كتالونيا وحلم الانفصال.. القصة الكاملة
برلمان كتالونيا يعتمد قرارا يؤيد نتيجة استفتاء الأول من أكتوبر/تشرين أول، التقرير التالي يرصد بالأرقام تاريخ كتالونيا مع حلم الانفصال
اعتمد برلمان كتالونيا، اليوم الجمعة، قرارا يؤيد نتيجة استفتاء الأول من أكتوبر، بعد ما أيد 70 نائبا القرار وعارضه 10 نواب وامتنع عضوان عن التصويت، وأكد البرلمان أن الإقليم أصبح "دولة مستقلة تأخذ شكل جمهورية"، في غياب المعارضة.
وتعد منطقة كتالونيا أحد أكثر الأقاليم الإسبانية ثراء، وهي منطقة صناعية، ذات نزعة استقلالية، وتعتز بهويتها ولغتها الخاصة، ويعتقد كثيرون من أهالي الإقليم أنهم أمة مستقلة عن بقية إسبانيا.
- كتالونيا يعلن الانفصال.. احتفالات في برشلونة وصدمة بمدريد
- "الشيوخ" الإسباني يجتمع لفرض إدارة مدريد على كتالونيا
التقرير التالي يرصد بالأرقام تاريخ منطقة كتالونيا مع حلم الانفصال وتأسيس دولة مستقلة.
3 أيام
1934 حقق الحزب الجمهوري اليساري الكتلوني فوزا كبيرا، وأعلن زعيم الحزب آنذاك "فرانسيسك ماسيا" عن إقامة جمهورية كتالونيا، لكن الجمهورية الوليدة لم تعمر سوى 3 أيام، وبعد ذلك وافق على الانضمام إلى الجمهورية الإسبانية مع احتفاظ الإقليم بنوع من الحكم الذاتي.
منذ ذلك التاريخ شهد الإقليم حالة من القمع، ومنع إقامة أي حكم ذاتي حتى عام 1977، حيث شهدت برشلونة مظاهرة ضخمة شارك فيها مليون شخص، مطالبين بالحرية وبإصدار عفو عن المعارضين السياسيين ومنح الحكم الذاتي للإقليم.
نضال القرن
بدأت التحركات نحو الاستقلال وتأسيس جمهورية مستقلة في عام 2012، وبالأخص الـ11 من سبتمبر، عندما تظاهر أكثر من مليون شخص في الإقليم مطالبين بالاستقلال.
استمرت التحركات لمدة أسبوع حتى أعلن في الـ20 من الشهر نفسه رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوي طلب زعيم إقليم كتالونيا لمزيد من الاستقلال المالي.
هدأت الأمور لمدة عامين بين الإقليم صاحب الحكم الذاتي وحكومة مدريد حتى الـ9 من نوفمبر/تشرين ثاني عام 2014، عندما نظم الإقليم تصويتا غير رسمي وغير ملزم للانفصال، وكانت النتيجة بموافقة 80% على تأسيس دولة مستقلة.
وفي الـ27 من سبتمبر/أيلول عام 2015 فازت أحزاب موالية للاستقلال في الانتخابات الإقليمية، وبدأت الأصوات تتعالى نحو الاستقلال عن إسبانيا.
وفي الـ9 من يناير/كانون ثاني عام 2016 تم اختيار كارلس بودجمون رئيسا جديدا لإقليم كتالونيا، وهو من الأصوات المطالبة بقوة للانفصال، مما أثار العديد من المشاكل بين الإقليم وحكومة مدريد، حتى بدأت خطوات الحكومة في سحب الثقة من بودجمون، وفي الـ29 من سبتمبر نجا من اقتراع بسحب الثقة في البرلمان.
الصدام
عام 2017 كانت مرحلة الصدام الحقيقي بين مدريد وإقليم كتالونيا، ففي الـ9 من يونيو/حزيران أعلن بودجمون عن تنظيم استفتاء جديد حول الاستقلال في الأول من أكتوبر، قرار أثار المشاكل مع حكومة مدريد.
وفي الـ9 من سبتمبر/أيلول علقت المحكمة الدستورية الإسبانية الدعوة لإجراء استفتاء حول استقلال الإقليم، وهددت الداعين لهذا الانفصال.
وبدأت الأحداث تتوالى سريعاً، ففي الـ11 من سبتمبر /أيلول شهدت برشلونة نزول أعداد كبيرة إلى الشوارع، دعما لفكرة استقلال الإقليم، وسط إجراءات أمنية مشددة من جانب حكومة مدريد.
وفي اليوم الثاني أمر المدعي العام في إسبانيا الشرطة بمنع الاستفتاء، وتحذير المطالبين بإمكانية مواجهتهم للاعتقال.
وفي الـ13 من الشهر نفسه استدعى المدعي العام في إسبانيا 700 من رؤساء بلديات كتالونيا أمام المحكمة لسؤالهم عن الاستفتاء المحظور بشأن الاستقلال.
كما اتخذت حكومة إسبانيا إجراءات للسيطرة على الموارد المالية لكتالونيا، ومنعت استخدام الأموال العامة في الاستفتاء، وأوقفت إسبانيا عمل حكومة كتالونيا (من الناحية الواقعية)، وبدأ الحرس المدني الإسباني السيطرة على مواد التصويت.
وفي الـ20 من الشهر ذاته تولى الحرس المدني الإسباني عملية رئيسية في مختلف مباني وزارة حكومة كتالونيا، وسيطر على المواد المتعلقة بتنظيم الاستفتاء.
وقامت قوة أمنية باعتقال 12 شخصا، من بينهم وزير الدولة للاقتصاد، مما دفع المتظاهرين للخروج إلى الشوارع ردا على ذلك.
ورغم التضيق قامت كتالونيا بتنظيم الاستفتاء في الأول من أكتوبر رغم التحذيرات الإسبانية والأوروبية.