هل خسر كتالونيا استقلاله؟ إجابات قاسية تطرحها مدريد
استفتاء استقلال كتالونيا أغرق إسبانيا في أسوأ أزمة سياسية خلال 40 عاما.
مر أكثر من أسبوعين منذ استفتاء استقلال إقليم كتالونيا، الذي أغرق إسبانيا في أسوأ أزمة سياسية خلال 40 عاما، وأعلنت حكومة مدريد أنها ستتخذ خطوة غير مسبوقة بتعليق الاستقلال الذاتي لكتالونيا وفرض حكم مباشر.
وبعد إصراره على استفتاء الاستقلال، هل فقد الإقليم حكمه الذاتي بقرار من الحكومة المركزية في مدريد؟ إجابات قاسية طرحتها الحكومة الإسبانية للإجابة عن هذا السؤال.
لماذا هددت مدريد؟
حذر رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، حكومة كتالونيا من أن سعيها نحو الاستقلال غير قانوني وغير دستوري، وأعطى رئيس كتالونيا كارلوس بوجديمون، فرصة حتى صباح الخميس؛ للتخلي عن حملته الانفصالية والعودة إلى "النظام الدستوري".
ورفض بوجديمون الامتثال للأمر، ورد بالتهديد بإعلان استقلال من جانب واحد إذا حاولت الحكومة الإسبانية تعليق الحكم الذاتي.
كيف اتخذ القرار؟
عبر عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء، السبت، للاحتكام إلى المادة 155 من دستور البلاد لعام 1978. وينص الإجراء الذي لم يستخدم من قبل، على أنه "إذا لم يفِ مجتمع ذاتي الحكم بالتزاماته التي يفرضها عليه الدستور أو القوانين الأخرى، أو يتصرف على نحو يضر المصالح العامة لإسبانيا، فإن الحكومة، بعد التقدم بشكوى لرئيس المجتمع ذاتي الحكم والفشل في الحصول على رد مرضٍ، ربما، وبعد الحصول على موافقة أغلبية مجلس الشيوخ، تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لإرغام هذا المجتمع على الامتثال للإجراءات، أو لحماية المصالح العامة المذكورة".
وبتعبير آخر، إذا فشل رئيس كتالونيا في اتباع القوانين، فإن الحكومة الإسبانية ستتقدم بمقترحاتها لمناقشتها بمجلس الشيوخ والتصديق عليها، وبناءً على ذلك، فإن آثار المادة 155 لن تدخل حيز التنفيذ لبعض الوقت.
ماذا سيحدث؟
في وقت سابق هذا الأسبوع، قال متحدث باسم الحكومة، إن أحكام المادة 155 ستطبق بحكمة.
وقال: "المادة 155 ليست موضوعة لإلغاء الاستقلال الذاتي لكتالونيا، ولكن للتأكد أنه في إطار القانون"، مشيرا إلى أنهم تصوروا مجموعة من السيناريوهات، وسيتم تطبيق المادة 155 بناءً عليها.
وقال المتحدث إن أحد الإجراءات قيد النظر سيكون إغلاق سفارات كتالونيا بالخارج.
كذلك قد يستخدم راخوي المادة للمطالبة بانتخابات إقليمية جديدة على أمل أن تأتي بإدارة أكثر استعدادا للبقاء في إسبانيا، ومع ذلك يمكنها أن تؤثر عكسيا إذا وجد الساسة الانفصاليون أنه تمت إعادتهم إلى مناصبهم بحصة أعلى من الأصوات.
وتتكون الحكومة الكتالونية الحالية من ائتلاف من أحزاب مؤيدة للاستقلال والتي حصلت على 47% من الأصوات في انتخابات 2015.
ما البديل؟
الأربعاء، أشارت مصادر حكومية إسبانية إلى أن مدريد ستكون مستعدة لتأجيل استخدام المادة 155 إذا كان رئيس كتالونيا سيدعو إلى انتخابات إقليمية مبكرة دون تأكيد الاستقلال.
لكن وزير الخارجية الكتالوني، راؤول روميفا، قال إن مثل هذه الخطوة لم يتم أخذها في الاعتبار، مضيفا: "الانتخابات من وجهة نظرنا ليست خيارا".
هل ستنتهي الأزمة؟
مشكوك في ذلك للغاية، حيث اكتسبت جهود استقلال كتالونيا زخما خلال السنوات الماضية، ويقول دعاة الاستقلال إنهم في هذا الأمر منذ فترة طويلة، وبالمثل، فإن الحكومة الإسبانية لا تستطيع التراجع عندما يتعلق الأمر بهذا التحدي المباشر للوحدة الوطنية والإقليمية.
aXA6IDE4Ljk3LjE0LjgwIA== جزيرة ام اند امز