إنجاز للعرب.. رئيس مؤسسة الإمارات للطاقة النووية يقود "المنظمة الدولية للمشغلين"
أصبح محمد إبراهيم الحمادي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، أول عربي يترأس المنظمة الدولية للمشغلين النوويين.
والإنجاز غير المسبوق للعرب، تم بالتصويت خلال الاجتماع العام للمنظمة الدولية للمشغلين النوويين في العاصمة التشيكية براغ.
- احتفاء عالمي بنجاح محطات براكة الإماراتية خلال مؤتمر "الطاقة الذرية"
- وكالة الطاقة الذرية تشيد بأمان عمليات التشغيل لمحطة براكة الإماراتية
ويعد ترؤس الحمادي للمنظمة أيضا إنجازا يسجل للبرنامج النووي السلمي الإماراتي على الصعيد العالمي.
الحمادي.. سيرة ذاتية لامعة
منذ العام 2008، يقود محمد إبراهيم الحمادي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، لإنجاز البرنامج النووي السلمي الإماراتي، من خلال التركيز على الالتزام بأعلى المعاييرالمحلية والعالمية الخاصة بالسلامة والأمن والجودة والشفافية وعدم الانتشار النووي.
وتتضمن مسؤوليات الحمادي الإدارية قيادة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية لتحقيق الهدف العام المتمثل بدعم النمو المستقبلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تطوير محطات براكة للطاقة النووية السلمية، الأولى من نوعها في دولة الإمارات والعالم العربي، وذلك على نحو موثوق وآمن.
ويقود الحمادي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، كما يشرف على الشركات التابعة لها بموجب اتفاقية "الائتلاف المشترك"؛ شركة نواة للطاقة التي تتولى تشغيل وصيانة محطات براكة، وشركة براكة الأولى التي تتولى إدارة المصالح التجارية والمالية للمحطات، حيث يعمل لديها جميعاً أكثر من ثلاثة آلاف موظف من نحو 50 جنسية، ما يجعل محطات براكة واحداً من أكبر مشاريع الطاقة النووية تعددية على مستوى العالم.
ويمتلك الحمادي خبرة واسعة في مجال الطاقة ومشاريع المرافق العامة، بما في ذلك الإدارة العامة والإنشاء والتمويل والإدارة التنفيذية. وقبل انضمامه إلى مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، شغل الحمادي منصب مدير عام الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، حيث قاد عملية إعادة الهيكلة الإدارية، مع التركيز على تطبيق أعلى الممارسات والمعايير الدولية في الهيئة.
حصل المهندس الحمادي على عضوية مجلس إدارة مركز أطلنطا التابع للرابطة العالمية للمشغلين النوويين، كما حصل على عضوية الجمعية النووية الأمريكية، ومعهد إدارة المشاريع بالولايات المتحدة الأمريكية، وجمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات بالولايات المتحدة الأمريكية، والمجلس الدولي لأنظمة الطاقة الكهربائية الضخمة، وجمعية المهندسين بدولة الإمارات العربية المتحدة.
في العام 2009، مُنح الحمادي شهادة الدكتوراه الفخرية في الهندسة من جامعة آجوي في كوريا الجنوبية، ليصبح واحداً من ثمانية قادة يحصلون على مثل هذه الأوسمة المرموقة في تاريخ الجامعة.
يحمل الحمادي شهادة ماجستير العلوم في الإدارة الهندسية وبكالوريوس العلوم في الهندسة الكهربائية من معهد فلوريدا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
دور "المنظمة الدولية للمشغلين"
تم تأسيس المنظمة الدولية للمشغلين النوويين عام 1989، من أجل تشجيع التعاون وتبادل الدروس المستفادة وأفضل ممارسات الأداء بين محطات الطاقة النووية حول العالم.
وتواصل المنظمة التركيز حالياً على تعزيز مستويات السلامة والموثوقية لهذه المحطات حول العالم، حيث يتولى أعضاء المنظمة الذين يزيد عددهم على 120 عضواً تشغيل 430 محطة للطاقة النووية توجد في مختلف مناطق العالم من بينها الولايات المتحدة الأمريكية والقارتين الأوروبية والآسيوية.
كما تلتزم المنظمة بتحقيق أهداف قطاع الطاقة النووية الطموحة والموضوعة للعام 2030، ومساعدة كل دولة وشركة تعمل في التشغيل التجاري لمحطات الطاقة النووية على تحقيق أعلى المعايير الخاصة بالأمان النووي من خلال تبادل المعلومات وأفضل الممارسات.
