بالصور.. كتالونيا.. المكان والناس والتاريخ
كتالونيا منطقة صناعية بامتياز وتعتبر أحد أكثر الأقاليم الإسبانية ثراء، التقرير التالي يرصد تاريخ ونشأة الإقليم
منطقة كتالونيا منطقة صناعية بامتياز وتعتبر أحد أكثر الأقاليم الإسبانية ثراء، ويشتهر الإقليم بالصناعات التقليدية وصناعة الكيماويات والأغذية المصنعة والمعادن، فضلاً عن ازدهار قطاع الخدمات به، ويمتد تاريخه إلى العصور الوسطى.
المكان
يقع الإقليم في أقصى الشمال الشرقي لإسبانيا ويحده من الشرق البحر الأبيض المتوسط ومن الشمال فرنسا وإمارة أندورا، ومقاطعة فالنسيا الإسبانية من الجنوب، ومنطقة أراغون الإسبانية من الغرب.
وأغلب سكان الإقليم يعيشون في عاصمته برشلونة، التي تمثل مركزاً اقتصادياً وسياسياً مهماً، فضلاً عن أنها نقطة جذب سياحية تحظى بشعبية كبيرة.
المساحة
تبلغ مساحة كتالونيا 32114 كم مربع، ويبلغ عدد سكانها وفقاً لإحصائية 2015 أكثر من 7 ملايين و500 ألف نسمة.
اللغة
يتحدث سكان الإقليم إحدى لهجات اللغة القسطانية بالإضافة إلى اللغة الكتالونية، ويمتلك علماً مميزاً، استوحى مصمموه الخطوط الحمراء والذهبية من شعار مدينة برشلونة مضافاً إليه مثلث أزرق بنجمة بيضاء.
وللإقليم نشيد وطني يطلق عليه "إلس سيغادورس" ألفه "إميلي جوانيفينتس" عام 1899، وفي عام 1993 أصبحت هذه الكلمات النشيط الوطني بنص القانون.
ويحتفل سكان الإقليم بالعيد القومي في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول من كل عام، ويطلق على هذا العيد اسم "لا ديادا".
النشأة
ظهرت المنطقة أول مرة كهوية متميزة مع صعود مقاطعة برشلونة في القرنين الـ11 و12 م لتصبح تحت الحكم الملكي لمملكة أراغون المجاورة، وأصبحت قوة بحرية كبرى في العصور الوسطى.
وأصبحت كتالونيا جزءاً من إسبانيا منذ نشأتها في القرن الـ15 عندما تزوج فرديناند ملك أراغون وإيزابيلا ملكة قشتالة ليوحدا مملكتيهما.
وفي القرن الـ19 تجدد الشعور بالهوية الكتالونية التي تحولت إلى حملة من أجل الاستقلال السياسي وحتى الانفصال، وشهدت هذه الفترة مرحلة لإحياء الانتماء الكتالوني.
عام 1931 أصبحت إسبانيا جمهورية ومنحت كتالونيا حكماً ذاتياً واسعاً خلال الحرب الأهلية الإسبانية، وكانت حينها معقلاً رئيسياً للجمهوريين.
دولة وليدة
عام 1934 جرت انتخابات محلية وحقق الحزب الجمهوري اليساري الكتالاني فوزاً كبيراً، وأعلن زعيم الحزب فرانسيسك ماسيا عن إقامة جمهورية كتالونيا، لكن الجمهورية لم تعمر طويلاً فقد وافق بعد ثلاثة أيام على الانضمام إلى الجمهورية الإسبانية مع احتفاظها بنوع من الحكم الذاتي.
الصراع
عام 1939 سقطت برشلونة في يد الجنرال فرانكو، وكانت بداية نهاية المقاومة الإسبانية، وفرض على البلاد نظاماً ديكتاتورياً لمدة 4 عقود، حيث منع الأحزاب وألغي الحكم الذاتي ومنع اللغة الكاتلانية وجميع الرموز الخاصة بكتالونيا في المدراس والكتب والحياة العامة.
وشهدت كتالونيا في تلك الحقبة إعدام 4 آلاف معارض لحكم فرانكو خلال الفترة ما بين 1938 إلى 1953.
وشهدت المدن دماراً واسعاً وأسفرت الحرب الأهلية عن مقتل 50 ألفاً من الكتالونيين.
وعام 1940 تم إعدام رئيس حكومة جمهورية كتالونيا المنتخب لويس كومبانس رمياً بالرصاص.
حكومة المنفى
أثناء حكم فرانكو تأسست حكومة لكتالونيا في الخارج وكان مقرها فرنسا، وبعد وفاه فرانكو عام 1975 دخلت إسبانيا مرحلة التحول الديمقراطي ونشطت الأحزاب السياسية في كتالونيا، وعاد رئيس الحكومة المحلية لكتالونيا في المنفى خوسيه تاراديلاس إلى الإقليم عام 1977، وأعلن عن عودة الحكم المحلي الذي يشمل كتالونيا وفالنسيا وشكّل حكومة مؤقتة.