلك عبر تغريدة، في حين تتحدث تقارير بالصحافة الألمانية، أن برلين مع فرض الحكم المباشر من جانب مدريد على كتالونيا.
أمريكا والناتو: مفاتيح حل الأزمة في يد مدريد
لم يختلف موقف حلف "الناتو" عن ألمانيا التي تعتبر بمثابة كبيرة الاتحاد الأوروبي في عهد "ميركل" والتي تسعى للاستقرار الأوروبي، حيث أعطى "الناتو" مفاتيح حل الأزمة لتكون في يد "مدريد"، بالحديث عن أن أزمة كتالونيا شأن داخلي يجب حلها من قبل الحكومة الإسبانية فقط.
فيما قالت واشنطن إنها تدعم إجراءات حكومة مدريد للحفاظ على وحدة البلاد، موضحة أن إقليم كتالونيا جزء من إسبانيا، واعتبرت واشنطن أن كتالونيا "جزء لا يتجزأ من إسبانيا معربة عن دعمها إجراءات مدريد لإبقاء البلاد "قوية وموحدة"، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عبر المتحدثة هيذر ناويرت التي قالت: "تتمتع الولايات المتحدة بصداقة كبيرة وشراكة راسخة مع حليفتنا في حلف شمال الأطلسي، إسبانيا" لافتة إلى أن كتالونيا جزء لا يتجزأ من إسبانبا والولايات المتحدة تدعم اجراءات الحكومة الإسبانية لإبقاء إسبانيا قوية وموحدة.
باريس لا تعرف سوى "راخوي" فقط
في موقف ملتزم بالتفاهم مع المستشارية الألمانية، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعمه الكامل لرئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي من أجل احترام دولة القانون في إسبانيا، وذلك بعد إعلان كتالونيا، حيث قال :"لدي شخص واحد أخاطبه في إسبانيا، هو رئيس الوزراء، هناك دولة قانون في إسبانيا بقواعد دستورية ينبغي احترامها، ودعمي الكامل لرئيس الوزراء الإسباني".
بريطانيا تحاول الحفاظ على إسبانيا موحدة
بريطانيا التي تعمل حاليا على الخروج من الاتحاد الأوروبي في عهد "تريزا ماي"، خرجت بتأكيدات على استمرار وحدة إسبانيا كرمز أووبي مهم، بالحديث من جانب لندن على رفض الانفصال، حيث أكدت الحكومة البريطانية رغبتها في إحلال سيادة القانون واحترام الدستور الإسباني، والحفاظ على وحدة إسبانيا.
إيطاليا تتخوف من تكرار الأمر في شمالها
انفصال كتالونيا سيأتي بتعقيدات أكبر في قلب أوروبا، والأنظار هنا في عز هذه الأزمة تتجه للدولة التي توازي إسبانيا في شرق المتوسط، وهي إيطاليا، التي تصاعد فيها أصوات منطقتين في الشمال مع توجه الكتالونيين للانفصال، وعلى الرغم من عدم وضوح إعلان لروما عن الموقف من الانفصال، إلا أن نتائج مثل هذا الأمر، يهدد وحدة إيطاليا في سيناريو قد يكون قريباً جداً.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg جزيرة ام اند امز