الإسراء والمعراج.. كيف يحيي المسلمون ذكرى ليلة "الرحلة المعجزة"؟ (خاص)
يحيي المسلمون في ليلة 27 رجب ذكرى رحلة الإسراء والمعراج التي انتقل فيها النبي محمد من مكة إلى بيت المقدس ثم إلى السماوات العلا.
وتقام احتفالات رسمية في بعض الدول الإسلامية، واحتفالات شعبية في دول أخرى، وتتعدد مظاهر الاحتفال حسب تقاليد كل دولة، لكن هناك سمات مشتركة لمظاهر الاحتفال.
من الناس مَن يفضل صيام شهر رجب بأكمله، أو أجزاء كثيرة منه، أو الصيام في ذكرى ليلة الإسراء والمعراج، ومنهم مَن ينخرط في حلقات ذكر أو مجالس علم لدراسة تفاصيل الرحلة.
"العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من علماء الأزهر الشريف، وسألتهم: "كيف يحيي المسلمون ذكرى رحلة الإسراء والمعراج؟".
"إحياء الذكرى بالعلم"
يقول الدكتور السيد سليمان من علماء الأزهر الشريف: علينا أن نحييها بتلاوة القرآن وسرد أحداث معجزة النبي.
ويضيف سليمان لـ"العين الإخبارية": إننا حتى ونحن في الجنة سنظل نقرأ هذه المعجزة، لأنها موجودة في كتاب الله، والقرآن كتاب الله الذي سيكون معنا في الجنة.
ويشير إلى أن الصيام مباح في هذه الذكرى لكن علينا أن نحييها بالعلم والدرس ودحض الشبهات التي تشاع حولها حتى يتربى جيل من أهل الإسلام على سيرة ومعجزات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويوضح أن شهر رجب من الأشهر الحرم التي يستحب فيها الصيام والذكر والأعمال التي تقربنا لله.
"نحيا بها"
أما الدكتور مصطفى سعفان من علماء وزارة الأوقاف المصرية، فيعلق على السؤال بقوله: "نحن لا نحيي الليلة، وإنما نحيا بالليلة، فنحن نحيا بذكرى الإسراء والمعراج".
ويوضح سعفان لـ"العين الإخبارية": علينا أن نأخذ من الإسراء والمعراج الدروس المستفادة من خلال الحديث عن سيرة النبي وذكراه العطرة.
ويطالب سعفان بالحديث عن رحلة الإسراء والمعراج والنبي طوال شهر رجب مع التركيز على تفاصيل هذه الرحلة المعجزة وتعليمها لأنفسنا وأولادنا.
ويكشف أن من دروس الإسراء والمعراج: الثبات على المبدأ، فالنبي لم يغيّر كلامه وروايته للأحداث مهما كذبوه، وعلينا أن نتعلم الثبات من هذه الذكرى.
ويستكمل: "ليس هناك مانع من التوسعة على الأولاد في هذه الذكرى، وفي اللجوء إلى الله، لكن علينا أن نربط كل فعل نفعله فيها بسيرة النبي ودروس هذه الرحلة".
الفرح برسول الله
ويرى الدكتور سامي العسالة مدير إدارة التفتيش الديني بوزارة الأوقاف المصرية أن إحياء الليالي المباركة كليلة الإسراء والمعراج وليلة مولد النبي أو ليلة النصف من شعبان، إنما يكون بالإكثار من الطاعات ونوافل البر والخيرات التي نحن مطالبون بها في الأيام العادية، إلا أنه علينا زيادتها في هذه الليالي بصفة خاصة.
ويضيف العسالة لـ"العين الإخبارية": علينا بالقيام بالصيام والإنفاق في سبيل الله والتوسعة على الأهل والأحباب والصلاة على النبي وتلاوة القرآن.
ويتابع: "يا حبذا لو كانت هناك احتفالات بهذه الذكرى وعلينا أن نشارك فيها، وأن تكون بها دروس علم عن السيرة النبوية وخصوصا رحلة الإسراء والمعراج، وقراءة القرآن وذكر الله، لأننا بذلك نفرح برسول الله".
ويوضح أن المثل التي شاهدها والآيات التي رآها تفيدنا في تجنب المعاصي والتقرب من الطاعات، مؤكدًا أن الإسراء والمعراج رحلة تكشف عن مكانة ومقام النبي.