لأول مرة منذ 6 سنوات.. إحياء ذكرى المولد النبوي بجامع النوري بعد تكفل الإمارات بترميمه
بعد انقطاع دام أكثر من 6 سنوات، أحيا العشرات من أهالي الموصل وعدد من علماء المسلمين وديانات أخرى، الأحد الماضي، احتفالية بذكرى المولد النبوي، عند أطلال جامع النوري الكبير وسط المدينة.
وزينت أضواء الاحتفال الركام والأكوام المتناثرة، من بقايا مسجد النوري، أحد أهم المعالم الأثرية والدينية في الموصل الحدباء.
وعقب صلاة جماعية حضرها جمع غفير عند باحة الجامع الكبير، انطلقت طقوس الاحتفال بذكرى المولد النبوي وسط آمال ودعوات أن تعود الحياة إلى المدن التي دمرها تنظيم داعش الإرهابي.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة، وقعت مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو" مشروع إعادة بناء وترميم الجامع النوري ومنارته الحدباء في مدينة الموصل العراقية، في خطوة تمثل اهتمام الإمارات الدائم بالحفاظ على التراث الإنساني والثقافي، ليس فقط في العراق، بل على مستوى العالم،
وعلى بعد أمتار من بقايا مئذنة النوري الكبير، التي لم يتبق منها سوى آثار قاعدتها، شيد مسرح بسيط اعتلى منصته مجموعة من الشباب بملابس تقليدية وهم يضربون الدفوف ويصدحون بالمناقب والأناشيد الدينية.
مدير أوقاف محافظة نينوى أبو بكر كنعان، أكد أن "هذه أول احتفالية بمناسبة المولد النبوي الشريف في جامع النوري الكبير، هذا المسجد الذي كان له مكانة كبيرة قبل تفجيره وكانت دائما تقام فيه الاحتفالات المركزية في مناسبة المولد".
بدوره، عبّر مسؤول كنائس السريان الكاثوليك، رائد عادل، عن سعادته بحضور احتفالية المولد النبوي، والاستماع إلى المناقب النبوية ومشاركة المسلمين لفرحتهم بهذه المناسبة.
وقال عادل، إن "هذه ليست أول مرة يتم دعوته لحضور احتفالية المولد النبوي، بل هي الثانية التي يلبي فيها الدعوة"، مبيناً أن "هذا الأمر إن دل على شيء يدل على مدى المحبة والتعايش بين المسلمين والمسيحيين".
وأقيمت في صيف عام 2017 احتفالات رسمية بمناسبة تحرير الموصل على أيدي القوات العراقية وتحالف دولي، من أيدي التنظيم الإرهابي الذي احتل لأكثر من ثلاث سنوات مساحات واسعة من العراق منذ عام 2014 وجعل من الموصل عاصمة له.
وكان عناصر من تنظيم داعش الإرهابي أقدموا على تفجير جامع النوري الكبير ومئذنته الشهيرة، بعد تفخيخها في أواخر عمليات التحرير عام 2017، بعدما لم يتبق لهم سوى مناطق محدود عند مدينة الموصل القديمة.
وعقب عمليات التحرير، جمعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) نحو 100 مليون دولار منذ عام 2019، نصفها جاء من من الإمارات العربية المتحدة وحدها، كجزء من مشروع "إحياء روح" الموصل.