"أفريقيا الوسطى".. أرض "الماس" تتأهب لنهاية النفق المظلم
رغم امتلاكها موارد طبيعية تؤهلها لأن تصبح من الدول الغنية لكن حالها كحال معظم دول أفريقيا تعاني من الفقر بسبب النزاعات الداخلية.
إنها جمهورية أفريقيا الوسطى، الدولة الفقيرة الواقعة في القارة السمراء، التي تعاني حربا أهلية منذ 2013، ورغم ذلك تنتخب اليوم الأحد رئيسا لها.
وتبلغ مساحة جمهورية أفريقيا الوسطى 622 ألفا و984 كيلومترا مربعا، وتحيط بها تشاد والسودان وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو والكاميرون، وهي من الدول المغلقة حيث لا منفذا لها على البحر.
وتأتي جمهورية أفريقيا الوسطى في المرتبة 188 من أصل 189 دولة في مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2019، حيث يعيش نحو 71% من سكانها البالغ عددهم 4,9 مليون نسمة تحت خط الفقر بحسب إحصائيات البنك الدولي.
وتتمتع هذه الدولة رغم فقرها، بموارد طبيعية هائلة، ربما كانت سببا فيما تعانيه من اضطرابات داخلية، وتجاذبات خارجية.
وتعتبر جمهورية أفريقيا الوسطى غنية باليورانيوم والماس والأخشاب والذهب، إلى جانب القطن والقهوة والتبغ، فضلا عن الثروة الحيوانية التي تعتبر مصدرا مهما للدخل.
حروب داخلية
تعاني جمهورية أفريقيا الوسطى من اضطرابات ونزاعات داخلية مزمنة، بدأت منذ عام 1965 وتحديدا في ديسمبر/ كانون الأول من هذا العام، حيث أطيح بديفيد داكو كأول رئيس منذ الاستقلال عام 1960، في انقلاب قام به جان بيديل بوكاسا الرئيس ثم الإمبراطور الذي تميز عهده بمغامرات تنم عن جنون العظمة وانتهاكات.
في سبتمبر/ أيلول/ 1979، طُرد بوكاسا من السلطة، بتدخل فرنسي، وأعاد داكو تأسيس الجمهورية لكنه اضطر للتنازل عن السلطة بعد عامين للجيش، وبعد اعتماد إحلال التعددية الحزبية، انتخب أنج فيليكس باتاسيه رئيسا في 1993.
وفي الفترة بين 1996 و2001، شهدت البلاد ثلاث حركات تمرد وانقلابا فاشلا، وفي 2003 أطاح فرانسوا بوزيزيه رئيس أركان الجيش السابق الذي انضم إلى التمرد، بباتاسيه وأعلن نفسه رئيسا.
ومنذ 2005، تواجه البلاد حركات تمرد استولت على مناطق في الشمال لكن استعادتها السلطة بمساعدة فرنسا أو الجيش التشادي.
حرب أهلية من 7 سنوات
في مارس/آذار 2013 استولى متمردو تحالف "سيليكا" المتنوع على بانغي وأطاح بوزيزيه، وأعلن ميشال جوتوديا نفسه رئيسا.
وأدت انتهاكات "سيليكا" ذات الغالبية المسلمة، ضد السكان وغالبيتهم من المسيحيين، إلى إنشاء مليشيا مضادة اسمها "انتي بالاكا" ضد المسلمين.
وخوفا من عمليات إبادة جماعية، أطلقت فرنسا عملية سانغاريس (2013-2016)، بتفويض من الأمم المتحدة، وفي 2014، أطلقت الأمم المتحدة مهمتها (مينوسكا).
واستقال ميشال جوتوديا تحت ضغط دولي، وبعد فترة انتقالية انتخب فوستان أرشانج تواديرا رئيسا في 2016، وهو يسعى إلى ولاية ثانية في انتخابات الأحد.
وتم إنشاء محكمة جنائية خاصة (بي إس سي) في 2018 بينما ستحاكم المحكمة الجنائية الدولية ألفريد ياكاتوم وباتريس إدوار نغايسونا القياديين السابقين في ميليشيا انتي بالاكا بتهمة ارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتراجع العنف منذ توقيع اتفاق سلام في فبراير/شباط 2019، لكن المجموعات المسلحة ما زالت تسيطر على ثلثي الأراضي.
وتسببت الاشتباكات في مقتل الآلاف ودفعت بنحو ربع سكان جمهورية إفريقيا الوسطى إلى المنفى.
وتشير التقديرات إلى أنه في 2021، سيحتاج 2,8 مليون من سكان إفريقيا الوسطى إلى مساعدة إنسانية وحماية بينما أدى انتشار فيروس كورونا المستجد إلى تفاقم الوضع، حسب الأمم المتحدة.
ومنذ 2018، تقود موسكو تحركا دبلوماسيا وماليا واسعا في جمهورية أفريقيا الوسطى مقابل تنازلات كبيرة للشركات الروسية لاستثمار الذهب والماس خصوصا.
aXA6IDMuMTM5LjIzNC4xMjQg
جزيرة ام اند امز