"قطط العام الفائت" تروي ثورة 25 يناير بقالب فانتازي
الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد يسترجع في أحدث رواياته "قطط العام الفائت" ثورة 25 يناير بسخرية ممزوجة بالنقد المستتر
أصدر الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد أحدث رواياته "قطط العام الفائت" التي يسترجع فيها أحداثا سابقة من ثورة 25 يناير بسخرية ممزوجة بالنقد المستتر وبقالب من الفانتازيا غير معهودة في أعماله السابقة.
جاءت الرواية في 386 صفحة من القطع المتوسط عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة وهي الرواية الـ17 في سلسلة كتابات المؤلف السكندري التي تضم 7 مجموعات قصصية إضافة لكتب أخرى متنوعة.
وتدور أحداث "قطط العام الفائت" في العام 2011 في بلد اسمه "لاوند" قامت فيه ثورة في نفس اليوم الذي حدثت فيه الثورة في "مصرايم" المجاورة، كما يذكر الكاتب في المقدمة.
الحاكم "أمير أبو العساكر" ومساعدوه "مدير المحن والأزمات" و"وزير الأمن والأمان" و"السر عسكر" ناظر الحربية هم شخصيات الرواية التي لن يعاني القارئ في إسقاطهم على الواقع في مصر وتحديد هويتهم الحقيقية.
وتبدأ الفانتازيا بكشف القدرات الخارقة للشخصيات مثل مدير المحن والأزمات الذي يستطيع تحويل ذراعيه إلى ثعبانين يعذب بهما المعتقلين والمعارضين .
ولاستكمال مقاربة الرواية مع الواقع يقدم المؤلف جماعة "النصيحة والهدى" التي تستغل الدين في السياسة للوصول إلى الحاكم وتتعاون مع الحاكم في الخفاء بينما تعاديه في العلن.
تطول الأحداث وتتشعب ويطرح المؤلف مزيدًا من الشخصيات من الشباب الذين يقودون الثورة ضد الحاكم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي في حين لايتخذ الحاكم أي إجراءات لتغيير الأوضاع بل يستقدم المزيد من الأسلحة الفتاكة الحديثة لمواجهة الثوار، وكأن المؤلف أراد أن يبلور فكرة أنه مهما عاد الزمن سيكرر الحكام أخطاءهم وسيبقى الشباب على حماسته ورغبته في التغيير.
لجوء المؤلف للفانتازيا في إعادة طرح الثورة ربما ينم عن أشياء كثيرة قد يكون أبرزها "غصة" لا تزال في حلقه مما آل إليه حال فئة الشباب التي أطلقت انتفاضة 25 يناير وكانت ملء السمع والبصر في الفضائيات ووسائل الإعلام آنذاك ثم توارت عن الأعين ولم يعد لها أي دور أو نشاط سياسي.
كذلك استعانته بشخصية محبوبة غابت عن الدنيا مثل الممثلة سعاد حسني التي استغل طيفها في إلهاب حماس الشبان وبث الأمل فيهم وفي الوقت نفسه إلهاء الحاكم ومعاونيه قد يكون من قبيل التأكيد على أهمية الفن والثقافة في حياتنا واسترجاعا لمعانٍ حلوة تغيب في أحداث الواقع.