رئاسيات تشاد.. السلطة الانتقالية في اختبار الصناديق
أقطاب السلطة بتشاد في اختبار انتخابات رئاسية يستعد لها البلد الأفريقي، من المنتظر أن تضع حدا لمرحلة انتقالية استمرت 3 سنوات.
ويستعد الناخبون التشاديون للإدلاء بأصواتهم في اقتراع يجري بعد غد الإثنين، لاختيار ساكن جديد لقصر الرئاسة في نجامينا، من بين 10 مرشحين، أبرزهم الرئيس المؤقت، محمد إدريس ديبي ورئيس وزرائه سوكسيه ماسرا.
وللمرة الأولى، يواجه ديبي الابن اختبار الصناديق بعد 3 سنوات من صعوده للحكم في أبريل/نيسان 2021 عندما تم تنصيبه رئيسا من قبل الجيش عقب مقتل والده إدريس ديبي في ساحة المعركة بعد أكثر من 30 عاما من الحكم.
وفي البداية، التزم الجنرال البالغ من العمر 40 عاما بتسليم السلطة إلى المدنيين بعد فترة انتقالية تستمر 18 شهرا، لكنه مددها لاحقا قبل أن ينضم إلى السباق الانتخابي.
مواجهة عنيفة
قائمة المرشحين العشرة ليست هي ما يستقطب متابعي هذه الانتخابات، بل ينصب الاهتمام بشكل أكبر على اثنين فقط منهم، وتحديدا على التصادم الحاصل بين ديبي الابن ورئيس وزرائه سوكسيه ماسرا، وهو الذي عينه بنفسه في الأول من يناير/كانون الثاني الماضي.
صراع غير مسبوق ومواجهة عنيفة بين الرجلين القويين يسيل الكثير من الحبر ويخطف الأضواء من 8 مرشحين آخرين يقفون بدورهم على خط السباق.
وماسرا البالغ من العمر 40 عاما، كان يعتبر من أشرس معارضي النظام حتى توقيع اتفاق كينشاسا الذي سمح له بالعودة من المنفى في نهاية عام 2023، ليلتحق بالسلطة، وهذا ما يجعل من تركيبته وملامحه السياسية مزيجا مشحونا بالتناقضات ومثيرا للاهتمام.
وينتظر الرجلان نتائج خيارات أكثر من 8 ملايين تشادي مدعوون بعد يومين للإدلاء بأصواتهم في اقتراع يبدو مفتوحا على جميع السيناريوهات وتتخلله مخاوف من حدوث أزمة.
حاسم
في قراءته لحظوظ ديبي الابن في الانتخابات، يقول الباحث التشادي ريمادجي هوناتي، إن "تصويت يوم الإثنين سيكون حاسما بالنسبة للرئيس المؤقت".
ويضيف هوناتي، في حديث لإعلام فرنسي، أنه "في حال حصل ديبي الابن على أصوات الناخبين ليكون رئيسا، فإن ذلك سيسمح له بالتحرر من وضعه باعتباره وريثا لوالده".
ومستدركا: "لكن ليس هناك شيء محسوم، لأن الحملة الانتخابية أظهرت أن المنافسة كانت أكثر انفتاحا مما كنا نعتقد في البداية، وهذا ما يجعل كل السيناريوهات ممكنة".
أما بالنسبة لرئيس الوزراء، فيعتقد المختص التشادي في علم الاجتماع جونديو لاديبا، أنه يحظى بقبول شعبي واسع خصوصا مع بدء حملته الانتخابية والتي منحت فرصة للناخبين للتعرف عليه وعلى برنامجه.
ويقول لاديبا لإعلام فرنسي إن "بعض التشاديين الذين لم يكونوا مهتمين بهذه الانتخابات، باتوا يرون أنه مرشح جاد وقادر على الفوز".
لكن الحقيقة الأخرى التي لا يجب إغفالها، وفق الخبير، هي أنه بإمكان محمد إدريس ديبي قلب المعادلة من خلاله اعتماده على ائتلاف يضم أكثر من 210 أحزاب سياسية يقودها "الحركة الاشتراكية"، وهو الحزب الذي أسسه والده وحكم تشاد لأكثر من 30 عاما.
كما يمكنه أيضا التعويل على أكثر من 1000 جمعية من منظمات المجتمع المدني، أي أنه يمتلك الكثير من الإمكانيات والوسائل التي يمكن أن تعبد له الطريق نحو قصر نجامينا.
وخلص لاديبا إلى أن "الرئيس الانتقالي يراهن أيضا على النصر، لأن النظام وفر له كل ما هو ضروري للفوز، والتحدي هو معرفة ما إذا كانت ستكون هناك جولة ثانية” للاقتراع، في إشارة ضمنية إلى إمكانية مرور الرجلين القويين لدورة ثانية.
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg جزيرة ام اند امز