رئيس منتدى دافوس: قمة الحكومات فرصة لتجاوز التحديات الاقتصادية المقبلة
كلاوس شواب يقول إن على الحكومات خلق الوعي الكافي لديها بالمتغيرات الجذرية التي ستحدث في العالم في ظل تنامي قوة الثورة الصناعية الرابعة.
قال الدكتور كلاوس شواب رئيس ومؤسس منتدى الاقتصاد العالمي (دافوس)، الأحد، إن "الابتكار سيكون هو العنصر الحاسم في التنافسية الاقتصادية وليس الموارد الطبيعية في ظل استبدال القدرات البشرية بالذكاء الاصطناعي في الكثير من القطاعات".
جاء ذلك في كلمة ألقاها شواب في الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة من القمة العالمية للحكومات التي تستضيفها دبي ويشارك فيها نخبة من خبراء التنمية والاقتصاد وصناع القرار في العالم.
وأضاف "شواب" أن على الحكومات خلق الوعي الكافي لديها بالمتغيرات الجذرية التي ستحدث في العالم في ظل تنامي قوة الثورة الصناعية الرابعة القائمة على المعرفة والابتكار والإبداع في القطاعات الاقتصادية وليس الموارد الطبيعية كالنفط وغيرها.
وأوضح "شواب" أن العالم يمر حالياً بمرحلة من عدم اليقين بسبب تحوله من أحادي القطب إلى متعدد الأقطاب؛ بحيث باتت الكثير من الدول العظمى تلعب أدواراً متعددة في المشهد العالمي "وذلك يستدعي الكثير من الجهود لإيجاد أرضيات مشتركة للتغلب على التحديات التي تواجه الحكومات في قطاعات الطاقة والنقل والاتصالات".
وذكر "شواب" أن على الحكومات أن تعي بمخاطر التكنولوجيا الحديثة على سوق العمل؛ حيث من الممكن أن يفقد الكثير وظائفهم بسبب التقدم الهائل في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وإنترنت الأشياء.
وأعرب "شواب" عن اعتقاده أن العالم في ظل العولمة الاقتصادية والتكنولوجية "أصبح عبارة عن منظومة واحدة مترابطة، لذا يجب أن يعمل الجميع معاً من أجل ألا تخرج هذه المنظومة عن السيطرة".
وقال إن المنظومة العالمية الاقتصادية حالما تخرج عن نطاق السيطرة "فإننا سنواجه عواقب وخيمة إذا لم نستطع أن نحاكي التحديات التي تواجهها".
وأشار "شواب" إلى أن هناك 3 عوامل باتت هي اللاعب الرئيسي في اقتصاديات الدول وهي: سرعة التغيير والثورة الصناعية الرابعة والموجة الشعبوية في الدول الكبرى "ولكل هذه العوامل تحديات كبيرة يجب على الحكومات العمل على تجاوزها".
وأكد "شواب" أن القمة العالمية للحكومات التي تستضيفها دبي تعتبر فرصة مناسبة لاقتراح الحلول المناسبة التي تساعد الدول في تجاوز التحديات الاقتصادية المقبلة في ظل سرعة التطورات التكنولوجية.
وقال محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الإماراتي، إن العالم تغير بشكل سريع في السنوات القليلة الماضية "والكثير من الحكومات لم تواكب هذه المتغيرات؛ حيث ظلت أدوارها ثابته ولم تتطور خدماتها".
وأكد القرقاوي في الجلسة الافتتاحية أن الحكومات حول العالم ستواجه تحدياً كبيراً في المستقبل المنظور "وأن لم تغير أساليبها في العمل فإن هناك قطاعاً كبيراً مستعداً لأخذ زمام الأمور، وهو القطاع الخاص والشركات العالمية الكبرى".
وأشار القرقاوي إلى أن لدى الشركات العالمية القدرة في منافسة الحكومات بمجالات حيوية ومهمة مثل البحث العلمي والتطوير ومجالات الطاقة البديلة والاتصالات السريعة والنقل الذكي "وكلها متغيرات ستحدث لا محاله في السنوات القليلة المقبلة، لذلك علينا الاستعداد للتعامل معها".
وقال القرقاوي إن دور الحكومات بشكلها التقليدي "لا يمكن أن يواكب التطور الحاصل في تلك المجالات ولا يمكنها أن تؤثر في المستقبل".
وأضاف القرقاوي: "لا بد أن تتحول الأعمال الحكومية إلى منصات إلكترونية شاملة لتقديم الخدمات المختلفة بشكل ذكي وسريع يتجاوب مع متطلبات نمط الحياة السريعة وسوق العمل".
وتناقش القمة العالمية للحكومات التي تعقد برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على مدى 3 أيام، آليات واستراتيجيات جديدة للعمل الحكومي وتوحيد الجهود لتجاوز التحديات التنموية التي تواجهها الدول.
كما تستعرض القمة أفضل التجارب الحكومية فى العالم بمشاركة 600 متحدث من مستشرفي المستقبل والخبراء والمتخصصين في أكثر من 200 جلسة حوارية رئيسية وتفاعلية تتناول القطاعات المستقبلية الحيوية، إلى جانب مشاركة أكثر من 120 رئيساً ومسؤولاً في شركات عالمية بارزة.
ومن المقرر أن تصدر القمة أكثر من 20 تقريراً تشكل مرجعية عالمية لشؤون العمل الحكومي المستقبلي تتضمن أرقاماً ومعطيات وخلاصة دراسات تساعد صناع القرار والمسؤولين على رسم استراتيجيات استشرافية.