صعوبات تواجه القابلات في مراكز اللجوء بألمانيا
القابلتان غريت فايزه و كارلوتا فون كلينكوفشترو تتحدثان عن أهم الصعوبات التي تواجهما خلال زيارة النساء الحوامل في مركز للجوء بألمانيا
يواجه كل من اللاجئين والدول المستضيفة لهم عدة حواجز تجعل التواصل بين الطرفين مهمة تحتاج خبرة خاصة وأساليب مختلفة لأداء أصغر المهام اليومية وأكبرها، سواء في مراكز الإيواء أم بالمراكز الصحية والمستوصفات، حيث يحتاج الطرفان تواصلا واضحا تجنبا لأي لَبس قد يؤدي إلى عواقب خطرة.
وكذلك حال القابلات العاملات والمتطوعات في مراكز إيواء اللاجئين اللواتي يعتنين بالنساء الحوامل ويقمن بزيارات منتظمة للمدن التي يتركز اللاجئون بها لفحصهن.
تتحدث القابلتان غريت فايزه و كارلوتا فون كلينكوفشترو لموقع دويتشه فيله الألماني، عن زيارتهما لبيوت النساء الحوامل في محيط منطقة هايده شمال ألمانيا، وكذلك في مراكز الإيواء وعن الصعوبات التي يواجهانها خلال فحص الحوامل.
بداية تتحدث فون كلينكوفشترو عن الظروف التي يجدر بها توفيرها لأي امرأة حامل هربت من العنف والفقر والحرب ولجأت إلى ألمانيا، حيث تعمل وزميلتها على توفير بيئة تشعر النساء بالأمن والأمان، فتقول: "نحاول منحهن قدر الإمكان مجالا يشعرن فيه بالحماية أي مجالا يشعرن فيه بشيء من الدفء“
وتحضر القابلتان المتطوعتان لمرة واحدة في الأسبوع لمدة نحو ساعتين إلى مركز إيواء اللاجئين في بلدة باد فالينغبوستل، حيث تقوم القابلتان بالاعتناء بنحو خمس نساء في المتوسط خلال زيارتهما الأسبوعية.
وتقابل القابلتان النساء الحوامل في غرفة بسيطة للفحص في أحد المباني، يتوفر بها طاولة مع كرسيين وسرير فحوصات مع بعض الصور على الجداران لأطفال رضع، حيث تقوم القابلتان بالتنصت على قلب الجنين وتتوليان اختبارات الحمل وتصدران ما يُسمى كتيب الأم الذي يُوثق فيه تطور الجنين..
إلا أن التشخيص بالموجات فوق الصوتية أو فحوصات أخرى لا تتم في المركز، إذ إن مركز اللاجئين تربطه علاقة تعاون مع طبيبة مختصة في أمراض النساء.
وتتمتع النساء الحوامل بوضع خاص مقارنة بطالبي اللجوء الآخرين، كما يحصلن على فحوصات أكثر، وتقول بيرغيت غيرديس، مديرة مركز اللاجئين:"العناية المنتظمة بالحوامل هي خدمة عادية طبقا لقانون اللجوء تتمتع بها الأمهات كما هو منصوص عليه قانونيا للنساء في ألمانيا“.
وتنظم البلديات الرعاية الطبية للنساء الحوامل، والتي تقتصر على ما هو ضروري طبقا لقانون اللجوء في الشهور الخمسة عشر الأولى، وتشمل لقاحات إضافة إلى العلاج من أمراض أو آلام مزمنة.
حواجز
وعلى الرغم من أن بعض اللاجئات يتحدثن الإنجليزية بطلاقة ويجيد بعضهن بعض اللغة الألمانية مما يسهل التواصل بين القابلة والحامل، إلا أن كثيرا من النساء اللاجئات غير أكاديميات ولا يتحدث إلا لغتهن المحلية. "فالتفاهم يكون في الغالب مستعصيا"، كما تقول غريت فايزه. "وأحيانا لا نتعامل فقط مع لغات أجنبية، بل مع لهجات لا يمكن لأي مترجم أن ينقلها“.
إلا أن القابلتين تعملان بكل جهدهما لتحقيق أدق تواصل ممكن، حيث تملكان حافظة بها صور حول أهم الموضوعات بشأن فترة الحمل. وتوجد نصوص قصيرة بعدة لغات مثلا العربية والداري أو الكردية.
كما يعنين بالنساء اللواتي لا يجدن القراءة وابتكرت غريت فايزه لأجل ذلك طريقة "بدون كتاب“.
إلى جانب اللغة، تشكل البيئة التي تنحدر منها بعض النساء في مركز اللجوء حاجزا يجعل من الصعب سؤالهن عن بعض التفاصيل الخاصة حيث تقول غريت فايزه " إذا كن النساء متحدرات من مجتمعات محافظة مثل أفغانستان، فإنّ النساء غير متعودات على تلقي أسئلة مباشرة تتعلق أيضا بتفاصيل خاصة“ وتتابع "فبالنسبة إلينا يكون من المهم معرفة متى حصلت المرأة الحامل على فترة حيضها الأخيرة. وإذا كان المترجم رجلا فإن ذلك يكون غير مريح لكلا الطرفين"
aXA6IDMuMTQ1LjM3LjIxOSA= جزيرة ام اند امز