وتعد مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عضوًا نشطًا في المنظمة الدولية هذه منذ عام 2010، وتشارك بانتظام في ورش العمل والفعاليات والبرامج التدريبية والمراجعات التي تجريها المنظمة.
برنامج الحمادي في القيادة
وفي منصبه الجديد، سيقود الحمادي مجلس إدارة المنظمة الدولية للمشغلين النوويين، الذي يضم ثلاثة أعضاء من المراكز الإقليمية في العديد من الدول، ويتولى تعزيز المشاركة المباشرة للأعضاء لضمان تنفيذ مهمات المنظمة بنجاح.
وانضمت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية إلى المنظمة الدولية للمشغلين النوويين في أكتوبر 2010، وانتُخب الحمادي في مجلس إدارة مركز أطلنطا في الولايات المتحدة الامريكية التابع للمنظمة في أغسطس 2015.
ويقول الحمادي إن دولة الإمارات تمتلك مكانة ريادية في مجال تطوير الطاقة النووية، حيث تطبق محطات براكة أفضل الممارسات وتستثمر أفضل الخبرات المعمول بها في قطاع الطاقة النووية العالمي، من خلال التعاون الوثيق مع المنظمة الدولية للمشغلين النوويين والدول الأعضاء في المنظمة التي تمتلك محطات للطاقة النووية تنتج الكهرباء على نحو تجاري.
وتابع: "تعد رئاسة المنظمة الدولية للمشغلين النوويين إنجازاً جديداً يسجل لدولة الامارات، وهو مثال آخر على ثقة المجتمع الدولي في البرنامج النووي السلمي الإماراتي".
وأضاف: "منذ إطلاقه، اعتمد البرنامج النووي السلمي الإماراتي على التعاون مع شبكة واسعة من المنظمات الدولية، إلى جانب التعاون مع أكفأ الخبراء في العالم في هذا القطاع".
واستطرد: "أتطلع لتعزيز أداء المنظمة الدولية للمشغلين النوويين على الصعيد العالمي، واستكشاف فرص جديدة للتعاون مع المنظمات المختصة الرئيسية الأخرى لدعم تطوير تقنيات متقدمة للطاقة النووية مثل نماذج المفاعلات المعيارية المصغرة، وذلك في إطار الخطط الاستباقية لدعم المنظمة".
مكانة إماراتية مرموقة
ويسلط اختيار الحمادي، كأول إماراتي وأول عربي يتولى رئاسة المنظمة الدولية للمشغلين النوويين، الضوء على التعاون الوثيق والمستمر بين دولة الإمارات وقطاع الطاقة النووية العالمي، ويبرز التزام مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بأعلى معايير السلامة والأمن، وتطبيق أفضل ممارسات الأداء في مختلف جوانب البرنامج النووي السلمي الإماراتي.
وفي ظل سعي العديد من الدول للانضمام إلى المنظمة الدولية للمشغلين النوويين لدعم خططها لتطوير منشآت جديدة للطاقة النووية، ينظر المجتمع الدولي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج يحتذى به في تطوير برنامج سلمي للطاقة النووية يلتزم بأعلى معايير السلامة والجودة والشفافية، حيث أكد الحمادي التزامه بدعم هذه الدول بالإضافة إلى الدول الأعضاء في المنظمة لتعزيز السلامة والموثوقية لكافة محطات الطاقة النووية حول العالم.
وفي دولة الإمارات، ومع التشغيل التجاري للمحطتين الأولى والثانية في براكة وإنتاج كهرباء وفيرة وصديقة للبيئة على مدار الساعة، وربط المحطة الثالثة بشبكة الكهرباء، فإن محطات براكة تقود عملية تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الدولة، وتشكل ركيزة أساسية في المبادرة الاستراتيجية للدولة للوصول لى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
كما تعد الطاقة النووية مكوناً رئيسيا في محفظة مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية في دولة الإمارات، مما يضمن موثوقية وكفاءة ومرونة شبكة كهرباء الدولة على مدار الستين عامًا المقبلة على الأقل.
يشار إلى أن محطات براكة هي البداية فقط، حيث تمثل 20% من البرنامج النووي السلمي الإماراتي.
ومع إنتاج الكهرباء الوفيرة والصديقة للبيئةعلى مدار الساعة، تركز مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الآن على استكشاف واجتذاب الاستثمارات الاستراتيجية في مجال الطاقة النووية محليًا ودوليًا، وذلك لدعم النمو وتحقيق أهداف التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة.