رجال ترامب يتخلون عنه بعد موقفه من هجوم شارلوتسفيل
3 رؤوساء تنفيذيين لشركات أمريكية كبرى يستقيلون من مجلس استشاري في أقوى تعنيف يواجهه رئيس أمريكي من مجتمع الأعمال.
أعلن 3 رؤوساء تنفيذيين لشركات أمريكية كبرى استقالتهم من مجلس أعمال رئاسي اعتراضا على رد الفعل الأول للرئيس دونالد ترامب على الهجوم الذي شهدته مدينة شارلوتسفيل بفرجينيا، في أقوى تعنيف يواجهه رئيس أمريكي في التاريخ من مجتمع الأعمال في الولايات المتحدة.
وكان كينيث فرازير الرئيس التنفيذي لشركة "ميرك" للأدوية أول المستقيلين من المجموعة، التي تضم عددا من كبار رجال الأعمال الأمريكيين المخولين بتقديم نصائح لترامب، وتبعه كيفن بلانك مؤسس ورئيس شركة الملابس الرياضية "أندر أرمور"، ثم بريان كرزانيتش الرئيس التنفيذي لعملاق الإلكترونيات العالمي "إنتل".
ورغم أن الثلاثة رؤوساء لم يذكروا ترامب في أسباب استقالتهم، إلا أن فرازير أحد أبرز الرؤوساء التنفيذيين السود في أمريكا قال إنه يتصرف بناء على "مسألة ضمير شخصي"، وذلك بينما كان ترامب يواجه هجوما لإخفاقه في إدانة العنصريين البيض لهجومهم الدامي في شارلوتسفيل، والذي أودى بحياة امرأة وجرح 19 شخصا.
وأرجع بلانك وكرزانيتش، وهما بيض، سبب استقالتيهما إلى "الجو المشحون" في الولايات المتحدة، حيث قال بلانك إنه ينسحب لأن شركته "تنخرط في الابتكار والرياضة وليس السياسة".
بينما قال كرزانيتش، الذي يقود أقوى شركة لإنتاج الرقاقات في العالم، إن سبب استقالته هو "المناخ السياسي المنقسم"، معلنا أن "البيئة الحالية يجب أن تتغير أو ستصبح أمتنا ظلا لما كانت عليه يوما وما يمكن وينبغي أن تكون عليه".
- ترامب يرضخ للانتقادات ويدين "أعمال العنف العنصرية" في شارلوتسفيل
- اشتباكات ودهس في فرجينيا.. وترامب يدعو للوحدة
ورضخ ترامب في النهاية، أمس الإثنين، إلى الضغط منددا بمجموعات الكراهية العنصرية، إلا أن الضرر كان قد وقع بالفعل.
وانضم فرازير وبلانك وكرزانيتش إلى صفوف إيلون ماسك رئيس "تسلا"، وبوب إيجر رئيس "والت ديزني"، وترافيس كالانيك رئيس "أوبر"، ليكونوا المديرين التنفيذين الذين تخلوا عن فرق الأعمال التي شكلها ترامب، متخذين بذلك خطوات غير عادية بإبعاد نفسهم علنا عن الرئيس الأمريكي الحالي.
وقال جيمس بوست أستاذ الإدارة في كلية الأعمال بجامعة بوسطن الأمريكية، لوكالة "بلومبرج" الإخبارية، إن "قيمة المجلس الاستشاري تنخفض عندما يغادر أعضاؤها المحترمون بسبب قضايا المبدأ"، مضيفا أنه "بينما ادعى ترامب أنه يتعلم من المجلس يبدو الآن أنه يستمع فقط عندما يوافقونه الرأي".
وأثار قرار فرازير، أول المستقيلين، غضب الرئيس الأمريكي، حيث خرج ترامب بعدها بنحو ساعة عبر حسابه على موقع "تويتر" لينتقد الرئيس التنفيذي لشركة الأدوية.
وقال ترامب: "والآن بعد استقالة كين فرازير من مجلس الصناعات الرئاسي، سيكون لديه المزيد من الوقت لتخفيض أسعار الأدوية الناهبة!"، مضيفا في تغريدة أخرى: "(شركة) ميرك رائدة في رفع أسعار الأدوية بينما في الوقت نفسه تزيل وظائف من الولايات المتحدة.. أعيدوا الوظائف وأخفضوا الأسعار!".
ورغم استكمال ترامب انتقاده لفرازير معظم اليوم، ظل العشرات من الرؤوساء التنفيذيين الآخرين الذين وافقوا على منح استشارات لترامب في صمت تام، حيث لم يخرج أي منهم غير فرازير لانتقاد رد الفعل الأول للرئيس الأمريكي على هجوم شارلوتسفيل.
ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن صمت الرؤوساء التنفيذيين هو تذكرة بأنه رغم استعداد الشركات الضخمة لاتخاذ موقف علني في العديد من قضايا المجتمع المثيرة للخلاف، إلا أنهم أيضا يطمعون في علاقات جيدة مع البيت الأبيض، وهم حريصون على عدم تعريض علاقتهم بالرئيس للخطر.
ونقلت الصحيفة عن مايكل سترين الخبير الاقتصادي في معهد المشروع الأمريكي المحافظ، قوله إن "قادة الشركات يشعرون ببعض التحفظ عن الحديث علنا؛ لأنهم يخشون من أن يتم مهاجتهم بالاسم من قِبَل الرئيس".
aXA6IDE4LjE5MS4xNTQuMTMyIA== جزيرة ام اند امز