من هو محمد مهدي أبرز قادة المتمردين في تشاد؟
برز في الأيام الأخيرة اسم محمد مهدي علي، أبرز قادة المتمردين التشاديين، الذين قتلوا الرئيس الراحل إدريس ديبي بمعارك في شمال البلاد.
وأصبح اسم الرجل في صدارة عناوين الأخبار، وتغطية حدث مقتل الرئيس القوي إدريس ديبي بعد يوم من انتخابه رئيسا لولاية سادسة.
فمن هو محمد مهدي علي؟
قسمات وجه الرجل الصحراوي لا تشي بالكثير من تفاصيل حياته، المركبة، لكنها لا تدع مجالا للشك أن الرجل أحد مقاتلي الصحراء.
لثامه الصحراوي ونظراته، وزيه العسكري الداكن، وشحوب وجهه، أمارات كافية لليقين أن الرجل أحد أمراء الحرب في منطقة أفريقية مضطربة.
لكن ما استقر عليه الرجل الأول بين متمردي تشاد، احتاج لتحول دراماتيكي ومتداخل في مراحل حياة محمد مهدي علي.
ولد محمد مهدي علي في العاصمة التشادية نجامينا عام 1964، في عائلة من مجموعة قبائل القرعان التي ينتمي إليها أيضا الرئيس الراحل حسين حبري.
عاش محمد مهدي أو مهادي كما يدعوه التشاديون، طفولة طبيعية في كنف أسرة ميسورة الحال، من أصحاب الحظوة لدى الرئيس حبري، وحصل على شهادة باكالوريا (الثانوية العامة)، وابتعثه عمه -وهو تاجر كبير- إلى الدراسة في فرنسا.
ثأر مع ديبي
وصل مهادي إلى مدينة ريمس الوادعة شمال فرنسا عام 1989، ليبدأ دراسة الاقتصاد، ويعيش حياته الخاصة، لكن ميوله السياسية غلبت عليه فاعتنق الفكر الاشتراكي، الرائج حينئذ في البلدان الأوروبية والأفريقية.
بعد عام من مغادرته تشاد، أطاح إدريس ديبي بابن عمه حسين حبري من الرئاسة، ولجأت عائلته إلى الإقامة في نيجيريا، بما في ذلك عمه؛ الذي كان ضحية لاعتقال استهدف المقربين من الرئيس المطاح به.
ورغم مكوثه 25 عاما بفرنسا، لم يطلب مهادي الجنسية، على غرار زوجته، التي تقول لصحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية في مقابلة قبل سنوات إن عناده منعه من ذلك.
عناد الزعيم المتمرد حدا بالرجل إلى تركِ فرنسا والنضال في الأحزاب الاشتراكية إلى الذهاب نحو ساحات القتال، وحمل السلاح؛ فكان في مقدمة المعارضة المسلحة التي اقتربت من إسقاط قصر ديبي في نجامينا عام 2008، بعد انهيار الاتفاق الموقع عام 2005.
بين دارفور والأراضي الليبية وشمال تشاد وفرنسا، رسّخ مهادي اسمه لسنوات كأحد أمراء الحرب في المنطقة، وأبرز الأعداء الألداء لإدريس ديبي المصرّين على الإطاحة به.
الصعود للقيادة
فلم يكلف الصعود في الصفوف الأولى لقادة التمرد مهدي الكثير، نظرا لتكوينه السياسي، والدعم الفرنسي، فعاد إلى ليبيا 2015، ووحد القوات المسلحة بأوامر من محمد نوري، الزعيم التاريخي للتمرد التشادي، وشكل مع المتمردين جبهة التغيير والوفاق في تشاد، المعروفة بـ’FACT”، وتولى رئاستها في العام الموالي.
استقر مهادي في ليبيا يجوب الحدود بينها وبين تشاد، ويجر تحت إمرته آلاف المقاتلين التشاديين، وبين كر وفر تنتهي المعارك مع جيش ديبي سجالا.
لكن المتمردين المسلحين تحت قيادة مهادي وآخرين من زعماء المعارضة المسلحة، باغتوا الجيش التشادي في نشوة انتصار ديبي الانتخابي، وأسقطوا ماريشال تشاد قتيلا، شمال البلاد، في قصة لم تروَ تفاصيلها الكاملة، وقد تبقى طيّ الكتمان في سفر التاريخ.